المدى/أيّوب سعد
يتعرض جامع الرمادي الكبير للإهمال من الوقف السني منذ سنوات بعدما تم تفجيره اثناء دخول داعش إلى محافظة الأنبار، إذ اعتبر متخصصون في التراث عمليات التأهيل التي اجريت غير صالحة ولا مناسبة لهذا الصرح الذي يمثل هوية الأنبار التاريخية.
ما زالت اعمال إعادة تأهيل الجامع متوقفة حتى الآن لأسباب لم يصرح عنها الوقف السني المسؤول الأول عن ذلك، حيث طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي جهات حكومية محلية بالاهتمام بالتاريخ الذي تحتويه المحافظة وعدم إهماله كبقية الآثار التي تمت إزالتها لأغراض متعددة وغير مفهومة في أغلب مناطق الأنبار.
ويقول المؤرخ والأكاديمي مجيد حميد الألوسي خلال حديث(المدى)، إن "جامع الرمادي الكبير الذي يتوسط السوق القديم قد تم البدء فيه سنة 1869 بأمر من والي بغداد مدحت باشا وتم الانتهاء منه سنة 1872 وفي هذه السنة في 12 ربيع الأول تم افتتاحه".
ويردف، أنه "توالى الأئمة والخطباء والمشرفين عليه تباعاً كالشيخ زكريا والشيخ محمد سعيد والشيخ عبد الجليل الهيتي والشيخ عبدالملك السعدي وفي ستينيات القرن الماضي تم فتح مدرسة عبدالله بن المبارك الدينية لاستقبال الطلبة الذين يتخرجون من الابتدائية".
ويكمل الألوسي، أن "الجامع يعد الأول في مدينة الرمادي وبقي يتفرد بذلك إلى نهاية خمسينيات القرن الماضي وشهد جامع الرمادي الكبير الكثير من المناسبات الدينية وزارته وصلت به الكثير من الشخصيات العربية والإسلامية منهم على سبيل الحصر الشيخ محمود الصواف والشيخ المصري محمود غريب وقرأ فيه القراء ومنهم الشيخ محمد عواد وعبدالرحمن عمر وملا سرحت والحافظ فاضل محمود السيد ارحيم والشيخ وليد إبراهيم والقارئ عبداللطيف العبدلي".
ويتابع المؤرخ مجيد حميد الألوسي، أن "الجامع يمثل أثراً عثمانياً بارزاً في المدينة وأجريت عليه عدة توسعات وتحسينات منها في سنة 1940 وفي سنة 1965 وآخرها في تسعينيات القرن الماضي، وفي سنة 2015 وخلال العمليات العسكرية تم تفجيره ولم يتبق منه سوى المئذنة التي تم بناؤها سنة 1941، ولكن للأسف قام الوقف السني بإزالة المئذنة بحجة اعاقتها للتصميم الجديد"، مشيراً إلى أن "التصميم الذي تبناه الوقف لتشييد الجامع الكبير في مكانه كبديل، لم يوفق الوقف لحد هذه اللحظة في اتمامه لسوء التخطيط وعدم الجدية في إنجازه".
من جانبه، يقول الصحافي والناشط في محافظة الأنبار، عمر حسين في حديثٍ لـ(المدى)، إن "جامع الرمادي الكبير يمثل هوية الأنبار التاريخية والدينية، تعرض للإهمال وسوء التخطيط في إعادة تأهيله من قبل الوقف السني".
ويضيف، أن " الجامع يمثل صرح عمراني كبير، ولكن تصميم المنارات غير مدروس من الناحية الحضارية ولا توجد فيها لمسة التطور العمراني الحديث".
ويسرد، أن "الجامع يحتوي على مدرسة دينية في الطابق الأسفل، ونطالب الوقف السني في إعادة النظر بالتصاميم التي وضعت للجامع ومعالجتها".
ويوضح عمر حسين، أن "الجامع يتوسط سوق الرمادي مما تسبب بالتأثير على نظافة محيطه الخارجي حيث تتراكم نفايات المحال التجارية في كل أبوابه وأرصفته".