 ذي قار / حسين العامل

اعلنت الحكومة المحلية في ذي قار عن عودة الهدوء الحذر الى قضاء الاصلاح شرق الناصرية بعد ليلة دامية من المواجهات العشائرية راح ضحيتها مدير استخبارات ذي قار واصابة عدد من عناصر الشرطة،

وفيما دعت وجهاء ومشايخ المحافظة للمساهمة بدرء الفتنة، تحدثت قيادة الشرطة عن اعتقال 105 متهمين متورطين بالنزاع. وشهدت ليلة الاحد / الاثنين انتشارا أمنيا واسعا في قضاء الاصلاح اثر تجدد نزاع عشائري عنيف بين عشيرتي الرميض والعمر في قضاء الاصلاح (45 كم شرق الناصرية) استخدمت فيه الاطراف المتنازعة مختلف انواع الاسلحة ما اسفر عن مقتل مدير استخبارات مكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز شلال جهل ومرافقه واصابة ما لا يقل عن 6 اشخاص معظمهم من عناصر الشرطة. وقال قائممقام قضاء الاصلاح وكالة كفاح شناوه الاسدي لـ(المدى) ان "المواجهات المسلحة توقفت بين الاطراف المتنازعة في قضاء الاصلاح (45 كم شرق الناصرية) بعد انتشار واسع للقوات الامنية"، مشيرا الى اعتقال عدد من المتورطين بالنزاع الذي اودى بحياة ضابط كبير وعدد من عناصر الشرطة، واكد الاسدي مواصلة القوات الامنية تعقب المسلحين والتفتيش عن السلاح. بدوره، اكد مدير اعلام قيادة شرطة ذي قار العقيد ميثم المشرفاوي القاء القبض على 105 متهمين من طرفي النزاع وفق مذكرات قبض قضائية وضبط عدد من قطع الاسلحة وكميات من الاعتدة.

من جانبه، كشف مصدر امني مطلع عن ارتفاع حصيلة النزاع العشائري المسلح في قضاء الإصلاح الى 12 شخصا بين قتيل وجريح اذ استشهد مدير استخبارات مكافحة الإرهاب ومرافقه الشخصي فيما أصيب عشرة اخرون بينهم ستة من الأجهزة الأمنية. واعلنت قيادة شرطة ذي قار عن تنفيذ عملية امنية في القضاء المذكور اسفرت عن اعتقال عدد من المشتبه بهم واوضحت القيادة في بيان تابعته (المدى) ان " قيادة شرطة ذي قار نفذت بإشراف قائد شرطة المحافظة اللواء مكي شناع الخيكاني عمليات امنية مشددة ومداهمات في قضاء الاصلاح على خلفية نزاع عشائري تسبب باستشهاد مدير الاستخبارات". وتحدثت القيادة عن ضرب اطواق امنية وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش واعتقال المتورطين بالمظاهر المسلحة. واردفت "ومازالت القوات الامنية تتبع المتورطين بهذه الجريمة بهدف تقديمهم للقضاء العادل". واشارت قيادة الشرطة في بيانها الى ان "القوات الامنية تواصل فرض سيطرتها على محل الحادث وتجري عمليات الدهم والتفتيش بحثا عن العناصر المسلحة"، مؤكدة "اعتقال اعداد من المشاركين بالنزاع العشائري واحالتهم الى التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم". ومن جانبها اكدت وزارة الداخلية استشهاد مدير استخبارات مكافحة إرهاب محافظة ذي قار العميد (عزيز شلال جهل) خلال فض نزاع عشائري في قضاء الإصلاح ضمن محافظة ذي قار.

ووصفت في بيان تابعته (المدى) استهدافه بالعمل الارهابي واوضحت "نؤكد أن من ارتكب هذا العمل الإرهابي الإجرامي لن يفلت من العقاب وسيكون تحت طائلة القانون". واشار البيان الى ان "قيادة شرطة محافظة ذي قار شرعت بعملية تفتيش واسعة ضمن محل الحادث وطوقت المكان بالكامل لإلقاء القبض على طرفي النزاع لينالوا جزاءهم العادل".

من جانبه، تحدث محافظ ذي قار مرتضى عبود الابراهيمي عن اتصال مباشر مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ‏حول تطورات النزاع في قضاء الاصلاح ، واوضح في بيان تلقت (المدى) نسخة منه ان "القائد العام أعرب عن امتعاضه الشديد من هذه الجريمة النكراء التي اودت بحياة العميد عزيز شلال الشامي ووجه بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية بحق المجرمين". وشدد الابراهيمي "نؤكد التزامنا التام بتطبيق القانون والوقوف مع الأجهزة الأمنية في أداء مهامها ولن نسمح أن تمر هذه الحادثة دون الوصول الى القتلة لينالوا جزاءهم العادل".

وتابع محافظ ذي قار "وسنواصل متابعة كافة المستجدات عبر غرفة العمليات الامنية التي تواصل عملها على مدار الساعة"، داعيا "وجهاء ومشايخ المحافظة إلى المساهمة في درء الفتنة وعدم الانجرار إلى صراعات مخالفة للشرع والقانون".

وجرت صباح يوم الاثنين مراسيم تشييع رسمي لجنازة مدير استخبارات مكافحة إرهاب محافظة ذي قار العميد عزيز شلال جهل بحضور كبار المسؤولين بالمحافظة.

وكان اهالي ووجهاء قضاء الاصلاح شرق الناصرية حذروا في (اواخر ايلول 2023) من مخاطر تجدد النزاعات العشائرية في القضاء المذكور.

وكان قضاء الاصلاح قد شهد في (نيسان 2023) تصاعد وتيرة النزاعات العشائرية اذ شهد اندلاع معارك وتبادل لإطلاق النار بين عشيرتي الرميض وآل عمر راح ضحيتها 14 شخصا بين قتيل وجريح ولم يتوقف القتال الا بعد مساعي للتهدئة واخذ عطوة عشائرية. والعطوة هي هدنة عشائرية بين الاطراف المتنازعة تجري في غضونها تحركات ومساعي لإرضاء الطرف المعتدى عليه مقابل دفع فدية (فصل عشائري) تحدده السنائن والاعراف العشارية السارية بين الاطراف المتنازعة.

وكان قسم شؤون عشائر ذي قار قد اعلن مؤخرا عن حسم 122 نزاعا عشائريا بصورة نهائية منذ منتصف كانون الاول 2022 وحتى ايلول 2023، مبينا ان "النزاعات المحسومة تتعلق بحالات قتل وتجاوز على الاراضي الزراعية ونزاعات الملكية".

واعربت اوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار في (منتصف نيسان 2023) عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية الى مراكز المدن وتحويل الدور والاحياء السكنية الى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعين عشائريين شهدتهما المحافظة في حينها وأديا الى مقتل وجرح عدد من المواطنين. وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجددا للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، اذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية وعشائرية، أو طلب للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.