اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: موتسارت الثاني

موسيقى الاحد: موتسارت الثاني

نشر في: 9 مارس, 2024: 11:00 م

ثائر صالح

ولد موتسارت في 27 كانون الثاني 1756 وتوفي في 5 كانون الأول 1791، وغدا معجزة زمانه ثم اسطورة في تاريخ الموسيقى. وأُطلق لقب موتسارت على عدد من الموسيقيين لسبب أو آخر،

مثلاً اعتبروا أطفالاً معجزة مثل موتسارت، أو على الأغلب بسبب حياتهم القصيرة مثل موتسارت أو ولادتهم أو موتهم في نفس العام. منهم موتسارت الأسود وهو شيفالييه دو سنت - جورج (1745 - 1799)، أو موتسارت السويدي وهو يوسف مارتن كراوس (1756 - 1792)، أو موتسارت الإسباني وهو خوان كريستوموتو آرّيغا (1806 - 1826)، أو موتسارت الانكليزي وهو توماس لنلي الإبن (1756 - 1778).

واليوم اقدم لكم شبيه موتسارت الكامل، فقد ولد ومات في نفس السنوات، تماماً مثل موتسارت. الفارق الوحيد هو أنه - امرأة! أقدم لكم موسيقية غير معروفة لدينا، هي فرانچيسكا لوبرون (ولدت باسم فرانتسيسكا دوروتيا دانتسي) التي ولدت في مانهايم بألمانيا يوم 24 آذار 1756 وتوفيت في 14 أيار 1791. لا يذكر هذا الأمر أحد، ونشعر في هذا استمرار النظرة الاستعلائية الذكورية تجاه المرأة حتى في يومنا هذا رغم الزعيق حول المساواة وحقوق المرأة، مثلما تتشدق حناجر الدول "المتحضرة" بالديمقراطية وحقوق الإنسان وتصمت عندما يصل الأمر الابادة الجماعية في غزة بل تبررها.

كانت فرانسيسكا لوبرون مغنية سوپرانو ماهرة بحث عنها كبار مؤلفي الأوبرا لتؤدي الأدوار الأساسية والصعبة في أعمالهم، من بينهم أنتونيو سالييري الذي اتهمه زوراً الكاتب المسرحي الأمريكي بيتر شافر في مسرحيته أماديوس (1979) بقتل موتسارت، وهي المسرحية التي استند إليها ميلوش فورمان مخرج فيلم أماديوس (1984). كانت لوبرون تمتلك ثقافة ثقافة موسيقية وعامة راقيتين، وهي مؤلفة موسيقية في نفس الوقت، فقد ألفت 12 سوناتا للبيانو والكمان طبعتها بجزأين في لندن (1779 - 1781).

أبوها عازف چلو إيطالي معروف عمل في أوركسترا بلاط مانهايم الشهيرة بكونها أفضل أوركسترا في أوروبا وقتها. لديها أخ أصغر منها هو فرانتس إغناتس دانتسي (1763 - 1826) عازف چلو ومؤلف معروف، لهما أخ آخر هو يوهان بابتيست وكان عازف على الكمان. بدأت حياتها الفنية في السابعة عشرة في دار أوبرا مانهايم، وظهرت على مسرح الملك في لندن في الحادية والعشرين لتغني أعمال يوهان كريستيان باخ وأخرين.

تزوجت في سنة 1778 من عازف الأوبو الماهر وعضو أوركسترا مانهايم لودفيغ أوغوست لوبرون (1752 - 1790)، وكانت المغنية الرئيسية في حفل تدشين دار أوبرا لا سكالا في ميلانو في صيف ذلك العام عندما غنّت في أوبرا سالييري. جذبت الأنظار في باريس بعدها بعام عندما غنّت الجزء المنفرد في عمل من شكل سيمفونيا كونشرتانته بتركيب نصوصٍ عليه كتبتها بالإيطالية.

سوناتات الكمان والبيانو التي كتبتها تحمل روحية عصر الروكوكو، فهي مكتوبة بلغة العصر الكلاسيكي عصر هايدن وموتسارت، متوازنة موسيقياً، لا نشعر فيها أي تكلّف أو تصنّع، سلسة وعذبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram