بغداد/ اذاعة العراق الحرمع بدء عملية الفجر الجديد وتحول مهمة القوات الأميركية من قتالية إلى إسناد وتدريب، ووسط توقعات بتدهور الوضع الأمني في البلاد، يستبعد محللون ومراقبون للشأن العراقي أن تشارك القوات المتبقية في عمليات قتالية إلا في حال اجتاحت البلاد موجة عنف تشبه ما حدث في عامي 2006 و 2007.
الولايات المتحدة الأميركية تؤكد أن قواتها المتبقية في العراق لم تعد قوات قتالية بل تحولت مهمتها في عملية الفجر الجديد بقيادة الجنرال لويد أوستن الذي عين قائدا لهذه القوات بدلا من الجنرال رايموند اوديرنو، إلى إسناد وتدريب القوات الأمنية العراقية. لكن وكالة اسيوشيتيد بريس للأنباء ذكرت في تقرير لها أنه حتى عندما أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما انتهاء المهام القتالية للجيش الأميركي في العراق، كان جنود أميركيون الأربعاء يطوقون قرية شمال حويجة التابعة لكركوك فيما نظراؤهم العراقيون كانوا يداهمون منازل ويعتقلون عشرات المسلحين المشتبه بهم.ورغم ذلك فأن الخبير في الشؤون الإقليمية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية انتوني كوردسمان يؤكد أن القوات الأميركية المتبقية ستؤدي دور الرادع لأي احتمال لتفجر أعمال عنف واسعة النطاق، قائلاً: "القوات المتبقية تتكون من ستة ألوية قتالية وعديدها 50 ألف رجل. نقطة الاختلاف بينها والألوية القتالية هي انه تمت إضافة مدربين ومستشارين إليها. هذه القوات ليست ضعيفة كما إنها ليست غير فاعلة. هدف وجود هذه القوات هو أنها تمثل عامل ردع لأي تدخل خارجي محتمل في العراق كما إنها تمثل تعزيزات محتملة للحكومة العراقية في حالة الحاجة إليها ".وسيستمر نشر جنود أميركيين في مناطق معينة مثل التي تدعى بالخطوط الخضراء وهي الخطوط الفاصلة بين إقليم كردستان وبقية العراق. والقوات الأميركية موجودة في هذه المناطق إلى جانب القوات العراقية والبيشمركة، بحسب جيمس دانلي وهو ضابط أميركي سابق في العراق وزميل معهد دراسات الحروب.وستقيم أغلبية القوات الأميركية المتبقية في العراق قرب المناطق الساخنة ويشمل ذلك بغداد وبعض مناطق وسط العراق وقرب الموصل. دانلي قال إن هذه القوات موزعة بشكل استراتيجي كي تستمر ملاحظة وجودها في المناطق التي تحتاج إلى مثل هذا الحضور، لكنه أكد أن القوات الأميركية لن تشارك في الدوريات وقال إن هذا الدور توقف منذ انسحابها من المدن في حزيران 2009.وللمواطنين العراقيين آراء مختلفة إزاء انسحاب القوات الأميركية وتوقعاتهم حول ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية في الفترة المقبلة، بين متفائل ومشكك بانسحاب القوات الأميركية، ومن يرى ضرورة تمديد بقاء هذه القوات في ظل توقعات بتدهور الوضع الأمني.وكانت المدن العراقية شهدت تصاعدا في عمليات العنف خلال الأسابيع التي سبقت انسحاب القوات الأميركية وانتهاء مهمتها القتالية ووصل عدد ضحايا التفجيرات خلال شهر آب الماضي، إلى 295 شهيدا مدنياً في الأقل، وإصابة نحو 508 آخرين. بينما خلفت الهجمات نحو 54 شهيدا و150 جريحاً من العسكريين، وفقاً للإحصائيات والأرقام التي أعلنت عنها وزارة الداخلية العراقية الأربعاء. اللواء قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد يشكك بالأرقام الخاصة بالشهداء والجرحى، مؤكدا أن شهر آب سجل انخفاضا كبيرا بمستوى العمليات الإرهابية مقارنة بالأشهر الماضية.سعد مطلبي المستشار السياسي في الحكومة العراقية وفي قراءته للمشهد الأمني في العراق يستبعد عودة العنف الذي كان سائدا في 2006، لكنه يرى بأن هناك جهات سياسية لم يسمها مرتبطة بشكل أو بآخر بالجماعات المسلحة التي تحاول التأثير على العملية السياسية وزعزعة ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية من خلال قيامها بعمليات العنف.المحلل السياسي حميد فاضل يرى بأن الملف السياسي وتأخر تشكيل الحكومة من ابرز الأسباب وراء تدهور الوضع الأمني، مشيرا إلى أن المسؤولين عن التفجيرات الأخيرة التي شهدتها مدن عراقية أرادوا توجيه رسالة لصانعي القرار الأميركي بأن انسحاب القوات الأميركية سيخلق فراغا امنيا وسياسيا تستفيد منه دول أخرى.لكن أحمد الخفاجي وكيل وزارة الداخلية لشؤون الإسناد يؤكد أن الأجهزة الأمنية ممسكة بزمام الأمور وأن الإرهابيين لا يملكون السيطرة على متر مربع واحد في العراق، لافتا إلى وجود خطة أمنية لحماية عملية التعداد العام للسكان المقرر إجراؤها في تشرين الأول.مراقبون ومحللون حذروا من عودة العنف ولأسباب عدة منها إهمال أبناء العراق أو الصحوات الذين ساهموا بشكل كبير في محاربة القاعدة وعودة الأمن في مناطقهم، وهذا ما يحذر منه المحلل السياسي حميد فاضل الذي يرى بأن الصحوات أصبحوا اليوم بين نارين، نار تنظيم القاعدة الذي يستهدفهم ونار التشكيك بهم وبولائهم من قبل الحكومة.
هل ستشارك القوات الأميركية المتبقية في عمليات قتالية؟
نشر في: 2 سبتمبر, 2010: 08:35 م