المدى / أحمد ناصر
شهدت الاسواق العراقية ارتفاعا كبيرا في أسعار اللحوم الحمراء في المدة الأخيرة، ومع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، فقد وصل سعر كيلو اللحم الى 25 الف دينار تقريبا وهو مبلغ كبير، ويرجع البعض هذا الارتفاع إلى عدة أسباب منها التناقص الكبير في أعداد المواشي داخل العراق وبعض عمليات التهريب لدول الجوار، وغياب الدعم الحكومي عن الفلاح، وأهم أسباب تناقص أعداد المواشي هو إنخفاض مناسيب الانهار الذي أثر بشكل كبير على تربية الحيوانات في ألارياف.
كانت البداية مع المواطن علي رزاق وهو يتجول في سوق المدينة، إذ قال لـ(المدى) "شهدت الايام القليلة الماضية ارتفاعا كبيرا في أسعار اللحوم وهذا يحصل في كل عام في شهر رمضان نتيجة غياب الردع من قبل أجهزة وزارة الداخلية، لكن في هذه السنة كان الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء كبيرا جدا، إذ كانت الزيادة أكثر من نصف السعر إذ وصل كيلو سعر اللحم الى 24 ألف عراقي وهذا ارتفاع كبير لم تشهده الاسواق العراقية من قبل اطلاقاً".
وبين ان "ارتفاع الأسعار في الاسواق هو ناتج من عدة أسباب أولها هو احتكار التجار الكبار وغياب عمليات الردع من قبل أجهزة الدولة لهذه الظاهرة، فالتجار الكبار تنفتح شهية الجشع لديهم في هذه الايام المباركة لزيادة الارباح أكثر، متناسين أن هذا الشهر الفضيل هو شهر خير ورحمة، والمفروض أن يقوم على مبدا التكافل الاجتماعي، ومن أسباب ارتفاع الاسعار كذلك هو عمليات تهريب العجول والمواشي لجميع دول الجوار والمناطق الشمالية".
بينما قال صاحب محل جزارة ، الحاج سعد ولي لـ(المدى) "يعتقد المواطن العراقي أو المستهلك أن الجزار هو المسؤول الاول والاخير عن ارتفاع أسعار اللحوم في الاسواق العراقية، وسبب هذا الارتفاع كما يعتقد المواطن هو الرغبة في تحقيق ربح أكثر مستغلين رغبة الناس بالتسوق والشراء في أيام شهر رمضان المبارك، ولكن هذا الكلام غير صحيح، فنحن مجرد وسيط أو حلقة ضمن حلقات الاستهلاك التي تبدأ من الفلاح أو مربي العجول أو التجار وتنتهي بالحلقة الاخيرة وهي المستهلك".
واوضح ولي "شهدت أسعار المواشي في الايام القليلة الماضية ارتفاعا غير مسبوق في علوات بيع الحلال والسبب هو التكاليف العالية في تربية الحيوانات بشكل كبير في الأرياف، فأنا مثلاً كنت في السابق أملك حقلا لتسمين العجول وتكاليف هذه العملية كبيرة جداً إذ تبدأ من توفير الغذاء والاعلاف والجت والبرسيم والتبن والماء وعامل الخدمة الذي يرعى الحيوانات ليل نهار، وينظف المكان باستمرار من فضلات الحيوانات".
واكد "كل شيء أصبح تشتريه بالمال لا يوجد شيء مجاني وكل هذه العملية المعقدة تحقق جدواها الاقتصادية على حساب المواطن في المرحلة الأخيرة، لأنه هو من يشتري البضاعة، وهي اللحم وبالتالي يتحمل تكاليف إضافية تضاف الى السعر النهائي".
وطالب "وزارة الزراعة بتقديم الدعم والاسناد الى المزارعين المهتمين بتربية العجول عن طريق تقديم السلف المعفية من الضرائب وتقديم العلف بأسعار مخفضة لسد الحاجة المحلية، وأن تقوم بعمليات استيراد مقنن لبعض أصناف الأبقار التي تتميز بسرعة التكاثر وهي التي كان العراق يستوردها في سبعينيات القرن الماضي والتي تسمى محلياً بالفريزي والاسترالي، وهي نوعيات جيدة جدا من ناحية زيادة الولادات".
و قال أستاذ الثروة الحيوانية د.حامد الخزرجي لـ(المدى): إن ارتفاع أسعار اللحوم في العراق يرجع إلى عدة أسباب منها التضخم الكبير في الاسواق العراقية، والارتفاع في أسعار المواشي والذبح المتزايد بدون برامج وطنية مدروسة من قبل وزارة الزراعة، وعمليات التهريب إضافة الى الشحة الكبيرة في مناسيب نهري دجلة والفرات في عموم مناطق العراق الذي أثر بشكل كبير على أعداد الثروة الحيوانية.