اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > الجاموس العراقي.. ثروة اقتصادية وفولكلورية مهددة بالانقراض

الجاموس العراقي.. ثروة اقتصادية وفولكلورية مهددة بالانقراض

نشر في: 27 فبراير, 2024: 11:16 م

 علي الحمداني/المدى

يعد الجاموس جزءاً من الفولكلور الشعبي العراقي المهدد بالانقراض جرّاء التغيرات المناخية التي يتعرض لها العراق والعالم، حيث سجل العراق نفوق أعداد كبيرة منه بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خلال فصل الصيف، تزامن ذلك مع ارتفاع نسبة ملوحة المياه وانخفاضها بما لا يتلاءم مع تربيته.

ويقول أحد مربي الجاموس في محافظة ديالى عيسى عبد الأئمة (55 عاماً)، في حديثٍ لـ(المدى)، إن "الجاموس يحتاج الى كميات مياه كثيرة، فهو يعيش في بيئة مائية، وبسبب شحة المياه بات هذا الحيوان مهدداً بالانقراض في محافظات الوسط والجنوب وحتى الغربية".

ويوضح عبد الأئمة أنه "لا يملك مصدر رزق أو مهنة يعتاش عليها سوى تربية الجاموس، التي توارثها عن أجداده، فهو مصدر رزق العائلة الوحيد، لكن نتيجة الجفاف، اضطرت العديد من العوائل التي كانت تربي الجاموس إلى ترك مصدر رزقها ومناطق سكنها والهجرة من الريف إلى المدينة".

ويشير إلى أن "المعاناة الذين نزحوا نحو المدن لم تنته، فقد كانوا يعملون في رعي الحيوانات وهذه المهنة غير متوفرة في المدينة، بل وجدوا وظائف لا يجيدونها وبعيدة عن مهنتهم الوحيدة التي كانوا يوفرون من خلالها لقمة عيشهم".

ومن جانبه، يوضح الخبير الزراعي خطاب الضامن، خلال حديث لـ(المدى)، أن "أعداد الماشية في العراق تشهد انخفاضاً مستمراً خلال نصف العقد الأخير، نتيجة الظروف الطبيعية والعوامل المناخية وانخفاض كمية الأمطار وتراجع مناسيب مياه نهري دجلة والفرات والروافد الأخرى المغذية لهما".

ويضيف الضامن أن "هذه التداعيات تسببت بانخفاض الغطاء النباتي للمراعي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، ونتيجة لذلك انخفضت أعداد المواشي في العراق".

ومن مظاهر هذا الانخفاض، بحسب الضامن، هو "ارتفاع أسعار لحوم المواشي إلى مستويات قياسية مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا الارتفاع يعود لانخفاض كميات الإنتاج واستمرار الطلب عليها من قبل المستهلكين".

أما فيما يخص الجاموس، يوضح الخبير الزراعي، أن "الجاموس له وضع خاص ويختلف عن الأبقار والأغنام والماعز وحتى عن الجمال، حيث إن طبيعة الظروف البيئية لتربية هذا الحيوان تتطلب وجود كميات كبيرة من المياه حتى يغمر نفسه فيها، لأنه لا يستطيع تحمل درجات الحرارة المرتفعة وخصوصاً في العراق الذي يسجل درجات حرارة قياسية في الصيف".

ويتابع، أن "التغيرات المناخية تسببت بنفوق أعداد كبيرة من الجاموس، خاصة في أهوار ذي قار والمناطق المجاورة".

ويشير إلى أن "هذا أدى الى حدوث عمليات نزوح لمربي الجاموس من الأرياف والأهوار التي كانوا يربون الجاموس فيها إلى المدن، خاصة في المناطق الجنوبية التي ارتفعت فيها نسبة ملوحة المياه وانخفضت إلى مستويات بما لا يتلاءم مع تربيته".

ويبين الضامن، أنه "لا يزال يربى الجاموس في مناطق أخرى، على سبيل المثال في كركوك التي ما تزال فيها مصادر مائية ملائمة لتربيته، وهناك قطعان في نينوى أيضاً".

ويؤكد، أن "تربية الجاموس مستمرة لكن تحتاج الى سياسات حكومية من قبل وزارة الزراعة، تتضمن التشجيع على الاستثمار في تربيته، وتوفير حوافز في هذا الجانب، واستيراد السلالات اللقاحية ضد الأمراض، وتقديم القروض والأعلاف التي تكيف الفلاحين أو المربين على الظروف المناخية، وتوفير المياه، وكل المستلزمات الرأسمالية التي تضمن استمرارهم في تربية الجاموس".

ويكمل، أن "الجاموس بالإضافة الى كونه مصدراً من مصادر الثروة الحيوانية وله أهمية اقتصادية، فإن له أهمية تاريخية أيضاً، والتي تشكل جزءاً من الفولكلور والتراث العراقي، لأن هذا الحيوان رباه العراقيون منذ آلاف السنين".

ويضيف، "وأن توقف عملية تربية الجاموس قد تشكل خطراً يهدد ضياع الفولكلور والتاريخ الاجتماعي العراقي إلى جانب الخسائر الاقتصادية التي قد تترتب على اختفاء هذا الحيوان من العراق" .

إلى ذلك، يعزو مدير زراعة الديوانية، حسن علي مطر، خلال حديث لـ(المدى)، أن "أسباب انخفاض أعداد الثروة الحيوانية في العراق عموماً وفي محافظة الديوانية خصوصاً إلى زيادة أسعار الآلات المستوردة وقلّتها، إلى جانب قلّة الأعلاف المنتجة بسبب شحة المياه في العراق".

ويوضح مطر، أن "شحة المياه أثرت كثيراً على زراعة المحاصيل العلفية في العراق، كـ(الشعير والذرة والجت وفول الصويا)، وغيرها من المحاصيل التي انخفض إنتاجها إلى مستويات متدنية، كما أن عدم وصول المياه إلى القرى النائية حال دون إمكانية المحافظة على هذه المحاصيل من الانخفاض".

ويلفت إلى أن "هجرة العوائل التي كانت تربي الجاموس من الريف إلى المدينة وبيع حيواناتهم أدت إلى تراجع أعداد الجاموس في العراق، بالإضافة إلى عدم قدرة المربين على شراء الأعلاف المستوردة لأسعارها الخيالية".

وتسبب كل هذا، بحسب مطر، إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ومنها لحوم الأغنام والأبقار إلى الضعف، حتى وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 20 ألف دينار، بعد أن كان 10 آلاف دينار، وكذلك الحال بالنسبة للحم البقر، لذلك لجأ المواطنون إلى اللحوم البيضاء من الدجاج والأسماك والتي ارتفعت أسعارها أيضاً.

ويدعو مدير زراعة الديوانية في ختام حديثه، وزارة الزراعة إلى ضرورة "اتخاذ معالجات جادة للثروة الحيوانية، وإلا سوف يستمر تدهورها، ما قد يؤثر على المستهلك بصورة خاصة، وعلى مستقبل الثروة الحيوانية في البلاد بصورة عامة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية
سياسية

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

بغداد/ تميم الحسنلتفادي انهيار الهدنة العسكرية بين الفصائل والقوات الامريكية في العراق، بدأت أطراف مقربة من الحكومة تسريب انباء عن قرب اعلان «موعد انسحاب قوات التحالف».وضربت يوم الخميس الماضي، سلسلة انفجارات قاعدة عسكرية جنوبي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram