باسم عبد الحميد حمودي للموصل القديمة – قبل التغيير التحديثي المعماري والسكاني فيها نكهتها المدينية الخاصة المصاغة وفق نموذج خاص لا تجده ألا في حلب والقليل من المدن المشابهة ، فهناك ثراء معماري خاص وطراز بناء عملاق للأسر الثرية ، وهناك دور للطبقة المتوسطة واضحة التفاصيل –الباب الخارجية المرتفعة والمجاز الطويل الضيق
ثم الانفتاح على الحوش الداخلي .. الخ – ثم تأتي الطبقة الفقيرة التي تتخذ اشكالا معمارية بسيطة لكن اللمسة الموصلية مؤشرة فيها – البقجة والسرداب والتفاصيل الاخرى .كانت لقاءات رمضان المبارك لجميع الاسر تتم بتفاصيل عدة ، إذا هناك لقاءات للنساء تتم في مناخات منفصلة عن الرجال سنعرضها يوما، لكن المهم ان نتحدث عن لقاءات رمضان في الموصل على وفق مستوياتها الاجتماعية المتعددة : للأسر الثرية إيوانها الرئيسي داخل البيت حيث ينفتح الطابق الاسفل على بعضه ليجلس الرجال ويتحاورون في شؤون رمضان وفضله ويختارون من ذكرياته ما يختارون،وتكون النساء في غرف الطابق الاعلى وفي المطبخ لتلبية طلبات القهوة والشاي ،وكانت العادة عند اثرياء القوم ان يكلف الخدم والتابعين بادارة مطبخ العائلة خلال الزيارات الرمضانية . قد يعمد اثرياء القوم الى استخدام ( الرهرة ) للجلوس ساعات الضيافة والرهرة هي سرداب المنزل او القصر المبني بالحجر الموصلي الفاخر والمغلف بالمرمر الازرق ( الفرش أو الفغش باللهجة الموصلية)، وعادة ما يكون الجار أخاً او ابن عم فتنفتح الرهرات على بعضها في الاحتفالات الكبيرة في العشرة الاواخر من رمضان على سبيل المثال . والرهرة – السرداب موجود في كل بيت موصلي، لكن الأسر المتوسطة الحال قد تستخدم (الايوان) للضيافة الرمضانية وسواها ، والايوان خسفة أو فراغ مسقوف بين غرف المنزل يجلس فيه الضيوف ليتناولوا القهوة والشاي والحامض ويتبادلون الاحاديث الاجتماعية والدينية وما دمنا نتحدث عن المعمار فلابد من الاشارة الى بناء القناطر بين البيوت المتقابلة حيث تكون القنطرة ممتدة من سطح منزل الى آخر مرتفعة الجوانب كيلا تنكشف النساء للسابلة، فيما تكون اللقاءات اليومية بين النساء صباحا تتم عبر الرهرات، فلم تكن المرأة الموصلية غير العاملة تخرج من المنزل الا لسبب مهم وضروري. من أسر الموصل التي اشتهرت باستضافاتها في رمضان الأمس أسر العمري والصقال وسعيد ثابت والمفتي وجلميران والجلبي وحمودات وشنشل والجليلي والجادر والعلاّف وغيرها كثير.rn
أسمار وعمار وأسر
نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 05:34 م