باسم عبد الحميد حمودي لرمضان الكريم مهابته الخاصة في هذه المدينة المقدسة، ويقول د . عبد الرزاق محيي الدين في كتابه (الحالي والعاطل) انه لا تخلو أسرة علمية في النجف من أن يكون لها ناد او اكثر . هذه النوادي التي يفصّل الشيخ علي الشرقي في كتابه(الأحلام)
مراميها وطرق بنائها ويصف وجود هذه النوادي والمجالس انها لا بد ان تكون في مدينة علم ودين مثل النجف ،ويأتي بناء البيت – المجلس قديما متخذا شكلا خاصا. في مقدمة هذه البيوت مداخل مسقوفة وقد بنيت دكات على جانبي المدخل صالحة للاستخدام كمكان انتظار ويمكن لصاحب المجلس الإفادة منها عند انفضاض السامر فيما تقع منازل العائلة في الجهة الخلفية من بناء المجلس . يقول د.محيي الدين ان لكل مجلس منزل مستقل للضيوف وفي كثير منها غرف للخدم ومرابط للخيل ،وهذا التقليد متبع لدى الاسر العريقة ومجالس زعماء القبائل. من مجالس النجف(التي تزدهر في رمضان وتنعقد طوال ايام الشهر من الغروب حتى ساعة متأخرة من الليل) مجلس الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء والسيد علي شبّر والشيخ قاسم محيي الدين والشيخ موسى آل زاير دهام . من اشهر المجالس تاريخيا مجلس السيد صالح الحلي والسيد عبدالصاحب الحلو ومجلس المراجع الدينية السيد ايو الحسن الاصفهاني و السيد ابو القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم ومجالس آل بحر العلوم وصاحب الجواهر وفرج الله والخليلي وغيرها كثير . واذا استثنينا مجالس المراجع الدينية التي لاتنعقد للاجتماعات الرمضانية العامة،وجدنا ان بقية المجالس تنفتح على الجمهور لزوال خصوصيتها رغم مهابة صاحب المجلس وقيمته الدينية والثقافية ،ذلك ان هذه المجالس تفتح في رمضان وسواه للنقاش والبحث وتبادل الاراء والافكار حيث يمر ليل رمضان سخيا رائعا يتمتع رواد مجالس النجف الاشرف فيه بالكثير من زاد الثقافة وجمال العلاقة الاجتماعية الطيبة . في محلات العمارة والحويش والحنانة ،وقد جرت تحولات أسكانية وديموغرافية كبيرة على هذه المحلات وانتقلت اسر ودواوين متعددة الى محلات احدث وتغير بذلك المعمار الخاص بهذه المجالس ،لكن أريج رمضان يظل هو الاطيب دوما في مدينة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. rn
رمضان الأمس :رمضان في دواوين النجف وعائلاتها
نشر في: 1 سبتمبر, 2010: 05:55 م