اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > خبرة الملاكات الوظيفية: تدهور يقلق مستقبل الإدارة فـي العراق

خبرة الملاكات الوظيفية: تدهور يقلق مستقبل الإدارة فـي العراق

نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 06:28 م

د.غضنفر حكمت الشيخ العمل من دون أخطاء أمر مستحيل ولكن تقليل الأخطاء أمر ممكن وضروري ، فالعمل هو ليس إنجازاً فقط وإنما أداء أمانة للذات والفريق والمجتمع بما يؤمن التقدم المستمر للجميع وللوطن . إن اعتماد التعليم الذاتي يقود إلى تنمية المهارات عند توفر مصادر المعلومات واندفاع الفرد وحرصه الشخصي على تجنب الأخطاء من أجل كفاءة عالية .
ليس عيباً أن يسود التخلف في دوائرنا ومؤسساتنا ، وليس عيباً أن تنقصنا الخبرة والإبداع لكن العيب هو أن تدار جميع دوائرنا بشكل متخلف . نحن بحاجة إلى رؤية عميقة لوضع أسس تحفيزية أفضل ، حيث إن الصعود إلى القمة يتطلب مجهودا وإقداماً إبداعياً متميزاً حافلاً بالكفاءة والخبرة .  وبنظرة شمولية يمكن القول إن افتقارنا إلى الخبرات والكفاءات الوظيفية بات أمرا واضحا لدى الجميع ولا تخلو أي مؤسسة من مظاهر التخلف الإداري ، وللأسف تسلقت عناصر كثيرة أثر تيارات جارفة لتقذف بها إلى أوساط خلت من ذوي الخبرات والمهارات الفعالة وبصيغ ملتوية توغل الدخلاء على الاختصاصات وأساءوا أيما إساءة للمهنة الوظيفية وهم على مرأى الجميع يسرحون ويمرحون، يزهون بجهلهم وبلا خجل يترنحون . وتقافزت الأسماء بين العناوين الوظيفية ، وألقاب لا أول لها ولا آخر ويبدو إن هذه التقليعة هي سمة الواقع الذي امتاز بالهيكلية الرنانة ذات الألقاب التي ليس لنا سوى ألفاظها أما معانيها فليست تعرف وواجباتها فحدث ولا حرج لما تنعم به هذه الدرجات من ترهل وعجز وتسويف للأوامر ومماطلة في التنفيذ ، ولن نقرأ في وجوهها غير التوتر الممل والاعتدال الأجوف الخالي من المصداقية والبعيدة عن التوجه نحو العمل الميداني ، كيف لا وقد ضمن لهم التقوقع المكتبي مردوداً يتلاءم ومصالحهم الشخصية المبنية على التملص من خدمة البلد وانتهاز فرص الاستفادة والاستحواذ تحت غطاء الوظيفة . إنها ثلة مندسة بين العمل الوظيفي وبحاجة إلى إحالتها إلى لجان متخصصة لإعادة النظر في اختبارهم والتأكد من مستواهم الذي لا يتناسب مطلقا مع مفهوم المؤهلات العلمية الحقيقية. ليس من المعقول أن يبقى الكادر الوظيفي وخصوصا الفني بعيدا عن العمل الميداني ، بعيدا عن التجربة العملية، بعيدا عن التأهيل ، بعيدا عن خوض المعترك الذي يمنحه الخبرة ، لذا أمامنا خيار لا بد من الأخذ به ، ألا وهو خيار إعادة التأهيل وبشكل متواصل تعتمده الدوائر والمؤسسات للنهوض بالمنتسبين إلى المستوى المطلوب من الكفاءة العلمية والعملية لتطوير المهارات الإدارية . الوعي العام بتدهور الإدارة يزيل الكثير من المخاطر التي تهدد الهيكلية الإدارية ويعمل على خلق انسجام في فهم العاملين للروابط الإنسانية والاجتماعية بروح وطنية ودوافع تعبر عن مدى الاستيعاب لتحمل المسؤولية برغبة شديدة من دون ضجر أو اشمئزاز يعكر المزاج . إن الصفات التي تحقق النجاح هي ضمان إبداعي لإصلاح إداري شامل ، وبناء نظام متفوق قادر على التخلص من البيروقراطيات الروتينية المترهلة وفق تنمية القدرات والمهارات بما يحقق الابتكار المعاصر، بمعنى التخلي عن المفاهيم التقليدية والعمل في بيئة تتطلب عقلا طليقا برؤية متكاملة متجددة لبناء وتنمية المفاهيم والاتجاهات والنظم والأساليب للإيفاء بالاحتياجات الحالية والمستقبلية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram