اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: بارتوك في الجزائر

موسيقى الاحد: بارتوك في الجزائر

نشر في: 16 مارس, 2024: 10:49 م

ثائر صالح

تعرّف بيلا بارتوك على الموسيقى في شمال أفريقيا للمرة الأولى في سنة 1906، عندما عَبَر مضيق جبل طارق إلى طنجة عقب جولة فنية في اسبانيا والبرتغال كعازف بيانو مرافق لعازف الكمان المجري الطفل المعجزة فرنسا فيچَي (1893 - 1935).

أخذ بارتوك يهتم بالموسيقى الشعبية بشكلٍ واضح في ذلك الوقت عقب سماعه الأغاني الشعبية المجرية، وقام بأول رحلاته لتجميع وتوثيق الموسيقى الشعبية المجرية في ترانسلفانيا بالتعاون مع زميله زولتان كوداي.

بدأ بارتوك رحلة إلى الجزائر لمسح الفولكلور الغنائي في حزيران 1913 فزار مدينة بسكرة وتجول في الواحات القريبة مثل سيدي عقبة وطولقة والقنطرة وعلى طول خط سكة الحديد بين بسكرة وقسنطينة. أخذ بارتوك معه أحدث تقنيات ذلك العصر: فونوغراف أديسون مع عدد من الاسطوانات الشمعية لتسجيل الأغاني التي توارثها الجزائريون والأمازيغ (البربر) طوال قرون. سجّل بارتوك 96 اسطوانة شمع خلال هذه الرحلة، هي محفوظة اليوم في أرشيف بارتوك في بودابست، وقد نُقلت رقمياً على أقراص مضغوطة سي دي. وثّق بارتوك خلاصة جهده في الدورية المجرية "سيمفونيا" سنة 1917، ثم باللغة الألمانية بالتفصيل في "مجلة العلوم الموسيقية" الألمانية سنة 1920.

من ملاحظات بارتوك المهمة عن "السلالم"، يذكر أنه واجه صعوبة في إفهام الموسيقيين الجزائريين ما يعني طلبه منهم عزف السلم الموسيقي لقطعة معينة، فهم يميلون لعزف تقاسيم على المقام / النوبة الخ دون أن يفهموا لماذا يطلب منهم عزف "سلّم". ويذكر كذلك "… أن العلاقة بين درجات السلم غريبة، ولا يمكن مقارنتها بدرجات سلمنا الدياتوني أو الكروماتي المعدل إلا نادراً". نذكر هنا أن بارتوك تمتع بنعمة (أو نقمة) السماع المطلق، ما يجعله حساساً لتردد درجات السلم الموسيقي لدرجة كبيرة. أستعمل بارتوك علامات مثل + أو 0 للتدليل على اختلاف طبقة النغمة المعينة زيادة أو نقصانا عن النغمات في السلم الأوروبي المعاصر عند تنويط الأغاني التي جمعها، واستعمل الإشارات 2/♯ أو2/b للدلالة على اختلاف الطبقة بربع تون صعودا أو نزولاً.

الملاحظة الأخرى التي يذكرها بارتوك عن الألحان الشعبية في الجزائر، أنها تسير بشكل ضيق، يتكون اللحن على الغالب من بضع درجات متجاورة (الحديث هنا يدور حول الأغاني الشعبية مثل تنويم الطفل أو النواعي أو ما شابه، وليس حول التراث الموسيقي الكلاسيكي المعقد مثل التراث الأندلسي).

حديث بارتوك عن الإيقاع مثير، فهو يقول: "الإستعمال الثابت لأدوات الإيقاع في مصاحبة الألحان في إيقاع صارم … المستوى العالي لتطور الإيقاع يتناقض مع بدائية الشكل والمساحة الضيقة للحن".

استعمل بارتوك المادة التي جمعها في الجزائر وكذلك فهفمه لهذه المادة في حوالي عشرة من أعماله، منها متتابعة البيانو (عمل رقم 14 - سنة 1916، الحركة الثالثة)، وعمله المتميز "المندرين العجيب" والحركات الأولى الأربع من متتابعة الرقص (1923) والرقصة العربية من 44 ثنائي للكمان (رقصة رقم 42) والقطعة رقم 58 من مجموعة البيانو الثانية من "ميكروكوزموس" (1936).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram