 ترجمة عدنان علي

كشف المبعوث الإيراني الخاص لدى كابول ، حسن كاظمي قمي ، عن ان ادارة طالبان في أفغانستان تعهدت باستثمار مبلغ قدره 35 مليون دولار في ميناء تشابهار الإيراني وهو تحرك ستراتيجي يشتمل على تنمية وتطوير مشاريع تجارية وسكنية وإدارية ، ويؤشر كذلك لخطوة مهمة تتخذها الحكومة الأفغانية لتنويع شراكاتها التجارية والاقتصادية الى ما وراء روابطها التقليدية مع بلدان الجوار.

وتم الاعلان عن الاستثمار بعد زيارة قام بها وفد أفغاني الى ايران ، مما يسلط ذلك الضوء على تعمق التعاون الاقتصادي بين البلدين. الجانب المميز من هذا الاستثمار هو تركيزه على مشروع ، فاخر ، الانشائي ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة لميناء تشابهار ، والذي يشتمل على تطوير مجمع سكني بـ 25 طابقا. هذه المبادرة تبدو كتحرك محوري بالنسبة لأفغانستان يهدف الى تحسين إمكانيات وصوله للمياه الدولية وتعزيز قدراته التجارية.

ويأتي هذا التقارب بين أفغانستان وايران في وقت يعيش فيه البلدان حالة توتر في العلاقات بينهما ليس حول قضايا مثل نزاعات حدودية وحقوق حول المياه فحسب، بل أيضا مع البلد المجاور باكستان. حيث ان العلاقات بين أفغانستان وباكستان متوترة خصوصا عقب إجراءات باكستان للسيطرة على التحركات عبر الحدود ومعالجاتها لمخاوف امنية اشتملت على ابعاد وتهجير لاجئين أفغان غير مسجلين فضلا عن فرضها لإجراءات حرس حدود شديدة.

رغم هذه التوترات الإقليمية فان الاستثمار في ميناء تشابهار ينظر اليه كجهد ستراتيجي من قبل أفغانستان لضمان منفذ بديل لتجارتها وتعزيز اقتصادها الحيوي بالنسبة لها. ويوفر ميناء تشابهار الإيراني منفذا حيويا لأفغانستان للوصول الى الأسواق العالمية يغنيها عن الاعتماد بشكل منفرد على جيرانها. ويوضح هذا التطور رغبة ايران بتعزيز تعاونها الاقتصادي مع أفغانستان والتركيز على أهمية الروابط التجارية والاقتصادية بين البلدين وذلك رغم التحديات المفروضة من قبل العقوبات الدولية على أفغانستان. ويعكس التعاون حول ميناء تشابهار المصلحة المشتركة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي.

بالإضافة الى ذلك فان هذا الوضع يركز على الابعاد الجيوسياسية في المنطقة حيث تخوض فيها البلدان علاقات معقدة ساعين من خلالها الى تكوين تحالفات جديدة لتعزيز مصالحهما الاقتصادية والستراتيجية. ويظهر استثمار إدارة طالبان في ميناء تشابهار التوجه البراغماتي للتنمية الدبلوماسية والاقتصادية وتهدف من وراء ذلك لتحسين بنى البلاد التحتية فيما يخص التجارة وسط تحديات مستمرة.

بشكل عام ان الاستثمار من قبل إدارة طلبان في ميناء تشابهار الإيراني هو تحول مهم في الستراتيجيات الاقتصادية الإقليمية ويسلط الضوء على أهمية التعاون وتنويع الشراكات التجارية من اجل تعزيز الرفاهية الوطنية والإقليمية.