بغداد – 964

يتخيل أربعة خبراء ومحلليين عراقيين شكل اللقاء المنتظر بين رئيس الحكومة محمد السوداني والرئيس الأميركي جو بايدن، ووضع كل منهم أجندة مفترضة للحوار المقرر في البيت الأبيض.

وقال المحللون لشبكة 964، إن الدعوة لزيارة واشنطن وصلت إلى السوداني في مرحلة معقدة وعاصفة من ولايته. وبالطبع، فإن ملف الفصائل المسلحة وأزمة الدولار في العراق، ستكون على رأس الملفات، لكن اللافت أن المحللين توقعوا تأثيراً مهماً لزيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، التي أجراها لواشنطن قبل أيام.

ولذلك يرى المحللون، أن بايدن سيبحث مع السوداني قضايا كردستان مثل ملف تصدير نفط الإقليم، وقرارات المحكمة الاتحادية بشأن رواتب الموظفين والانتخابات، كما أشار بعضهم إلى أن رئيس الوزراء سيناقش طلبات بغداد بشأن التسليح وتطوير الجيش خصوصاً سلاح الجو والدفاع الجوي.

متى؟

وانتظر السوداني نحو عام بعد توليه المسؤولية، ليتلقى دعوة زيارة البيت الأبيض، وصلته مرتين، الأولى عبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن في كانون الأول الماضي حين التقيا في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة، والثانية عبر نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس مطلع شباط حين جمعهما مؤتمر ميونخ للأمن العالمي.

وستأتي الزيارة في ظل أزمة سياسية وأمنية واقتصادية مركبة نتيجة تصعيد الفصائل ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا والأردن.

وسبق لمستشاري السوداني أن تحدثوا عن مواعيد محتملة للزيارة لكنهم قالوا إن الأمر منوط بـ"توافق أجندة" الطرفين، ومتى تناسب جداول الأعمال في بغداد وواشنطن، وسط اضطرابات عديدة عبر العالم.

ياسين عزيز، باحث في الشأن السياسي، لشبكة 964:

زيارة السوداني المنتظرة لواشنطن ستأتي بعد محاولات عديدة لضمان الدعوة، وكان من المتوقع أن يحصل عليها بعد فترة وجيزة من تسلمه المنصب آواخر 2021.

الظروف لم تساعد السوداني لإجراء الزيارة، والآن هناك ملفات كثيرة ومهمة تنتظره في واشنطن، أكثر تعقيداً من أيامه الأولى كرئيس للوزراء.

سيكون هناك لقاء تشريفي بين السوداني وبايدن، ومن ثم سيبحث السوداني ملفات معقدة مع الجانب الأمريكي منها وضع الفصائل المسلحة والسلاح خارج سيطرة الدولة، وسيناريوهات التواجد العسكري الأميركي في العراق.

سيبحث الأميركيون مع السوداني استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان ومجمل العلاقة بين حكومته وحكومة الإقليم وإنهاء المسائل العالقة بين الطرفين وإمكانية دعم الولايات المتحدة لقدرات قوات البيشمركة وملف الاستثمار في العراق ومنح شركات أميركية أولوية في هذا الأمر.

مهند جواد، محلل سياسي في مركز الهدف، لشبكة 964:

السوداني سيبحث مع بايدن العديد من الملفات الرئيسة على رأسها التواجد الأميركي في العراق.

الملف الثاني الذي سيكون على طاولة المباحثات هو إجراءات البنك الفيدرالي الأميركي وتطورات قضية الدولار الذي يرسل إلى العراق.

غزة وإيران في صميم الهموم من بغداد إلى واشنطن

سيبحث الطرفان موقف العراق من الحرب الدائرة منذ أشهر في قطاع غزة؛ ما مساراتها وتأثيراتها على الاستقرار في المنطقة.

لقاء السوداني في البيت الأبيض سيتناول إيران ودورها في المنطقة وعلاقتها مع العراق، باعتباره قلق واشنطن الأكبر في الشرق الأوسط.

واشنطن تسعى لترسيم علاقة العراق بإيران وفقاً لمصالحها وسياسيتها التي تخدم مصالحها.

من الملفات المهمة أيضاً، الفصائل المسلحة الموجودة في العراق وامكانية إيقاف استهداف القوات الأميركية.

كاظم الحاج، محلل سياسي، لشبكة 964:

التواجد الأميركي وطبيعة عمل القوات الأجنبية في العراق سيكون على رأس المباحاثات بين السوداني وبايدن.

موقف الحكومة العراقية الداعم لفلسطين سيكون محور الحديث بين الرئيسين.

على المستوى السياسي سيبحث اللقاء قرارات المحكمة الاتحادية الخاصة بإعادة العلاقة بين الإقليم وبغداد خصوصاً بعد زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لأميركا.

تسليح وطائرات ودفاع جوي!

ملف الاستثمار وعمل الشركات الأميركية في العراق سيكون حاضراً بقوة في اللقاء المرتقب.

ملف تسليح الجيش العراقي بالأسلحة والطائرات والدفاع الجوي واستمرار التعاون في هذا الصدد سيكون له حصة في اللقاء.

التزام العراق بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران أيضاً سيتم مناقشتها في اللقاء.

عصام الفيلي، اكاديمي وباحث سياسي لشبكة 964:

الملف الاقتصادي سيكون حاضراً على صعيد الطاقة وعمل الشركات الأميركية في العراق، فضلاً عن مشاريع التنمية.

تهريب الدولار وتعامل المصارف الحكومية والأهلية في العراق مع هذه القضية، وسط تخوف من فرض عقوبات على العراق تخص هذا الملف.

التواجد الأميركي في العراق ملف رئيسي سيكون موجوداً على طاولة الحوار بين السوداني وبايدن خلال اللقاء المرتقب.

المباحثات ستشمل قضية العلاقة مع الإقليم وزيارة مسرور بارزاني الأخيرة الى واشنطن وسبل معالجة الخلافات المزمنة بين بغداد وأربيل.