جلال حسنأياً كان التبرير ، وحجم الفعل ، وحساب الأرباح ، فانه لا يمكن استغلال المناسبات الدينية في تطبيق أنواع الجشع ، وطرق الطمع ، حيث استعد مبكراً بعض التجار إلى رفع أسعار ما يحتاجه المواطن في هذه المناسبة من حاجيات العيد وتحديداً ملابس الأطفال ، إلى أرقام عالية لا تتحملها ميزانية رب الأسرة ، والمصيبة حين يكون لهذا" الكادود" أكثر من خمسة أطفال وعليه أن يكسوهم جميعا هدية العيد.
ولكي نكون أكثر دقة بالتعبير عن التجار الجدد حين نرفع كلمة "بعض" ونجعلها بكل صراحة كلمة "معظم " ، مع درايتنا التي نسمعها من التجار أنفسهم بان المتسوق من دول الصين أو الهند أو ماليزيا يشتري أردأ أنواع البضائع بأبخس الأسعار ، ولكن حال وصول البضاعة إلى البلد ، فانه لا يكتفي بربح النصف بل يزيده إلى أرقام مضاعفة، ولا تصدق أحيانا.حكى لي احد تجار الجملة في بيع الملابس الجاهزة في منطقة الكرادة بان سعر البدلة الرجالية في سوريا مثلا لا يتجاوز الـ 30 دولارا بيع جملة وتباع حاليا في المحال بسعر 150 دولارا ، كذلك سعر البدلة نفسها في تركيا لا يتجاوز الـ 50 دولارا جملة والتي بمواصفات أفضل تباع بسعر 250 دولارا ، وحين سألته عن ملابس الأطفال ، أجابني بأنها بسعر الماء على حد وصفه . وضرب لي مثلا بان البدلة النسائية والمدون سعرها بعشرة دولارات بتلك البلدان مع المساومة ممكن وبكل سهولة أن ينزل سعرها إلى دولار واحد فقط، ولكنها تباع بأضعاف لا تصدق من سعرها الأصلي في أسواق شارع فلسطين أو بغداد الجديدة أو السوق العربي أو الكاظمية ، وأكد لي بان ارخص شيء في جميع البلدان هي الملابس بأنواعها لأنها مرهونة بزمن الموديل ،وضرب مثلا بان ترى بدلة نسائية آخر موديل في أسواق دبي بسعر 200 دولار ولكن حال انتهاء الموديل ممكن أن تباع بسعر يصل إلى رقم صغير قد لا يصدق.!جديد أسواقنا هذه الأيام بلغ أرقاما مذهلة بزيادة الأسعار والى حد ينشف الريق لها، حيث تزامنت مناسبتان الأولى عيد الفطر المبارك، والثانية استعدادات العوائل للعام الدراسي الجديد. بعض عوائل بغداد ومن التي تسكن الأحياء الراقية تعتقد أن أسعار الملابس في المناطق الشعبية ارخص من المناطق التي تقطنها ، لكن الواقع عكس ذلك تماماً لان أسعار الملابس وحاجيات الأسرة في المناطق الشعبية هي الأغلى نتيجة الطلب المتزايد عليها. وهذا ما يثقل أرباب الأسر بمعاناة إضافية نتيجة رفع الأسعار بغياب الرقابة وجشع معظم التجار الجدد.!rnjalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : جشـع آخــر
نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 05:45 م