TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: عودوا لأحضان الشعب

كردستانيات: عودوا لأحضان الشعب

نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 06:10 م

وديع غزوانلن نأتي  بجديد اذا قلنا ان امتيازات البرلمانيين وأصحاب الدرجات الخاصة بكل مسمياتهم كانت وما زالت من أكثر المواضيع إثارة للجدل  في الأوساط الشعبية . وبمقدار ما يشغل بال المواطن ويثير لديه الخوف والقلق، قضية تأخير تشكيل الحكومة، فإن رواتب وامتيازات المسؤولين هي الأخرى باتت هماً كبيراً آخر يقض مضجعه
ويثير أكثر من تساؤل لديه  في ضوء دراسات ليست جديدة تشير الى ان احتمالات كبيرة لنضوب النفط في غضون السنوات القادمة ، وما تتطلبه من توجهات جدية لإقامة مشاريع تؤمن مستقبلاً  مطمئناً للأجيال القادمة، وإذا أضفنا الى كل ذلك ما صار العراق يواجهه من تهديدات في حق حصوله على كميات مياه وغيرها من مخاطر التجاوزات على ثرواته الطبيعية النفطية وغيرها، لعرفنا مقدار البون الشاسع بين ما يمتلكه المواطن من وعي بحجم التحديات التي يواجهها البلد، وبعض السياسيين الذين، لا هم لهم إلا التصارع على الامتيازات والمناصب حتى باتت تصريحات، هذا البعض، وخطاباته عن المصالح الوطنية ممجوجة ومثار سخرية . الغريب في هذا البعض وهو يدافع عن (رزم ) المبالغ التي يتقاضاها، ينسى مشاعر الموظف الذي يتقاضى دنانير معدودة وقد أفنى  عمره في العمل الحكومي، حتى قاربت سنوات خدمته من عمر بعض النواب ان لم تتجاوزها. نقول الغريب انهم لا يفقهون مقدار ضعف حجتهم وهزالها، عندما يحاولون ان يلفوا ويدوروا ويغيروا مجرى الحديث عن الديمقراطية التي تحققت، وكأنها منة، من دون ان يدركوا انهم أباحوا وأهدروا دم الديمقراطية وأبسط مبادئها في أكثر من موقف، ليس آخره تعطيل تشكيل الحكومة والقفز على قواعد ونصوص الدستور تحت ذريعة التأويلات التي ما انفكت ترفعها بعض الأطراف بحسب الحاجة.وبصراحة فقد نبهتني  الى هذا الموضوع، حالة مواطن التقيته في أحد أزقة الكاظمية كانت مشكلته وما زالت انه لا يعرف المهادنة او المسح على الأكتاف فبقي رغم ما يمتلكه من مؤهلات على هامش الأحداث.هذا المواطن وهو يتحدث بألم عن مستوى تدني مستويات العمل لبعض الأحزاب، ذكرني بسياسيين أيام زمان الرجعيين منهم او التقدميين او القوميين بمقاييس ذلك الوقت، عندما كانوا يتسابقون لكسب ولاء المواطنين واللقاء معهم، سواء آبان عملهم المعارض للحكومة او بعده وكيف ان بعضهم ظل مخلصاً لمبادئه بل دفع حياته، على يد رفاق الأمس، ثمناً لمواقفه تلك وعدم التنازل عنها، فكسب حب الناس واحترامهم الحقيقي. المهم فقد طال الحديث وتشعب للمقارنة بين سياسيي أمس واليوم ، ولم تجد كل محاولات الإشارة إلى تغير الظروف وبالتالي اختلاف أساليب العمل الحزبي او الحكومي للتخفيف عن همومه، لكنه تنهد واغرورقت عينه بالدموع وقال : لن أتحدث عن حرماننا من أبسط حقوقنا في الماء والكهرباء التي نعاني نقصاً شديداً فيهما ونحن مدينة معروفة وقديمة،لكن بعض ما تعلمناه ان حب المال آفة، وإذا ما صاحب ذلك سلطة لا تحترم تقاليد العمل الديمقراطي، فان ذلك قد يفضي الى نتائج كارثية على كل العملية السياسية . رفع جزء من ثيابه لتظهر اثار تعذيب تعرض لها في العهود السابقة وغادر وهو يقول ليحترم الساسة تضحيات الشعب ولا يتجاوزوا على حقوقه وفي مقدمتها تفعيل دور مجلس النواب ليؤدي مهامه على وفق مبادئ الديمقراطية ومراقبة الأداء الحكومي  ومحاسبة المقصرين والمفسدين، عندها قد لا نجد كل هذا التكالب على المناصب والامتيازات، ليعود السياسيون لأحضان الشعب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram