اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > رمضان النجف شهر المجالس والأمسيات

رمضان النجف شهر المجالس والأمسيات

نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 06:26 م

النجف/ واع  تختلف مدينة النجف عن باقي المدن العراقية حيث يبدو فيها شهر رمضان في النهار كأنها مدينة خالية من الناس تغلق المحال التجارية وتقل فيها حركة المركبات في الشوارع، بينما يبدأ نشاط المدينة بعد الإفطار حيث تزدحم الشوارع والأزقة الضيقة بالناس وكأن الحياة عادت إلى المدينة من جديد. البعض من الأهالي يحيون ليالي رمضان حتى صلاة الفجر في مرقد الإمام علي بن أبي طالب أو بجواره.
 وفي شهر رمضان تكثر المجالس الأدبية والتزاور بين العوائل النجفية، بينما تكتظ الأسواق بالمتبضعين الذين يقبلون على شراء الحلويات والمرطبات والعصائر التي بدت وكأنها مرتبطة بشهر رمضان. والنجف من المدن المقدسة في العراق، وتحتضن مرقد الإمام علي رابع الخلفاء الراشدين، بالإضافة إلى وجود المرجعية الدينية فيها، يتوافد عليها ملايين الزائرين سنويا من داخل وخارج العراق.وتقول أم حيدر (47 سنة) لـ" واع":  «إن أهالي النجف يستعدون لشهر رمضان قبل عدة أيام، حيث نقوم بالتسوق وشراء مواد يكثر أكلها في شهر رمضان». وتضيف: «لدينا عادات وتقاليد لا بد من عملها في أول يوم من رمضان، وهي رش ماء الورد على رؤوس العائلة بعد الإفطار، وتوزيع بعض الأكلات على الجيران، وقراءة القرآن قبل أذان المغرب، والحرص على حضور جميع العائلة على الإفطار، وغيرها من التقاليد التي لا يمكننا العزوف عنها». مؤكدة: «رغم صعوبة الظروف التي يعيشها العراق فإن التزاور بين الأقرباء والأصدقاء هو أحد طقوسنا ولا يمكن التخلي عنه، بالإضافة إلى زيارة مرقد الإمام علي بعد الإفطار، حيث نقضي وقتا في قراءة القرآن الكريم والصلاة)).أما حسن حميد (71 سنة) فأكد أن «لدى النجفيين أيضا عادات وممارسات يستخدمها المواطنون في شهر رمضان، منها أن يبدأ صاحب الطبل والمزمار حيث يقرع بها رؤوس النائمين قبل وقت السحور بساعة، كما يقوم أطفال الأحياء بالوقوف أمام المنازل ويرددون: (ماجينه يا ماجينه، الله يخلي فلان). عندها يخرج صاحب المنزل ويوزع عليهم بعض الحلوى والمشروبات الغازية»، مضيفا: «كما يقوم الشباب بمسابقات بين الأحياء في لعبة المحيبس، وهي مشهورة لدى العراقيين، وتبدأ منذ أول يوم من شهر رمضان إلى نهايته)).أما الباحث التاريخي فراس الكرباسي فيقول حول حركة النجفيين في شهر رمضان: «تبدأ الحركة بعد تناول طعام الإفطار في اتجاهات كثيرة، وفي مقدمتها زيارة مرقد الإمام علي، أما الاتجاه الآخر فهو حضور المجالس، ولمجالس النجف ميزة خاصة، وبخاصة مجالس العلماء، إذ تثار فيها المسائل الفقهية والنكات الأدبية والتقفية الشعرية، أما مجالس الوجهاء فيتم فيها تداول الحوادث التاريخية والمآثر القديمة، وهي لا تخلو من الأدب وغيره، وكثيرا ما يتم التلاقح بين مجالس العلماء والوجهاء من تبادل الزيارات)).وأشار إلى أن «النجف في شهر رمضان تنام في النهار وتنتعش في الليل حتى ساعات الفجر، فتصبح فيها الحركة مستمرة سواء على صعيد العمل أو على صعيد العبادة)).وأضاف الكرباسي أن «هنالك عادات مميزة في شهر رمضان، كظاهرة الولائم العامة، وبخاصة دعوة الفقراء إلى الإفطار في ليالي الجُمَع والمناسبات الدينية، كما لا تقام الفواتح على الموتى في النهار، احتراما للشهر الفضيل وقدسيته، فإن الفواتح تقام جميعها بعد الإفطار، وقد خصت النجف بهذا الجانب)).وبخصوص المجالس الأدبية في رمضان يقول الكرباسي: «هناك بعض المنازل تعقد فيها الأمسيات الثقافية والأدبية الجميلة، حيث تلقى فيها المحاضرات المتنوعة في التراث والثقافة والتاريخ والاجتماع والسياسة، يحاضر فيها أشخاص أكفاء، وكل في مجال اختصاصه، وتجري المناقشات والمداخلات بعد انتهاء المحاضر من محاضرته ، فكل يدلي بدلوه إلى ساعات متأخرة من الليل)).مضيفا: «تشتهر النجف بظاهرة الزيارات المتبادلة بين الناس في شهر رمضان، وهناك منازل لوجهاء القوم والمسؤولين، تفتح أبوابها لتستقبل الوافدين إليها من أبناء المحافظة، يتسامرون في ما بينهم، ويتناولون الفواكه والحلويات ويحتسون الشاي والقهوة بعد أن يفرغ الخطيب من قراءة العزاء الحسيني ويتخللها الوعظ والإرشاد)).إلى ذلك قال وهاب شريف، شاعر وأديب، حول أمسيات أهالي النجف «غالبا ما تكون الأمسيات عن الأدب والشعر ومؤسسات المجتمع المدني ودورها في بناء العراق الجديد، إضافة إلى مناقشة أمور كثيرة ومنها السياسية، فيستضيفون شخصيات من مجالس المحافظات والمجالس المحلية الاستشارية وقيادات دينية وحزبية)).وأشار إلى أن «ما يميز هذه الأمسيات أنها بعيدة عن التحزب والطائفية والعنصرية، وهدفها الأول والأخير وحدة الشعب العراقي والعراق، وتستمر إلى ساعات متأخرة من الليل أحيانا إذا كانت المحاضرة تستوجب التعقيب والملاحظات والإضافات والاعتراضات، خصوصا إذا كانت تاريخية أو عقائدية)).وأوضح شريف أن «أمسيات الشعر والقصة غالبا ما تنتهي بانتهاء الشعراء من إلقاء إبداعاتهم التي غالبا ما تنحصر في قصائد الشعر العمودي الذي اشتهرت به مدينة النجف)).وأضاف الشاعر وهاب شريف أن ((هناك أشياء جميلة بدأت تظهر في شهر رمضان في السنوات الأخيرة، وهي أن المغتربين العراقيين خارج الب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram