TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > التشكيلية شفاء هادي تحيي إرث الواسطي بـ(شذرات سومرية)

التشكيلية شفاء هادي تحيي إرث الواسطي بـ(شذرات سومرية)

نشر في: 2 مارس, 2024: 10:02 م

 ذي قار / حسين العامل

اقامت التشكيلية شفاء هادي معرضها الشخصي الثاني على قاعة حوار للفنون وتحت عنوان (شذرات سومرية) جسدت عبرها جملة من القضايا الحياتية المعاصرة باسلوب فني يحاكي المدرسة الواسطية التي ابدع فيها يحيى الواسطي بتصوير مقامات الحريري.

تقول الفنانة شفاء هادي المولودة في شمال مدينة الناصرية في حديث لـ(المدى) ان معرضها الشخصي الثاني الذي حمل عنوان (شذرات سومرية) ضم ٤٢ عملا تشكيليا بأحجام وخامات مختلفة، مبينة ان "جميع الأعمال تعبر عن التفاصيل الحياتية والفولكلورية في البيئة الجنوبية".

وتحدثت هادي عن تأثرها باسلوب الواسطي وفن التصوير التعبيري في المدرسة الواسطية وذلك من خلال ربط التراث بالمعاصرة ، مشيرة الى ما ضمه معرضها "الاول الذي اقيم عام 2019 على قاعة عشتار بمبنى وزارة الثقافة والسياحة والآثار تحت عنوان (بنات افكاري) "، مشيرة الى ان "المعرض الاول ضم ٥٤ عملا بمادة الزيت تعبر عن قضايا المرأة ضمن سياق الواقع العراقي".

وكشفت هادي عن اكثر من ٧٠ عملا فنيا من اعمالها بات تتصدر اغلفة الكتب الادبية والشعرية ، منوهة الى ان "عددا غير قليل من طلبة الدكتوراه والماجستير اخذوا يتناولون اسلوبها الفني بالبحث الاكاديمي".

ويعود اصل المدرسة الواسطية الى يحيى بن محمود الواسطي المولود في بداية القرن الثالث عشر الميلادي في بلدة واسط العراقية وهو رسام وخطاط عربي، اشتهر بفن المنمنمات الإسلامية، ويُعد أحد أهم مؤسسي مدرسة بغداد للتصوير ، خطَّ نسخة من مقامات الحريري وزينها بمائة منمنمة من رسومه ، وكان عمله هذا أول عمل في التصوير العربي يُعرف اسم من صنعه.

وفي معرض حديثه عن الأعمال التشكيلية للفنانة شفاء هادي تطرق الكاتب علي إبراهـيم الدليمي الى ابرز مميزات اعمالها في مقال جاء فيه ان " الفنانة شفاء هادي تأثرت ، في بداية مشوارها الفني بيئتها الجنوبية بما تحمله من جوانب الحياة اليومية المتواصلة، الأهوار، بيوت القصب البردي، صيادو الأسماك، همس العاشقين وأحلامهم المؤجلة، إحتفالات النساء، حائكة السجاد اليدوي، الخياطة".

ويجد الدليمي ان " مفردات أعمال الفنانة شفاء هادي أو محور أغلب الاعمال هي الرجل والمرأة، وما يحملانه من ملامح وسحنة وجوههما في الفطرة والطيبة الجميلة البسيطة وميزت أرجلهم وأيديهم تتسم بالضخامة التي ترمز للقوة والعطاء والولادة والحياة".

واستطرد الدليمي "حيث نقلت ما استطاعت من هذه الصور، باسلوبها الفني الانسيابي حد البساطة، الذي ينتمي إلى المدرسة (التعبيرية) باختزال الخطوط والألوان بقدر الإمكان".

وتحدث الدليمي في مقاله عن ربط الماضي بالحاضر، اذ أدخلت شفاء في اعمالها إكسسوارات ومنمنمات تفصيلية من تلك التي تعشقها العوائل العراقية في الجنوب حصراً كالبساط الملون، والمشط الخشبي، والخضرمه، وخزفيات أم سبع عيون الزرقاء، والوشم الفلكلوري المنوع، وأدوات المكحلة، والمغزل.. إلخ.

واردف كما لم تنس الرسم من مشاهد يومية من الحياة البغدادية اليومية، والبغداديون بازياهم الفولكلورية القديمة. وتعد الفنانة شفاء هادي الحاصلة على بكالوريوس فنون جميلة وبكالوريوس إدارة واقتصاد من ابرز الفنانين العراقيين الذين اهتموا بقضايا المرأة وجسدوا مفردات الحياة العراقية بلوحات فنية معبرة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

علماء يكشفون أن العراق مهد أول حكومة مركزية في التاريخ

فنان موصلي يجسد عظمة الحضارة الآشورية بألواح مسمارية تحاكي تاريخ بلاد الرافدين

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية

مناوشات بين "الفنانين" حول أزمة الأجور وشركات الانتاج

مقالات ذات صلة

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

 بغداد – نبأ مشرق أكد السفير الفرنسي في العراق، باتريك دوريل، خلال لقاء خاص مع صحيفة (المدى)، وبحضور الملحق الثقافي منير سليماني ومدير المعهد الفرنسي ساميول مام، أن الشراكة الثقافية بين العراق وفرنسا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram