اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > النجف في ضمير السيد محمد رضا السيستاني

النجف في ضمير السيد محمد رضا السيستاني

نشر في: 12 مارس, 2024: 10:42 م

غالب حسن الشابندر

(1)
عندما يتحدّث السيد محمد رضا السيستاني عن النجف إنما لحديثه نكهة خاصة، فهو أولاً خبير بعلوم الدين، وفي المقدمة علوم الاصول والفقه والرجال، وثانيا ذو إنتماء تأريخي نيّر إلى هذه العلوم، سليل أسرة متبحِّرة في عالم اللاهوت والشريعة،

 ممّا يزيد من موضوعيته ودقته في حديثه عن النجف الاشرف، وهناك تجربته الفذة في إدارة شؤون مرجعية ابيه، السيد العربي الهاشمي العراقي علي السيستاني حفظه الله، وقد عايش الوضع العراقي في أحرج اوضاعه وأخطرها، وبذل كل ما يستطيع لحفظ هذا الوطن، وفي المقدمة العاصمة بغداد، بل كان له بتوجيه والده الكريم وتحت عنايته الدور الاكبر في رعاية شؤون المسلمين ومشاكلهم وتراثهم الروحي، وهل ينسى المسلمون جهود بل جهاد هذه الاسرة العزيزة في القضاء على الوحش الكاسر الذي تهدّد كل الامة الاسلامية، اقصد داعش؟

في كلمة للسيد أبي الحسن، محمد رضا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك توجّه بها إلى جمع من تلاميذه، تطرّق إلى مسائل كثيرة تخص مستقبل الحوزة، الذي هو مستقبل المرجعية في التحليل الآخير، بل مستقبل الإسلام بكل مذاهبه ومدارسه، فتطرّق إلى نقاط جوهرية، بل مصيرية، ولعل من دلائل هذا الذوبان في النجف والاسلام والتشيع أنه الوحيد ممّن له حضور علمي وتاريخي في النجف يتطرّق إلى مثل هذه المواضيع، وإلّا ما هو الدافع الذي يحتم عليه مثل هذا الموقف الجليل؟
جاء في كلمته الجميلة ما نصُّه: ـ
(إنّ الحوزة العلمية بحاجة ماسّة في مستقبلها إلى فقهاء عظام، وفضلاء كبار بعد رحيل الموجودين ـ أطال الله اعمارهم ـ ولا يمكن تأمين هذه الحاجة الضرورية إلّا بأن يبذل من لديهم مؤهلات كافية غاية جهدهم في تحصيل أعلى المراتب العلمية، مقرونا بالصلاح ولسداد).
هذا النص تحذيري إذا صحّ التعبير، هناك خوف من خلو النجف من فقهاء كبار على وزن السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والشيخ حسين الحلي والسيد السيستاني، فلم يتبق من وزن هؤلاء الاعلام إلى قلة نادرة، فالخوف من أن رحيلهم يترك فراغا مفزعا، وبالتالي، تتعرض النجف إلى البوار لا سمح الله ولا قدر، والسيد ابو الحسن هنا يشخِّص العلاج بعقلية علمية بعيدة عن الغيبيات التي لا تستند إلى معرفة ووعي، فهو يؤكد أن العلاج هنا ينبع من ارادتنا، من تصميمنا، والتوفيق والسداد يأتييان طبق ما يُبذَل من جهد مناسب، وعمل مثابر.
إن السيد ابا الحسن هنا يدخل في صميم المشكلة بعنوان المشكلة الواقعية والتي تحتاج إلى حل واقعي، ولم يركن إلى فلسفة التوكّل الساذجة، فلا توكل بالمنطق اللاهوتي الذكي دون جهد مسبق.
والحقيقة إن قوّة النجف بفقهائها، والفقهاء الكبار، الذين يبدعون ويأتون بالجديد، وليس بفقهاء من الدرجة الثانية، والنجف اليوم معرّضة إلى جدب على مستوى هذا النوع من الفقهاء.
وللأمانة والتاريخ سبق لي أن إسمتمعت إلى أحد خطب الجمعة للشهيد الصدر الثاني، او في لقاء عابر يحذّر من مثل هذا المستقبل المخيف، وكلنا يعلم مدى اهتمام وحرص السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله على الحوزة العلمية (النجفية).
شخصيا كتابا في هذا الموضوع بعنوان (المرجعية الجعفرية.. ماذا عن المستقبل) وقد أكدت فيه أن علاج مثل هذا الحرج ليس له إلّا جهد من داخل الحوزة ذاتها.
والآن:
هل تجد كلمة ابي الحسن صداها في اروقة النجف الاشرف؟
أو يُترك الامر لتقديرات القدر وحكم الزمن...؟
كلنا أمل ان تتظافر جهود العلماء الاعلام في نجفنا الاشرف لتفادي هذا الخطر...
والله وراء القصد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram