اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > عن الاتجاه الإنساني فـي المعلومات والثقافة

عن الاتجاه الإنساني فـي المعلومات والثقافة

نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 06:30 م

ياسين طه حافظكل معلومة، كما كل دراسة تعتمد مراجع أو مصادر. الثقافة الإخبارية اليومية تعتمد على ما تسوّقه وكالات الأنباء أو مراسلو الصحف، أو في أضعف حال، نقلة الأخبار ورواة الأحداث. وقد تطور هذا فقامت معاهد ومراكز كبيرة، مرئية وغير مرئية، لتثقيف الشعوب الأخرى، وشعوبهم، كلاً بنوع من الأخبار السياسية، والاجتماعية. وعرض المعلومة لا يكون هنا بطريقة واحدة،
 فأسلوب التأكيد على الفقرات والنقاط يختلف، وبموجب ما يخدم المنحى السياسي والفكري مما تسعى تلك المراكز لإشاعته من نظريات وأفكار وبرامج.وحتى إذا أدركت ذلك الجماعات الإنسانية، الشعوب المتضررة من نهج تلك الثقافة "الخبرية" فهي لا تستطيع مقاومة نفوذ المؤسسات الكبيرة، ولا أن تقف بوجه إمكاناتها التقنية المتطورة ومنشآتها الإعلامية الأقوى والأوسع. ومما يزيد من انتصار تلك ان ناس هذه البلدان المتضررة غالباً ما يكونون قليلي، أو معدومي الثقة بمؤسساتهم الإعلامية، فيميلون لسماع أو لمشاهدة تلك المناوئة. يشجع على ذلك إن مؤسسات هذه الدول الصغيرة غالباً ما تكون رسمية تحاول حماية سمعة الحكم وتغطي عيوب حكوماتها، فيبحث المواطن عن راحته فيمن، أو فيما، يكشف تلك العيوب، والأوضاع التي يألم ويشكو صامتاً منها.وهنا يحدث التواصل والتقارب بين مواطني هذه البلدان ومراكز الدول الكبرى الإعلامية، حتى ليصبحوا من "جماهيرهم"، أو من "مستمعيهم" أو "مشاهديهم" أو "قرّائهم".ومما يرد في الدراسات الثقافية، إننا في الشرق الأوسط او في أفريقيا، لا نملك مراكز دراسات دولية، متخصصة بقضايا الدول الكبرى، وتبعاً لذلك لا نملك إحصائيات حديثة ولا بيانات ولا مكتبات مهمة ولا عددا كافيا من الدراسين المعنيين. والأفراد القلة في الجامعات المحلية لا يحسب، لهم كبير حساب فبعضهم غير منتج وبعضهم محدود الوعي والإحاطة أو قديم المعرفة والمراجع، والجديرون أفراد تشغلهم الأزمات وشؤون العيش. يقابل هذا في الدول الكبيرة، عدد كبير من الأقسام المتخصصة بالدراسات الشرقية آداباً وعلوماً اجتماعية وسياسية واقتصاداً ومشاكل زراعة ورياً وتجارة وصناعة وإسكاناً وأمراضاً متوطئة وأمراضاً نفسية ودراسات عن الميول والاتجاهات. فهم ملمون بكل التخصصات والحقول التي تخص هذه البلدان، تسعفهم إحصائيات وخرائط، قديمة وحديثة، وبيانات. هذا الاهتمام ليس وليد اليوم، هو يمتد الى قرن ونصف القرن تقريبا فلا غرابة بعد ان نقرأ عن العصر العباسي مؤلفات نيكلسون وان نقرا "أسرار البلاغة" للجرجاني بتحقيق "هيلمون رتر" Helmut Ritter ونقرأ بروكلمان في التاريخ وسواهم عن مجتمعاتنا وبيئتنا ومعتقداتنا، بدقة وتفاصيل نفتقدها نحن. ليس في هذا ما يعترض عليه، فهي مسألة تخصص دراسي، أكاديمي او ثقافي. لكن ماذا نقول اليوم ونحن نعتمد الدراسات الأجنبية في الشؤون السياسية وفي أساليب ومضامين التثقيف الجماهيري وأحداث الساعة وسواها؟ طبعا نقول، لا بأس وتلك حسنة ان نطلع على جهود الآخرين في الفلك والآداب والاقتصاد والفنون وفي أساليب العمل والإدارة والنقل، وان نطلع على رؤاهم وأفكارهم في أزمات حاضرنا. انا أيضاً أقول بهذا وأفيد منه.ولكن المشكلة التي تواجهنا اليوم، أنهم صاروا يمتلكون المزيد من المؤسسات المتخصصة بعوالمنا، من مراكز دراسات وأبحاث، وإنها تصنع إعلاماً وثقافة، وتنشر أو تعمم، نظريات. وإنها، هذه المراكز البحثية والإعلامية، تعمل لمصالحهم الآنية والمستقبلية، وهذه تؤثر قليلا أو كثيرا في علميتها وهناك هامش آني لإشكالاتهم ينقص أيضاً من علميتها او حياديتها. وإننا نعتمد هذه الدراسات في أبحاثنا وأطاريحنا ونوظف نظرياتهم وطروحاتهم وحلولهم.. هل استفدنا؟ نعم وبالتأكيد لكن اعتمادنا على تلك من غير أن نملك ما يقابلها، يعني إننا تحولنا إلى محطات تقوية إرسال لتلك المراكز.الثقافة توجهها سياسة وحتى اذا أرادت الثقافة ان تظل ثقافة خالصة، هي اليوم لا تستطيع، اللهم الا في نطاق فردي. كما ان كل سياسة وراءها ثقافة ومثلما الثقافات قوى تنوير هي قوى قلب وتغيير أيضاً. واستمرار توظيفنا، ولا أقول إفاداتنا، لنتاج تلك المراكز ومعاهد الأبحاث وحدها يعني اننا سنفكر بقضايانا وبآدابنا وبناسنا وأرضنا ومضمون أزقتنا بالطريقة والأفكار التي يفكر بها الآخرون البعيدون عنها، ذلك لأننا نعتمد ما جاء في دراساتهم ونعتمد طروحاتهم في شؤوننا المحلية، لست دوغماتيا ولكني لا أرى ان الحقيقة ستكون كاملة، بعد ذلك لا تكون الحلول صحيحة أو كافية في هذا الاعتماد أحادي الجانب، كما لن تكون أفكارنا عنهم ومعرفتنا بشؤونهم دقيقة دائماً أو صحيحة ستكون أفكارنا عنهم أقل صواباً من أفكارهم عنا ما دمنا بعيدين ولا نمتلك معاهد متخصصة ولا مراكز أبحاث تكشف لنا تفاصيل ما يحدث هناك، هذا يعني اننا في الحالتين لن نمتلك فهماً خاصاً وسنقول بما يقولون، هم ليس من صالحهم هذا أيضاً لأنهم يريدون حقائق متكاملة يفيدون منها في الإعلام، هم تسويقيون، عزاؤنا في نشاطهم الإعلامي أنهم يكشفون لنا مالا يكشفه إعلامنا الرسمي وشبه الرسمي والمُمَّول.. لكن في ما يخص المعارف والعلوم والنشاط الأكاديمي، هناك ما يؤلم ففي العلوم السياسية، مثلاً نحن لا نملك الا نظريات وكتباً محدودة مهما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram