واشنطن/ اف بقالت تقارير تحليلية ان يوم 26 ايلول الجاري ، يبدو في الرحلة الجديدة لقطار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ، المتوقف منذ حرب غزة، يوماً فاصلاً في تحديد فشل او نجاح تلك المفاوضات التي انطلقت الخميس الماضي في واشنطن برعاية اميركية ودعم عربي كبير تمثل بحضور الرئيس المصري والملك الاردني.
حيث قال احد المفاوضين الفلسطينيين نبيل شعث في واشنطن "اذا اعلن نتانياهو في 26 (ايلول/سبتمبر) استئنافا لنشاطات الاستيطان، فسننسحب من المفاوضات. انه موقف واحد وحازم". وكان الفلسطينيون قد حاولوا من دون جدوى الحصول على ضمانات اميركية حول تجميد الاستيطان قبل استئناف المفاوضات المباشرة.الفلسطينيون من جهتهم لا يتوقعون على ما يبدو نجاحها بعد فشل الجولات السابقة ويدركون نقاط ضعفهم ، بالرغم من ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرتين كل شهر ، في محاولة لدفع المفاوضات قدما إلى أعلى مستوى، كما حدث عندما تفاوض عباس مع رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت.ولكن سجل تقدم طفيف خلال المفاوضات التي بدأت في نهاية 2007 في انابوليس (الولايات المتحدة) وتوقفت في نهاية 2008 مع بدء الهجوم الاسرائيلي على غزة. فنتانياهو الذي يقود واحدة من الحكومات اليمينية الاكثر تشددا في تاريخ اسرائيل اقل رغبة من سلفه في التوصل الى تسوية. ويتهمه الفلسطينيون بتخريب الاتفاقات الاولى التي وقعت بين اسرائيل والفلسطينيين في اوسلو عند توليه السلطة للمرة الاولى في التسعينيات.واتفق الجانبان على ان المفاوضات يمكن ان تؤدي الى اتفاق خلال سنة. لكن بالنسبة الى الفلسطينيين هناك استحقاق آخر مهم هو السادس والعشرون من ايلول . ففي هذا التاريخ ينتهي مفعول تجميد النشاط الاستيطاني الذي اعلنته اسرائيل لمدة عشرة اشهر بينما اعلن نتانياهو انه لا ينوي تمديده.وصرح عضو في الوفد الفلسطيني ان "اجتماعات القمة في واشنطن والخطب الجميلة والمفاوضات التي لا تسفر عن شيء شهدناها من قبل"، ليعكس بذلك التشكيك السائد. والى جانب الاستيطان، هناك قضية الامن التي اكد اهميتها هجومان شنتهما حركة حماس في الضفة الغربية بينما كانت الجهود الدبلوماسية في اوجها في واشنطن.ولم يفت نتانياهو التشديد على الهجومين لتبرير تشدده في هذه المسألة. وقال عضو آخر في الوفد الفلسطيني ان "حماس تفعل الامر نفسه عند كل مفاوضات وهذا اربكنا امام الاسرائيليين". وفي هذا الاطار، يُعتقد ان المصالحة بين حركتي حماس وفتح التي يقودها عباس هي الضمان الاكيد لاستمرار اي اتفاق سلام مع اسرائيل . وستشكل قضايا الاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي من قبل الفلسطينيين كما يريد نتانياهو ومصير القدس والحدود واللاجئين، عقبات. وما يجعل مهمة المفاوضين الفلسطينيين اصعب هو ان الرأي العام خاب امله من الوعود وتأثر الى حد ما بخطاب حماس التي تعتبر المفاوضات "استسلاما".وقال احد المحللين ان "الاحباط يهيمن على الشارع الفلسطيني. الناس لا يثقون بنتانياهو ولا بقدرة عباس على التوصل الى اتفاق". وقد رأى آخر ان "الفلسطينيين والاسرائيليين لا يولون اهمية كبيرة للمفاوضات التي لم تستأنف الا تحت الضغط الاميركي". واضاف ان "كل ما قيل عن مفاوضات حول قضايا مثل الحدود واللاجئين والمياه ليست سوى خطب تهدف الى ارضاء الاميركيين".من جهته اشاد السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون بجهود الرئيس الأميركي باراك اوباما لتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط معربا عن تفاؤله بان تفضي هذه المبادرة الى دفع عملية السلام الى الامام.ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون النمساوي عن بان قوله هنا انه يدرك جيدا ان هذه المفاوضات "لن تكون سهلة" داعيا الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ودول المنطقة والمجموعة الدولية الى التعاون لتحقيق الهدف المنشود.واشاد بان برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حيث وصفه "بزعيم سياسي معترف به" مستنكرا في الوقت نفسه "محاولات بعض الجماعات لعرقلة محادثات السلام الجارية في واشنطن".وحذر بان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من "العقبات غير المنتظرة التي قد تضعها بعض المجموعات المناوئة لعملية السلام والتي تعمل على افشال هذه المحادثات".وعلى صعيد منفصل قال بان انه انتهز فرصة وجوده في فيينا لاجراء محادثات مع المسؤولين النمساويين حول عدد من القضايا الدولية بينها الوضع في منطقة الشرق الاوسط وجنوب السودان والاوضاع في كل من البلقان وافريقيا علاوة على الوضع الحالي في باكستان.
محللون: 26الجاري يوم فاصل فـي نجاح أو فشل مفاوضات السلام الفلسطينيةالاسرائيلية
نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 07:43 م