صادق الصائغ
لقد سبق (صدق أو لا تصدق) لهذا الرجل الخارج عن السرب ان حلم لمرات عدة انه ميت وانه قتل ولمرات عدة رمياً بالرصاص، والاسباب عديدة.
المعركة القائمة اليوم هي معركة ضد الكتاب؟ ايكون انجازه لمعرض الكتاب العراق الدولي، وهو انجاز نابع من وطنية العقل ومحاولة أخرى لتكريس حوار نقدي ضد ما يحيط حياتنا من ظلمات، هو احد هذه الاسباب؟ أحقاً ان لم يبق لنا مع هذا الواقع الذي نعيشه غير الرصاص، غير الموت اغتيلاً، غير ضحكة مرة يسمونها ضحكة غوغول؟!
والآن أفهم كم هم لا يطيقون حتى كلاماً عادياً يصدر في مديح رمزي لمعرض لكتاب دولي يرفع اسم العراق، ويسعون لسحق محاولة، أية محاولة تتقصد تزويد الناس بضوء ما جديد:
سجل معرض العراق الدولي للكتاب تفوقاً على نفسه بقياسٍ واسع. والقياس هنا، عدا ما يحويه من عمق فكري ومئونة كتب ثقافية تغذي اجيالاً، وكون القضية الفلسطينية المنهمكة اليوم في صراعها الاقسى والاصعب، اقول ما يجعله متفوقاً على نفسه وعلى غيره من المعارض هو المزاج الالِق والبهجة الارحب والديكور الجميل وحب البساطة، قياساً بدوراته السابقة.
ومن تحصيل حاصلٍ القول بان تعاقبه يشكل ارساءً لقوة دافعة أريد لها أن تستمر في تلوين حياتنا العراقية على عدة مستويات وتكون فرصته واحدةً من فرص كبرى للانفتاح، وهذه الرغبة القوية تبرز اليوم بوضوح في مزاج العراقيين ما يجعل من مسألة الكتب والقراءة وبالتالي من صنوف الابداع فعلاً ممتداً ومتكاملا في مسيرة التغيير.
من جانب آخر، كان افتتاح المعرض مدهشاً وناجحاً، ويمكن القول كملاحظةٍ أولية ان روح المصمم الناجح بدت ظاهرة للعيان في اجنحته واركانه، وكانت مقاساته الهندسية واضاءانه وجنوح الوانه الوازنة البسيطة ذات اللون الواحد، والمعززة برسومات ناجي العلي تزيد من اتساع المشهد وتزوده بمزاج سييميائي وذوق فني محسوب ومقاساً بأحسن قياس