الأنبار / شروق شاكر
يتعرض نهر الفرات الى مخاطر وأضرار اقتصادية واجتماعية فيه والذي يعتبر من أهم الأنهار في العراق، ومن الملاحظ في الفترة الأخيرة انخفاض ملحوظ في مناسيب النهر، مما أثار العديد من المخاوف والتساؤلات حول تأثير ذلك على البيئة والحياة اليومية للسكان.
ويرى خبراء أن مشكلة تلوث الأنهار تفاقمت مع تزايد إنشاء الأحياء السكنية العشوائية في أغلب مناطق العراق ولا سيما الكبيرة منها، ذلك أن البناء خارج التخطيط البلدي والهندسي ومن دون شبكات صرف صحي جديدة، زاد الضغط على الشبكات والبنى التحتية القديمة والمتهالكة في الأصل.
ويقول مدير الموارد المائية جمال عودة، خلال حديث لـ(المدى)، إن "الاستعداد لإطلاق مخزون مياه ناظم الورار يجري على قدماً وساق"، مشيراً إلى أنه "بدأنا حملة كري واسعة لترسبات الطين وسط نقص وحدات معالجة المياه الآسنة التي تسببت بضيق حاد في مجرى النهر". ويردف، أن "رفعنا دعوى قضائية ضد جهات مختلفة (لم يكشف عنها)، لتسببها في تخريب النهر والتلوث الحاضر جراء العمل غير المنظم، عملنا تدريجيا خطة لإطلاق المخزون وبدأنا كل يوم ثلاثاء لمدة 10 ساعات". ويكمل، أننا "نوصي بحملات توعوية وتثقيفية للمجتمع المحلي حول أهمية المحافظة على المياه واستدامة مواردها، كما أثرت نقص هطول الأمطار بشكل كبير وغيرها الكثير". ومن جانبه، يقول المهتم في الشأن البيئي صميم سلام في حديث لـ(المدى)، إن "التنظيف من أولى الخطوات التي نقوم بها إعادة الحياة لنهر الفرات مما تؤثر سلباً على المجتمع والمياه في المنطقة وغلق الناظم". ويضيف، أن "الجوانب الاجتماعية والاقتصادية تؤثر في الاستخدامات والاستدامة لمواد المياه مثل الشرب والري والصيد، وبذلك يجب أن تكون الحلول المستدامة هي اساس العمل لخلق توازن بين بيئي لنهر الفرات". ويوضح الخبير البيئي، أن "من الحلول التي يجب التعامل بها مع انخفاض مناسيب نهر الفرات وفتح مخزون نظام الورار بشكل شامل ومتوازن. يتطلب ذلك دراسات بيئية واجتماعية واقتصادية مستفيضة لتحديد التأثيرات المحتملة وتطوير حلول مستدامة لهذه القضية".
فيما ذكر المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال في تصريحات صحفية سابقة، تابعتها (المدى)، أن "الاحصائيات لسنة 2023 تشير إلى أن كمية الاطلاقات في السنة السابقة لنهري دجلة والفرات لا تمثل سوى 30% من الاستحقاق الطبيعي للعراق"، مؤكداً أن "تصاريف نهر دجلة تبلغ 313 م3 بالثانية أما نهر الفرات فتبلغ 175 م3 بالثانية، وإن النهر الان في العراق يأتيه يوميا 18.1 مليون متر مكعب، بينما يستهلك يوميا أكثر من 19.4 مليون متر مكعب، أي أن العراق يستهلك 1.3 مليون متر مكعب يوميا من مياه الفرات دون تعويض هذه الكمية".
ووفقاً لتوقعات "مؤشر الإجهاد المائي" فإن العراق سيكون بلا انهار بحلول عام 2040، ولن تصل مياه النهرين الى المصب النهائي في الخليج العربي". وبحسب رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بغداد، آوكي لوتسما، أن "زيادة درجات الحرارة ونقص هطول الأمطار بنسبة 10 في المائة بحول عام 2050 سيؤديان إلى انخفاض بنسبة 20 في المائة في المياه العذبة المتوفرة". كما يؤكد، أنه "بحلول عام 2030 من المتوقع أن يصل نصيب الفرد من المياه الى 479 متراً مكعباً والأمر بعيد كل البعد عن معيار منظمة الصحة العالمية البالغ 1700 متر مكعب سنويا".
يشار إلى أن مياه أنابيب الصرف الصحي الثقيلة تتزاحم بشكل يومي على نهري دجلة والفرات، وروافدهما في معظم المحافظات العراقية والأنبار منها، منذرة بكارثة بيئية مع بلوغ نسبة تلوث الأنهر 90%.