اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > طوب أبو خزامة..صاحب المعجزات

طوب أبو خزامة..صاحب المعجزات

نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 08:22 م

إعداد/ عبد الكناني لم يسلم المدفع من التطور التكنولوجي الذي طال جميع نواحي الحياة فقد استبدل في السنوات الأخيرة بمدفع حديث وهو شبه آلي والقذيفة تكون جاهزة وليس على الشخص الذي يطلق القذيفة إلا أن يضعها في محل ويقفل عليها ثم يضغط على زر معين يعطي صوت الانفجار، بعكس القديم الذي كان يعمل يدويا فكانوا يملأون فوهة المدفعية بالبارود من الأمام بيدهم
ومن ثم يكبسونها يدويا أيضا من خلال عصا وبعد ذلك يتم إطلاق القذيفة عبر سحب حبل للخلف بشده ومن ثم يحصل القذف.وكان الشخص المخول بإطلاق القذيفة قديما يأتي قبل موعد الأذان بفترة كافية، حتى يتسنى له تجهيز المدفعية، والتأكد من مدى صلاحيتها، بينما الآن أصبح الوضع مختلفا تماما، فتجد الشخص المسؤول يأتي قبل موعد الأذان بدقائق، وبمجرد سماعه مع بداية التكبير، يطلق تلك القذائف الصوتية، التي يسمعها سكان المدن التي ينطلق فيها. وعلى الرغم من استمرار مدفع رمضان، في أداء مهمته طول فترة الشهر الفضيل، وتعاقب الأفراد العاملين عليه، فإنه لم تسجل أي حوادث أو إصابات أثناء تعاملهم معه في معظم البلدان الاسلامية.وحتى وقت قريب، كان الفنيون المسؤولون عن المدفع يقومون بإخراجه قبل شهر رمضان لتجهيزه والتأكد من سلامته وجاهزيته للاستخدام طيلة الشهر الكريم، ويستمر عمله طيلة شهر رمضان بمعدل 3 مرات كل يوم، ويحظى مدفع رمضان بمكانة كبيرة لدى كبار السن الذين عاصروه وعايشوه بجميع مراحلهم العمرية، وكان شاهدا على لحظات أفراحهم وأحزانهم، فلم يكن مجرد آلة إعلام بمواعيد الإمساك والإفطار، بل إنه رمز وتراث يرجون أن يورث لأبنائهم ثقافة محببة مرتبطة بشهر الصيام.والمتصفح لتاريخ المسلمين قديما، باستطاعته الوقوف على المحاولات المتكررة هنا وهناك، على مر التاريخ، ومع زيادة الرقعة المكانية والسكانية، وابتكار وسائل مختلفة لإعلام الناس بموعد الإمساك والإفطار، لا سيما أنهم كانوا يأكلون ويشربون من غروب الشمس حتى وقت النوم، ولكن عندما بدأ استخدام الأذان واشتهر بلال وابن أم مكتوم بتأديته سهل الأمر عليهم، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود، الذي ساعد كثيرا في تنبيه الناس بدخول الوقت لا سيما البعيدين عن المناطق التي كان يؤذن بها ولا يصلهم صوت المؤذن.واختلفت الروايات التاريخية حول أصل ظهور المدفع، إلا أنها تتفق على أن عامل الصدفة كان العامل المشترك بينهم، الذي لعب دورا كبيرا في استخدامه، كأداة لتنبيه الناس بموعد الإفطار.فالرواية الأولى تشير إلى أن العاصمة المصرية كانت أول مدينة يطلق فيها مدفع رمضان، وكان ذلك بغروب أول يوم رمضان في العام من عام 859 للهجرة، وذلك عندما أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعا وصل إليه جديدا فصادف وقت إطلاق المدفع وقت الإفطار بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد ذلك لتنبيههم بموعد الإفطار.فخرجت جموع الأهالي في اليوم التالي إلى مقر الحكم تشكره على هذه البدعة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بالإفطار، لُيضيف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك كل يوم حتى نهاية الشهر الكريم.أما الرواية الثانية، فتفيد بأن محمد علي الكبير، والي مصر كان يجرب مدفعا جديدا استورده من ألمانيا، في إطار خططه لتحديث وتطوير جيشه، فانطلقت أولى طلقاته وقت أذان المغرب بشهر رمضان، فارتبط في أذهان العامة أن ذلك الصوت هو إيذان بوقت الإفطار.فيما تشير الرواية الثالثة إلى أن الصدفة وحدها هي التي لعبت دورها في ظهوره، حينما كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل ينظفون أحد المدافع فانطلقت منه قذيفة في سماء مدينة القاهرة، مصادفة وقت أذان المغرب من شهر رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدا جديدا للإعلان عن موعد الإفطار وسروا بذلك.وعندما علمت ابنة الخديوي إسماعيل، الحاجة فاطمة بما حدث راقت لها الفكرة وأصدرت فرمانا تدعو فيه إلى استخدام المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية، ومنذ ذلك الوقت ارتبط في أذهان الناس بموعد الإفطار والإمساك وأطلقوا على ذلك المدفع (الحاجة فاطمة) ومكانه بقلعة صلاح الدين الأيوبي.وتستطرد تلك المراجع التاريخية أن فكرة المدفع بدأت تنتشر منذ أواخر القرن التاسع عشر من مصر إلى دول الشام مثل دمشق والقدس وغيرها من المدن الأخرى ومن ثم إلى المناطق المجاورة لها مثل العراق انتقالا إلى الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح عام 1907، ثم انتقلت إلى كافة أقطار الخليج قبل عصر النفط، ومن ثم انتشرت باليمن والسودان وصولا إلى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا التي دخل إليها المدفع تحديدا عام 1944.rnحكاية مدفع الإفطار.. وطوب أبو خزامةالكثيرون منا يتشوقون لسماع دوي مدفع الإفطار ساعة غروب الشمس؛ ليبدأوا بالتخلص من العطش الذي يلازم الصائم طوال النهار وحتى المغيب،لكن الكثير منا يعرف قصة مدفع الإفطار الذي سيبقى جزءا مهما، وصورة دائمة في شهر رمضان المبارك على مدار القرون والدهور. أن إطلاق قذيفة عند الإفطار كذلك عند إقتراب موعد السحور من التقاليد الرائعة التي عرفها المصريون بالمصادفة ثم نجحوا في تسويقها إلى كل البلدان العربية والإسلامية فيما بعد.. هذا على الأقل ما تقوله مصادر التاريخ، ويتناقله العامة في كل زمان ومكان.. وتقول أشهر الروايات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram