علي حسين
في هذه الزاوية اليومية والتي أصدع بها رؤوس القراء الكرام بحكايات السياسيين ، تعودت بين فترة وأخرى أن أبحث لكم في المكتبات و”بسطيات” المتنبي ، عن أحدث ما تصدره المطابع ، ورغم أن الكثير من القرّاء الأعزاء يرون في كتاباتي هذه نوعاً من ” البطر ” و ” التثاقف ”
ولكني أحاول أن لا أحاصركم بأخبار النشوة التي يشعر بها النائب محسن المندلاوي وهو مصر على أن لا يغادر كرسي رئاسة البرلمان ، ولا بالخبر المفرح الذي زفه إلينا عادل عبد المهدي بأن الأوضاع ستبقى على حالها ، والسبب كما يقول فخامته أن الوضع الديمقراطي قوي ومتين في العراق ، كما أنني أخجل أيضاً من أن أعيد عليكم حكايات النائبة عالية نصيف وبحثها عن أموال البلد الضائعة والتنمية التي تم إجهاضها ، رغم أن السيدة النائبة للأسف تنسى في زحمة البحث عن أخبار الفساد أنها كانت خلال أكثر من عشر سنوات عجاف ، تبشر كل يوم بالخير الذي ينعم به العراق وبالتنمية الطافحة ، وببغداد التي ينافس فيها عبعوب مدينة طوكيو .
وأعود بكم للقراءة بعيداً عن ألاعيب السياسة والسياسيين ، وأتذكر حكايات الزعيم الهندي نهرو الذي لم أر حقيقته البشرية بقدر ما رأيتها في رسائله إلى ابنته أنديرا غاندي ، هذا هو إنسان طموح تمتلئ حياته بهموم الناس وتأمين مستقبل الملايين منهم ، قبل أيام انتهيت من قراءة كتاب بعنوان الوزير المرافق للمرة الثانية وفيه يقدم مؤلفه الأديب والوزير السعودي غازي القصيبي حوارات غير رسمية دارت بين الوزير وضيوف المملكة العربية السعودية.
وميزة هذا الكتاب أنه يستطيع أن يمنحك متعة الخيال في عالم شيق مليء بالأحداث والقصص المثيرة، وقبل أن يتهمني البعض بأنني أروج للسعودية وحليب المراعي ، أدعوكم للاطلاع على الصحف السعودية ، وكيف تلقت فوز المنتخب الأولمبي العراقي على قطر ، عسى أن نتعلم كيف نفرق بين الشعوب وحكامها .
من بين أجمل الحوارات استوقفني في كتاب القصيبي حواره مع رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي حين سألها عن شعورها وهي خارج الحكم.. فأجابت: ” لا تصدق ولا أحد يصدق أن حجراً ضخماً قد أزيح عن صدري.. وعندما خرجت من الوزارة بدأت القطيعة والاتهامات ضدي، منها أنني سرقت خمس دجاجات وست بيضات.”
ويسألها القصيبي عن الأزمة مع السيخ فتقول إنها أزمة مع المتشددين فقط وليس مع طائفة بأكملها، وتضيف بأنها رفضت طلب بعض أعضاء الحكومة بتغيير حرسها الشخصي المكون من الضباط السيخ معتبرة أنه يجب أن لا يؤخذ الأبرياء بجريرة المذنبين.
يتوقف المابع العراقي لاحاديث عالية نصيف عن النزاهة التي ترفع لواءها هذه الأيام خلال السنوات الماضية، وماذا صرف منها على الشعب، وماذا نهب وهرب خارج البلاد؟.