TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(محّد ايكول لبني حامض)

هواء فـي شبك :(محّد ايكول لبني حامض)

نشر في: 3 سبتمبر, 2010: 09:33 م

 عبدالله السكوتي وطالما سمّى العراقيون حليب الأم لبنا، فيقولون عمن يظهر جفاء وجفوة لإخوانه بسبب أو بدون سبب، (انه حامض لبن)، لان الأصل في لبن الأم أن يكون مالحا فيكون مؤثرا، ويحيل من يشربه إلى الوفاء، واحترام الأخوة،
وهذا المثل يتعلق بالنيل من قليلي الوفاء أو معدوميه، لكنك حين تذكّر احدهم وتقول ان لبنه حامض، يرد بان لبنه مالح، ولذا قالوا:(محّد ايكول لبني حامض)، وليس للمثل علاقة بمن يبيع اللبن، والمثل ايضا يشير للذي لا يعترف باخطائه ويثوب الى رشده، ويعود عن تفريق الاخوان وابناء الوطن الواحد، ومن المؤكد ان المخطئ يدعي دوما السلامة في رأيه وانه يعرف الحقيقة والآخرون لايرون الشمس في الضحى.انا متأكد ان لا احد من الاخوة السياسيين قد رضع حليب (القواطي)، لينطبق عليه قول الشاعر عريان السيد خلف:(رضاعة قواطي او خيبوا ظنّي)؛ ونحن الان قد امتلأت كأسنا وفاضت، وهذا دليل على نفاد الصبر لطول ما عانينا، وشكونا وبذلنا ماء وجوهنا لنتمثل قول الشاعر: شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ولكن تفيض الكأس عند امتلائها وهاهي الكأس تفيض، ونحن المراهنين على التغيير، ممن دمرتنا سياسات وحروب النظام السابق، ونحن الهدف للقاعدة والجماعات المتطرفة، لكن للاسف ماراهنا عليه خرج عن هدفه، لتتعدد الاهداف والولاءات، ولا احد يريد الاعتراف بالخلل، ليحاول على الاقل كسب ود الشعب ولو بتصريح بسيط من مثل ما فعل بعض القادة حين اخفق فحاول التنحي، لتقابله اصوات الشعب بالتمسك والحب والولاء. والآن نعتب ونطيل العتب ونترقب، لعلمنا ان من نعتب عليه ليس دون العتب ولا فوقه، لاننا لسنا بحضرة الملوك والاباطرة ولسنا في زمن الديكتاتورية، ليكون التراجع عن قرار خاطىء، مساس بشخصية القائد الضرورة، ليحتفظ بهامته عالية على جراح وجوع واستلاب الشعب، وآخر ماراهن عليه ان سلّم الجمل بما حمل وذهب غير مأسوف عليه. نحن نعلم ان لا احد يمتلك الحقيقة، ولذا علينا ان نصغي ونستمع علّنا نحظى بفرصة للتلاقي ونبذ الخلافات ومن ثم نكون جديرين بالوفاء، لنقول بملء افواهنا ان لبننا مالح، واننا قد جئنا بشيء مختلف عن ممارسات ايام زمان، بعيدون عن الاستبداد والتمسك بالرأي الواحد والحزب الواحد، والفئة الواحدة. ان الشعب ينتظر بفارغ الصبر اجتماع المائدة المستديرة التي تستوعب ممثليه بشكل حقيقي، دون تهميش ولا تجاهل، وهو بعد يعتب على ابنائه واخوانه في الكتل السياسية، واكثر عتبه ما يمثله قول الشاعر: (اخوك الخوّته صافي لبنهايحن الحنت الناكه لبنها وفي والتنهدم يصفط لبنها واذا مالت يحط ضلعه رجيّه)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram