TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد غوته يحتفيان بالجالغي البغدادي في أمسية رمضانية مميزة

بيت المدى ومعهد غوته يحتفيان بالجالغي البغدادي في أمسية رمضانية مميزة

نشر في: 16 مارس, 2024: 11:04 م

بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى بالتعاون مع معهد "غوته" الالماني جلسة رمضانية ضمن فعاليات "جاي توك" حملت عنوان "الجالغي البغدادي تاريخ وتراث اصيل"، ادارها الاستاذ الاذاعي لطيف جاسم، وقدمت فيها ورقتان غنيتان عن تاريخ هذا الفن والتحولات التي رافقته فضلا عن تقديم فاصل فني مميز رافق الجلسة على مراحل، واستمتع به الحضور.

الدكتور والباحث عبد الله المشهداني، قال في مداخلة موسعة، انه "بدءا علينا التعرف على ماهية الجالغي البغدادي أو (جالغي بغداد) ومن ثم التعرف على اصالة وامتداد وجذور هذا المصطلح، وانه جرى العرف على تسمية الفرقة الموسيقية المصاحبة للمقام العراقي حصرا بالجالغي البغداي اي الفرقة الموسيقية المتخصصة بمصاحبة اداء المقامات العراقية ومن هنا يتبين لنا بوضوح ان هذه الفرقة يجب ان تكون عارفة بكل تفاصيل وجذور اداء المقام العراقي".

واضاف، انه "اما عن جذور هذا المعنى واصل مصطلح الجالغي البغدادي فهو ماخوذ من المصطلح التركي المركب "جالغي طاقمسي" والمعنى بالتركية مجموعة الملاهي "طاقم" بالعربية لدينا هو "طقم" اي المجموعة المتكاملة، فهذا هو المعنى بتسمية مصطلح الجالغي اي الحفلات والملاهي وما الى ذلك، اي هم عازفوا الحفلات".

واوضح، انه "تتكون آلات هذه الفرقة من خمس آلات، اثنتان وتريات وهي السنطور والجوزة والثلاث آلات الاخرى هي الايقاعية "الطبلة والدف والنقار" وهذه الفرقة عليها تقع واجبات محددة تقوم بها بمصاحبة المقام العراقي، والواجب الاول انها تقدم مقطوعة موسيقية ملائمة للمقام العراقي الذي سيؤديه القارئ، ويتم اختيارها من نفس المقام، واثناء الاداء تبدأ المحاسبة ابتداء من التحرير والتنقلات النغمية واجراء الميانة والقرارات والجلسات وبعض الميلودي الالحان التي يقوم بها القارئ بحيث يحاسبوه على هذا اللحن ثم الرجوع الى لحن المقام الرئيسي المؤدى، وبعد اداء المقام عليهم ان يختاروا البستة المناسبة لاعطاء الفرصة لقارئ المقام للراحة والانتقال للمقام الذي يليه".

واشار الى ان "هناك واجبا اخر اهم من كل هذا، وهو اختيار الطبقة المناسبة لهذا القارئ او ذاك، بحيث يعرفون المدى الصوتي الذي يصله في الارتفاع والمدى الصوتي بالقرارات، فلذلك وعلى وفق هذه الواجبات يتوجب على اعضاء هذه اللجنة ان يكونوا على درجة عالية من الفهم والاداء الحصين".

وتابع، ان "الالتين الوتريتين السنطور والجوزة اشتهر بهما العديد من العازفين ويعتقد الكثير بان عازفي الجالغي البغدادي يجب ان يكونوا من يهود العراق ولهم الحق في هذا التصور والاعتقاد كونهم شاهدوا ذلك في النصف الاول من القرن العشرين وكانوا جميعهم من يهود العراق، لكن الذي لا يعرفه الكثير ان هؤلاء الموسيقيين اليهود قد تتلمذوا وتعلموا على ايدي عازفين مهرة من مسلمي العراق وقبل ان يطبق المنع الديني والاجتماعي، لانه المسلمون لا يجوز ان يعزفوا على الالات الموسيقية لكن يحق لهم ان يقرأوا المقام العراقي، وذلك باعتبار ان اداء المقام العراقي مرتبط بقدسية الاداءات الدينية الاخرى".

وبين المشهداني، انه "في اول خمسينيات القرن الماضي كدنا ان نفقد فرقة الجالغي البغدادي وذلك بسبب تهجير العراقيين الى مختلف دول العالم، لكن بطل هذه الجولة استطاع ان يمنحنا الاستمرارية مع فرقة الجالغي البغدادي وهو رئيس الوزراء نوري السعيد حيث قرر عدم سفر صالح شميل ويوسف بتو الا بعد ان يعلمون الحجي هاشم الرجب وشعيب ابراهيم وبعد ذلك يسمح لهم بالمغادرة، وفعلا تابع الموضوع بشكل دقيق واطمأن ان الاثنين اتقنا الصنعة واخذا يعزفان المقام العراقي بشكل جيد فسمح للاثنين بالسفر".

واختتم بالقول، انه "الان هناك شحة في فرق الجالغي البغدادي، وعليه نطلقها من هذا المنبر وهي مناشدة الى اولي الامر باعادة النظر لتسليح شبابنا لتعلم الالات الموسيقية التراثية واعادة الحياة الى فرقة الجالغي البغدادي".

في الاثناء قدم الفنان قارئ المقام طه غريب مجموعة من الاغنيات بصحبة الفرقة الفنية، كانت متناغمة مع موضوعة الجلسة فضلا عن تحولها الى امسية رمضانية بغدادية من طراز خاص.

من جانبه قال الكاتب فلاح الخياط، ان "فرقة الجالغي البغدادي كان اعضاؤها يرتدون زيا من الموروث العراقي ويعتمرون السدارة، واختيار اسم جالغي بغدادي جاء لسبب انتشار هذا الفن في مدينة بغداد".

واضاف، ان "الفرقة التي صاحبت الاستاذ محمد القبنجي الى مؤتمر القاهرة الاول للموسيقى والذي عقد سنة 1932 وبمشاركة رسمية لجميع البلدان العربية بالاضافة الى تركيا، وقد فاز الوفد العراقي بالمركز الاول بعد استفتاء لجنة المؤتمر من الخبراء والموسيقيين العرب والاتراك والاوروبيين، وقد تم تكريم الوفد العراقي من قبل الملك فؤاد الاول، هذه الفرقة كانت تتكون من: (يوسف بتو ويوسف الصغير وصالح شميل ويهودا شمان وابراهيم صالح، واخيرا كانت مشاركة عازف العود عزوري هارون للاستاذ محمد القبنجي بطلب من رئيس الوزراء نوري السعيد الذي كان من عشاق المقام العراقي، واستمرت هذه الفرقة الى عام 1948).

وأنهى بالقول: انه "عندما توفي بعض العازفين وسفر الاخرين الى خارج العراق وهنا لابد من تشكيل فرقة جديدة مكونة من بعض العازفين المهرة ومنهم شعوبي ابراهيم كان رئيس الفرقة على الة الجوزة والحاج هاشم الرجب على الة السنطور وعبد الكريم على الة الطبلة وعبد الرزاق مجيد على الة الرق وكان يعزف على الة الطبلة ايضا عدنان محمد نديم، والفرق بين الجالغي البغدادي والتخت هو انه قام جميل بشير باضافة بعض الالات الموسيقية على الجالغي البغدادي مثل العود والناي والكمان وبعض الالات".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

علماء يكشفون أن العراق مهد أول حكومة مركزية في التاريخ

بيت المدى يناقش إشكالية "الهوية والدين" والموقف من المجتمع

فنان موصلي يجسد عظمة الحضارة الآشورية بألواح مسمارية تحاكي تاريخ بلاد الرافدين

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية

مقالات ذات صلة

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

 بغداد – نبأ مشرق أكد السفير الفرنسي في العراق، باتريك دوريل، خلال لقاء خاص مع صحيفة (المدى)، وبحضور الملحق الثقافي منير سليماني ومدير المعهد الفرنسي ساميول مام، أن الشراكة الثقافية بين العراق وفرنسا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram