بغداد/ متابعة المدى نفت السفارة الأمريكية في بغداد وجود مقترحات أمريكية محددة يحملها نائب الرئيس الامريكي جو بايدن للساسة، وقال المتحدث باسم السفارة ديفيد رانز ان زيارة بايدن إلى العراق جاءت  للمشاركة في مراسيم انتهاء المهام القتالية، اضافة الى اجراء مباحثات مع القادة العراقيين لمناقشة آخر تطورات عملية تشكيل الحكومة.
وشدد رانز في تصريح له على ان بايدن لا يحمل أية مقترحات للاطراف العراقية بشأن تشكيل الحكومة، مجددا تأكيد بلاده على عدم تدخل الادارة الأمريكية في تشكيل الحكومة، بيد انه اشار الى حرص واشنطن على تشكيل حكومة من خلال تحالف يعكس نتائج الانتخابات، فيما رأى محللون سياسيون أن زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن إلى العراق تأتي كمحاولة ربما تكون "الأخيرة" لإيجاد تحالف بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون و"تسريع" عملية تشكيل الحكومة، واكد سياسي عراقي ان بايدن اكتفى بالاستماع للقادة العراقيين ولم يأت بجديد، في وقت تسعى جميع الكتل السياسية إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع الأطياف العراقية.وقلل النائب قاسم الأعرجي عضو الائتلاف الوطني من أهمية المشاورات التي يجريها نائب الرئيس الاميركي مع قادة الكتل السياسية . وقال "إذا كان الهدف من زيارة بايدن هو إحياء المشروع الاميركي لإقامة تحالف بين علاوي والمالكي فإن هذه الزيارة ستكون فاشلة لأن الجميع مازال يتمسك بسقف مطالبة ولا نية في تقديم تنازلات.وبينما حث البيت الأبيض المسؤولين العراقيين على العمل سريعاً لتشكيل الحكومة، قال المحلل السياسي هاشم الحبوبي إن "زيارة بايدن تأتي للبحث في ثلاثة أمور، الأمر الأول هو تفقد القطعات الاميركية المتبقية والتي يبلغ عددها خمسين ألف جندي، فقد تعود الساسة الاميركان أن يقوموا بزيارات دورية لتلك القطعات، أما الأمر الثاني فهو التباحث مع الساسة العراقيين لحثهم على تشكيل الحكومة في وقت قريب وإنهاء حالة اللاحكومة الموجودة والتجاوز على البنود الدستورية"، لافتا إلى أن "الأمر الثالث الذي جاء بايدن من أجله هو مناقشة تصريح قائد القوات الاميركية في العراق أوديرنو الذي أشار إلى أن الحكومة العراقية يجب أن تتشكل خلال شهرين وبدون تحقيق ذلك ستكون هناك انتخابات جديدة".وأضاف الحبوبي أن "زيارة بايدن هي محاولة لتسريع عملية تشكيل الحكومة ولكن لحد الآن لا يلوح أي حل في الأفق، إذ إن الوقت ما زال مبكرا باعتقادي على إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة".لكن المحلل السياسي د. علي الساعدي يعتقد بأن "الزيارة التي قام بها بايدن للعراق تحمل أكثر من دالة فهي جاءت لتفقد القوات الاميركية بالتزامن مع موعد انسحابها من العراق كما جاءت لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين العراقيين"، ويقول "لكن هذا التقريب بوجهات النظر لا يمكن أن تثمر نتائجه في ظل ظروف سياسية يتقاطع فيها الكل مع الكل ويتمسك فيها كل طرف سياسي برؤيته من دون تقديم التنازلات للآخر".وأوضح الساعدي أن "المشكلة لا تكمن في منصب رئاسة الوزراء فقط وإنما في كل المناصب السيادية كما أن هناك قوائم معينة تدفع باتجاه عرقلة تشكيل الحكومة ومحاولة تدويل القضية العراقية بعد أن أدركت أنها لا يمكن أن تحصل على رئاسة الوزراء".ويرى د. الساعدي إن "زيارة بايدن لا يمكن أن تكون لها نتائج مثمرة لأن الحل يجب أن يكون عراقيا من دون ضغوط خارجية"، مبينا أن "استمرار ازمة تشكيل الحكومة طوال هذه المدة يعكس خللا في الدستور العراقي وأعتقد أن من الضروري أن تضاف فقرة في الدستور تنص على ضرورة تشكيل الحكومة خلال شهرين وبدون ذلك الأمر تتم إعادة الانتخابات.