رأس الجادة (الموصل) 964
تحتفظ الموصل حتى الآن بقطعة نادرة من آلة "الجومة" البدائية التي تُستخدم في نسج السجاد والأغطية والشماغات، والتي كانت موجودة بكثرة في معامل الموصل، وحتى بعض الكنائس والمساجد، ويقول الدكتور محمد عبدالجبار، إن عمر "الجومة" التي يمتلكها يتجاوز 65 عاماً، وإنه يحافظ عليها من الاندثار.
الدكتور محمد عبد الجبار – صاحب الجومة لشبكة 964:
هذه المهنة توارثتها عن أجدادي ووالدي رحمهم الله، كانوا أصحاب معمل للبطانيات.
أهالي الموصل استخدموا هذه الآلة في صناعة الأغطية و"الدواشك" والشماغات، ولكن عائلتنا اختصت بالبسط والسجاد والبطانيات.
في السابق كنا نعتمد على تصريف منتجاتنا بالاتفاق بين المعمل وشركة المخازن العراقية، التي كانت تتسلم البضاعة وتصرفها في كافة أرجاء العراق.
أنا لست متفرغاً لهذه المهنة، لكني أمارسها كهواية، حباً بتراث المدينة وتراث البلد، وقررت إعادة هذه المهنة إلى الحياة قبل اندثارها، خاصة وأنها آخر "جومة" موجودة في الموصل، وعمرها أكثر من 65 سنة.
شاركت في العديد من المعارض داخل المدينة لعرض منتوجاتي، وقد نظمت الكثير من الدورات لتعليم الشباب والعاطلين عن العمل على استخدام "الجومة"، لكنها للأسف تحتاج إلى دعم حكومي أو استثماري لإعادة الحياة إليها.
مضى على عملي بهذه المهنة 40 عاماً، وقد اشتغلت الكثير من أنواع السجاد والفرشات والجداريات للصالات.
هذه آلة بدائية وإنتاجها ضعيف جداً مقارنة بالأجهزة الحديثة، لذا نقوم بجمع أكثر من 100 قطعة وبيعها في المعارض.
الجومة تنتج قطعه سجاد واحدة على يد المتعلم حديثاً، لكن أنا كمتمرس أنتج قطعتين أو قطعتين ونصف في اليوم.
أتمنى أن يكون لديّ معمل وعدد أكبر من الآلات وأستورد الخيوط من بغداد أو من خارج العراق، لإنتاج كميات أكبر من المواد، وأُعيد الحياة لهذه المهنة.