 ترجمة/ حامد أحمد

ذكرت منظمة ICSR البريطانية للدراسات والأبحاث في تقرير لها ان عمليات إعادة إعمار لمناطق أثرية وتراثية في الموصل دمرت على يد تنظيم داعش ما تزال قائمة وان معالم التعافي بدت واضحة على احيائها وسكانها وذلك بعد ما يقارب من ست سنوات ونصف على تحررها من تنظيم داعش.

وذكرت المنظمة ان تنظيم داعش كان يهدف الى محو الموصل التي يعرفها الجميع بتاريخها القديم ولكن عند القيام بزيارتها الان فإن المرء سيرى بانها بدأت تنهض من جديد، و بتنسيق وتعاون ما بين مبادرات محلية ودولية فإن جهود إعادة الاعمار ما تزال قائمة .

وتشير المنظمة الى ان فريقا بحثيا بريطانيا زار الموصل في أيار عام 2023 للاطلاع على أحوال أهالي مدينة الموصل وما حولها وعلى نطاق المحافظة نينوى بشكل عام وما هي الجهود التي بذلت للمضي قدما لما بعد مرحلة الحرب وما الذي تم إنجازه من مبادرات إعادة الاعمار والاطلاع أيضا على التحديات والعوائق التي تقف في طريق تحقيق التعافي.

وكانت بداية جولة الفريق البحثي من بغداد والتقوا بمسؤولين معنيين من وزارة الخارجية والثقافة ولمسوا زيادة في جهود وتعهد الحكومة بتوسيع عملية إعادة الاعمار وتحقيق الاستقرار في محافظة نينوى. وواصل الفريق رحلته الى محافظة نينوى وقام بزيارة لكل من مدينة الموصل وبلدة برطلة في سهل نينوى وسنجار ومنطقة شيخان.

ويشير التقرير الى ان داعش اقدم على تدمير ما يقارب من 47 موقعا تاريخيا وتراثيا، وما بعد حكم داعش والحملة العسكرية لتحرير المدينة منه في عام 2017 تعرضت المدينة القديمة لدمار كبير اتى على 80% من احيائها السكنية حيث تم تدمير مساكن ومحال لا تحصى ما تزال تحديات تقف اما إعادة اعمارها.

وشملت الزيارة رحلة الى موقع جامع النوري وكنيسة الطاهرة وكنيسة الساعة وكذلك بناء البازار القديم. واطلع الفريق أيضا على ابنية المخازن القديمة التاريخية التي اعتاد أهالي الموصل خزن الحبوب فيها بعد حصادها.

مكتبة الموصل المركزية كانت من ضمن برنامج الزيارة، وكان أهالي الموصل يعتبرون هذه المكتبة كأحد اهم المؤسسات الثقافية في العراق باحتوائها على اكثر من مليون كتاب ومخطوطة تاريخية.

ورغم الدمار الكبير الذي لحق بها على يد داعش، فإن منظمة اليونسكو وبالتعاون مع مسؤولي وزارة الثقافة والمسؤولين المحليين تم التمكن من استعادة القها القديم واشتمل ذلك على انقاذ واستعادة عدد كبير من الكتب والمخطوطات التي تعرضت للتلف.

وعلى الرغم من حرص الحفاظ على طراز المكتبة القديم عند إعادة بنائها فقد تمت إضافة معالم حديثة لها وتضمينها معدات ووسائل تكنولوجية حديثة لتلبي احتياجات زوار المكتبة.

وتذكر المنظمة البريطانية انه تم ترك بعض المعالم المتضررة في جدران المكتبة بدون ترميم وإصلاح وذلك لتكون مذكرا وشاهدا يطلع الناس على ما فعله التنظيم الإرهابي من تخريب ويكون حافزا نفسيا للناس على المضي قدما بحياتهم.

ويشير التقرير الى ان منظمة محلية غير حكومية تدعى منظمة، تطوع معنا، كان يهتم فريقها بتفعيل وتعزيز العمل الجماعي من اجل إعادة اعمار المدينة والعمل على إعادة احياء الامل في نفوس المواطنين من جديد. وقامت المنظمة بتجميع المتطوعين في مهمة لرفع الأنقاض ومخلفات الحرب من احياء وازقة المدن. ومن ثم توسع نشاط المنظمة المحلية ليشمل المدارس وتأهيلها وتوعية الناس بأمور البيئة والحفاظ على الطبيعة وتعزيز جانب الثقافة العامة.

عمر محمد مدير المنظمة المحلية قال، إن "حضارة الموصل حضارة عريقة تمتد بعمقها التاريخي الى زمن الإمبراطورية الاشورية والحضارة السومرية . ومن خلال عملنا التطوعي نسعى الى بعث رسالة سلم وقوة. ان تاريخنا القديم يحفزنا على الاستمرار بحياتنا العملية من اجل مستقبل بلدنا."

وكانت للفريق البريطاني زيارة أيضا الى بيت تراث الموصل، وهو بيت قديم كان قد دمره تنظيم داعش وتمت إعادة اعماره مع رعاية الحفاظ على طراز بنائه التراثي الأصلي القديم وتشغله الان مؤسسة مشروع تراث الموصل وتم تحويله الى متحف ومركز لاقامة المناسبات الثقافية والجلسات الحوارية يستقطب زوارا من مختلف انحاء العراق.

بعد ذلك توجه الفريق البريطاني في زيارة لمنطقة سنجار وجولة في معبد لالش الذي يرتاده الايزيديون هناك وإقامة مهرجان ثقافي في منطقة شيخان.

ويذكر الفريق البريطاني ان المبادرات التي شاهدها في الموصل تذهب الى ما وراء المساهمة في إعادة الاعمار، فهي تساهم في إضفاء جانب التعافي من صدمات نفسية وجروح عميقة عاشها اهل الموصل اثناء المعارك وتعزز جانب بناء اللحمة المجتمعية، داعين المجتمع الدولي الى تقديم المزيد من العون والدعم لجهات ومنظمات محلية في العراق لا سيما وأهالي الموصل يعملون بجهد لإعادة اعمار مناطقهم وإعادة الحياة لمجتمعاتهم.

عن: منظمة ICSR البريطانية