أكد مصدر نيابي كردي أمس أن العديد من قيادات التحالف الوطني يشعرون بقلق شديد حيال طريقة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي في إدارة البلاد، وان هذا القلق امتد إلى "الدائرة الضيقة" المحيطة به، ناقلا عن نائب رئيس الحكومة لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني انه ابلغ أكثر من طرف بأن لديه "مخاوف" حيال الأسلوب الحالي لصناعة القرارات والتفرد بتحديد مصير الكثير من القضايا الكبرى.
وفي السياق نفسه كشف المصدر عن أن التحالف الكردستاني يتجه إلى إطلاق حوار موسع مع التحالف الوطني في الأيام المقبلة، لمراجعة العلاقات الوطنية وتداعيات أزمة طوزخورماتو، مبينا أن القيادات الكردية ستطلب من الكتلة التي ينتمي إليها رئيس مجلس الوزراء "تعديل سياسات المالكي أو تقديم مرشح آخر بديل له".
وأوضح المصدر في حديث لـ"المدى" طالبا عدم كشف هويته، أن القيادات الكردية تشعر بأن استمرار المالكي في انتهاج سياسة القرارات المتسرعة وعدم استشارة القوى الوطنية في كيفية حل الخلافات مع كل الشركاء لا الكرد وحدهم، "سيقود البلاد إلى منحى خطير لا تحمد عقباه"، مبينا إن الأحزاب الكردية تنوي إطلاق حوار موسع وجاد مع كل القوى العراقية وبشكل خاص مع كتلة التحالف الوطني التي ينتمي إليها رئيس مجلس الوزراء "لتحديد آليات قانونية وبرلمانية وتوافقية، تكبح جماح المالكي وتعدل سياساته، أو أن تلجأ كتلة التحالف صاحبة منصب رئيس الوزراء، إلى طرح بديل من بين صفوفها".
واعرب المصدر عن قناعته بأن العديد من قيادات التحالف الوطني "يشعرون بالقلق من كيفية تسيير الامور، ولا سيما بعد تحريك دبابات نحو كركوك دون استشارة بقية القوى ودون الدعوة الى حوار او الية معقولة لحل الخلاف السياسي"، وأكد أن هذا التذمر والقلق "بدأ يشمل حلفاء المالكي المقربين منه مثل حسين الشهرستاني".
وتابع "لقد تحدث الشهرستاني إلى أكثر من طرف عراقي عن مخاوفه من طريقة المالكي في حسم القرارات المصيرية، وقال انه يخشى ظهور دكتاتور جديد إذا ظل البرلمان عاجزا عن تقييد سلطاته ومراجعة أداء الحكومة"، ما يعني في نظر المصدر أن المناخ السياسي مهيأ للغاية إلى "إجراء مراجعة مهمة لكل ما حصل، تمنع البلاد من السقوط في هاوية النزاعات من جديد".