 واسط / جبار بچاي

هو آخر الجسور العائمة في واسط، لكنه كان ومازال أكثرها خطراً على حياة المواطنين لتكرار الأضرار التي تحصل فيه وتعرضه للغرق كلما ارتفعت مناسيب نهر دجلة ما يؤدي الى تعذر مرور المركبات عليه وصعوبة عبور السابلة كما هو حاله في الوقت الحاضر بعد ورود موجة فيضانية قادمة من مؤخر سدة سامراء عطلته كلياً.

"في كل مرة يتعرض الجسر الى الأضرار ويخرج عن الخدمة جراء ارتفاع منسوب نهر دجلة فتصاب حركتنا بالشلل". يقول أحمد التميمي وهو من أهالي المنطقة؛ مضيفاً أن "برينج منطقة ذات كثافة سكانية عالية وتتميز بالزراعة والبساتين المختلفة ولا سبيل للأهالي للوصول الى مدينة العزيزية سوى المرور على هذا الجسر القديم والمتهالك والذي يشكل خطراً كبيراً على أرواحهم".

ويعد جسر برينج من الجسور القديمة على نهر دجلة في محافظة واسط ويبلغ طوله أكثر من 300 متر وتبلغ الحمولة القصوى للجسر 5 طن ووضعت عليه عارضة بارتفاع مترين و40 سنتيمتراً لمنع مرور المركبات العالية والكبيرة، وهو آخر الجسور العائمة في المحافظة حالياً بعد انشاء جسور خرسانية بدلاً عن الجسور القديمة مثل جسر شيخ سعد والموفقية والزبيدية وجسر الأحرار الذي ينفذ بدلاً عنه جسر خرساني جديد.

يقول عبد الله راضي وهو من أهالي قضاء العزيزية إن "الجسر قديم جداً وسبق وأن عبر عليه عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف لكنه أصبح في السنوات الأخيرة خارج الخدمة تماماً لذلك نطالب الحكومة المحلية بضرورة الإسراع بإنشاء جسر خرساني جديد بدلاً عنه".

وأشار الى أن "جميع المسؤولين في محافظة واسط وفي قضاء العزيزية بعد عام 2003 زاروا الجسر مرات عديدة وفي كل مرة يمطروننا بالوعود لكن الحقيقة لم نلمس شيئا يذكر سوى التقاط الصور".

بينما يؤكد أحمد صالح من أهالي قرية برينج أن "هذا الجسر أصبح للتصاوير وإطلاق الوعود وكل ما سمعناه بشأن إنشاء جسر بديل عنه مجرد تخدير أعصاب لنا".

وقال "غالباً ما يتعرض جسر برينج لقطع مفاجئ لأي خلل يحصل فيه كأن يكون قطع في اللحام أو زحف إحدى العوامات الحاملة له أو غرق إحداها نتيجة ارتفاع منسوب المياه مما يؤثر كثيراً على حياة الناس ويعطل مشاغلهم وأكثر المتضررين عادة هم الطلبة الذين يفدون من القرية الى المدينة خاصة إذا تزامن العطل مع الامتحانات".

وأشار الى أن "الأهالي غالباً ما يبادرون الى معالجة الخلل لكن بطريقتهم الخاصة كأن يسندون الجسر بجذوع النخيل أو بالإطارات وأحياناً ربطه بالحبال وغير ذلك من الإجراءات غير الفنية لكن ما باليد حيلة، فالناس تريد العبور".خروج جسر برينج عن الخدمة مؤخراً زاد وتيرة الغضب عند الأهالي رغم تكرار زيارات المسؤولين في الحكومة المحلية لموقع الجسر بينهم النائب الأول للمحافظ وعضو المجلس عن قضاء العزيزية حيدر عجاج وآخرين غيرهم وعدوا بإيصال المشكلة الى المحافظ على أمل أن يدرج الجسر ضمن مشاريع 2024.

في وقت أكدت عضو مجلس المحافظة عن قضاء العزيزية رسل إحسان عبد الجليل البطيخ أن "جسر برينج يحظى بمتابعة مباشرة من قبل السيد محافظ واسط وقمنا بزيارة للسيد وزير الاعمار والإسكان والبلديات العامة لطرح جملة من المواضع المهمة من بينها قضية جسر برينج".

وأضافت "لا نريد أن نتكلم بالوعود ما لم تكن هناك حقائق ميدانية والحقيقة ننتظر اكمال المخططات الهندسية للجسر ومصادقتها من الهيئة العامة للطرق والجسور والموارد المائية ليتم الإعلان عن إنشاء جسر جديد".

من جانب آخر، كشفت مديرية الموارد المائية في محافظة واسط عن تمرير الموجة الفيضانية باتجاه محافظة ميسان عبر سدة الكوت بشكل منتظم ومسيطر عليه.

وقال مدير الدائرة كريم حسن سرحان إن "الملاكات الهندسية والفنية في مديرية الموارد المائية في واسط وبالتنسيق مع المركز الوطني للمياه وإدارة سدة الكوت قامت بتمرير ذروة الموجة الفيضانية باتجاه مؤخر سدة الكوت".

ولفت الى "قيام الملاكات الهندسية والفنية في مديرية الموارد المائية في واسط وبمشاركة دائرة طرق وجسور واسط والأجهزة الخدمية في قضاء العزيزية بأعمال صيانة جسر برينج العائم بعد خروجه عن الخدمة وتعرضه لأضرار جراء ارتفاع منسوب نهر دجلة بسبب الأمطار الأخيرة".