TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بعد اعتزاله الصيد.. أقدم سماك بالموصل يستذكر تجربته في المهنة خلال 70 عاماً

بعد اعتزاله الصيد.. أقدم سماك بالموصل يستذكر تجربته في المهنة خلال 70 عاماً

نشر في: 29 فبراير, 2024: 01:03 ص

الموصل/ سيف الدين العبيدي

على بعد 100 متر من نهر دجلة يجلس محمد صالح الطائي ذو الـ84 عاماً في محله لبيع مستلزمات الصيد بوسط سوق السمك الرئيسي بأم الربيعين، والذي يبعد عن منزله التراثي القديم بضعة امتار في منطقة الميدان التي أطلقت فيها اخر رصاصة بمعارك التحرير وكان قد هُدم منزله بذلك الوقت وما يزال يأمل ان يعاد اعماره بعد مضي 7 سنوات من انتهاء نكبة الموصل.

تراه تارة عند باب محله يتحدث مع ابنه بائع السمك وتارة اخرى يرتب البضاعة والمعدات التي يستوردها من بغداد والبصرة، مشهد سيراه كل من يزوره من الزبائن والمهتمين بهذه المهنة، يتحدثون معه حول تجربته في مهنة الصيد التي عمل بها منذ طفولته مع والده،ليكتسبوا منه بعض المعلومات.

يعد الطائي اقدم صياد موصلي، ترك المهنة بعد عام 2003 بسبب منع الشرطة النهرية للصيادين من مزاولة اعمالهم في نهر دجلة بحرية منذ ذلك الوقت لدواعي امنية وبقي الان عدد قليل جداً منهم يعمل فيها وفي مناطق محددة من النهر ، فأجبر على ان يبقي على بيع مستلزمات الصيد ليكون هو ايضاً اخر من بقي يعمل فيها، فقد اعتزل اغلب اصحاب هذه المهنة من بعد تحرير المدينة بسبب دمار محلاتهم .

يتحدث محمد الطائي لـ(المدى) عن بدايته بصيد الاسماك في خمسينيات القرن الماضي مع والده الذي كان يصنع القوارب ومعدات الصيد في موقعه عند ضفاف نهر دجلة ، وفي مرحلة شبابه ما بين فترة الستينيات والسبعينيات انتقل العم محمد للعمل في سد دوكان بمحافظة السليمانية وبقي يصطاد السمك هناك لمدة 8 سنوات، وليس ذلك فقط بل كان يذهب إلى مدينة زاخو ويصطاد ويعود بزورقه الخشبي من هناك إلى الموصل. ينظر إلى نهر دجلة ويسترجع شريط ذكريات رحلات الصيد مع أصدقائه عندما كان يذهب من الموصل إلى مدينة بيجي وبعدها الى بغداد عبر الزورق الذي كان يصنعه والده ثم يقوم ببيعه هناك او في العاصمة، كذلك بيعه للسمك في سامراء و تكريت ويعود بربحه الى مدينته عبر المركبات او القطار، واستمر هكذا لسنوات طويلة.

ويقول: في السابق كانت الزوارق تأتي من تركيا محملة بالبضائع وترسو بالقرب من سوق السمك او عند الواجهة النهرية بتسميتها في الوقت الحالي، والتي وصفها بأنها كانت ميناء مصغرا، لكن اليوم كل ما موجود من اسماك في السوق الرئيسي بأم الربيعين يأتي من مدينتي بلد وداقوق بالإضافة إلى بحيرة سد الموصل.

ويصف الطائي الإقبال على شراء مستلزمات الصيد بالضعيف جداً بسبب تقييد الصيادين وكذلك استخدام طريقة الصعق بالكهرباء للصيد دون استخدام الشبكة، ورغم ذلك فأنه يفتتح محله عند الساعة الثالثة فجراً من كل يوم ويبقى لغاية صلاة العصر، وينهي الطائي حديثه وهو يتفحص بضاعة جديدة من الشبك وصلته من بغداد بقوله إنه لا يستطيع أن يجلس في المنزل على الرغم من كبر سنه بسبب حبه وتعلقه بهذا العمل وانه يستمتع بتواجده في سوق السمك الذي عاش سنوات حياته الطويلة فيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

علماء يكشفون أن العراق مهد أول حكومة مركزية في التاريخ

فنان موصلي يجسد عظمة الحضارة الآشورية بألواح مسمارية تحاكي تاريخ بلاد الرافدين

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية

القلق والاغتراب الوجودي في "بانتظار غودو" في اتحاد الأدباء

مقالات ذات صلة

بيت المدى يستذكر القاص والروائي الراحل أحمد خلف

بيت المدى يستذكر القاص والروائي الراحل أحمد خلف

رئيس المجمع العلمي العراقي: أحمد خلف الطهر العميق يمشي على رجلين حنون مجيد: في معظم مؤلفاته، يمتلك حمية على القيمة الفنية في العمل الأدبي عمر السراي: أحمد خلف لا يمثل أديباً فحسب، فهو في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram