TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > أهداف وخلفيات العملية العسكرية التركية المخطط لها في الصيف المقبل

أهداف وخلفيات العملية العسكرية التركية المخطط لها في الصيف المقبل

نشر في: 18 مارس, 2024: 10:25 م

د. فالح الحمراني

تعتزم تركيا استخدام هجوم عسكري في شمال العراق في صيف هذا العام لدفع حزب العمال الكردستاني جنوبا بشكل جذري وتأمين طريق تجاري جديد، حسبما ذكرت مصادر تركية مطلعة على الخطط*.

وفي هذا الصدد، ستقوم تركيا بسلسلة من العمليات ضد التشكيلات المسلحة الكردية. وفقدت تركيا منذ نهاية العام الماضي، عشرات الجنود نتيجة لهجمات حزب العمال الكردستاني على المواقع التركية في المنطقة الجبلية بشمال العراق. وأدت هذه الخسائر إلى خلافات داخلية وتسببت في انتقاد فعالية التكتيكات التركية.

وذكرت مصادر بالجيش التركي العام الماضي أن الجيش التركي كان متمركزا في مواقع مؤقتة شاهقة أقيمت لمنع حزب العمال الكردستاني من التسلل عبر الحدود التركية. ومع ذلك، تمكن أنصار حزب العمال الكردستاني من مهاجمة المواقع التركية بسهولة نسبية بسبب ظروف الشتاء القاسية التي جعلت الطائرات بدون طيار ومعدات المراقبة الأخرى عديمة الفائدة بسبب تساقط الثلوج بكثافة والضباب، مع إعادة الإمداد المحدودة. وبحسب المعلومات التي ظهرت، فإن العمليات العسكرية الجديدة ستستهدف الأجزاء الغربية من كردستان العراق وستجري بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني مما يعيق وصول حزب العمال الكردستاني إلى الموصل. "هدف تركيا الرئيسي واضح جدا. إن وجود حزب العمال الكردستاني في متين وغار يمكن أن يهدد بشكل خطير مشروع بناء الطرق لتنمية العراق.

وقال مصدر تركي مطلع إن أنقرة وبغداد ترغبان في إخراج حزب العمال الكردستاني من هاتين المنطقتين، وكذلك تأمين الأراضي لبناء المشروع، وتحقيق الهدفين في خطوة واحدة"، في إشارة إلى مشروع الطريق السريع والسكك الحديدية المخطط له بطول 1200 كيلومتر والذي سيربط الخليج بتركيا عبر العراق. وتأمل تركيا والعراق ودول الخليج العربي في استكمال المشروع قريبا، والذي سيسمح بتسليم البضائع عبر ميناء الفاو في محافظة البصرة العراقية إلى الأسواق الدولية عبر تركيا. وتوفر الحكومة العراقية قطارات تعمل بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، مما يسهل نقل الركاب والبضائع. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطط إنشاء مراكز لوجستية ومجمعات صناعية والتكامل المحتمل لأنابيب النفط والغاز. وتشير التقديرات إلى أن هذا المشروع الطموح سيتطلب استثمارات تبلغ حوالي 17 مليار دولار مع عائد سنوي متوقع قدره 4 مليارات دولار وخلق ما لا يقل عن 100 ألف وظيفة. والرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو أحد الداعمين الرئيسيين للمشروع، الذي يروج له بدلا من المبادرة المتنافسة لإنشاء الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، بدعم من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، متجاوزا تركيا. وقال وزير الدفاع التركي ياشار جولر في وقت سابق لوسائل الإعلام التركية إن على تركيا نشر قوات بعمق 30-40 كيلومترا في العراق لتحقيق أهدافها. وأضاف أن أنقرة تسعى إلى إنشاء مركز عمليات مشترك مع بغداد، لكن لا يوجد أي تقدم في هذا الشأن حتى الآن. ووفقا لمصدر تركي، فقد بدأ الجيش العراقي في نشر قوات على الخط الفاصل بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني، ونقل القوات إلى منطقة باليندا، وهي المعبر الإداري بين دهوك وميرغاسور في المنطقة التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني. يشار إلى أن القوات العراقية منتشرة في الوادي المؤدي إلى جبل غارا، حيث تشارك القوات التركية في مواجهات مكثفة مع حزب العمال الكردستاني. ولم يتضح بعد ما إذا كانت بغداد قد نشرت قواتها في المنطقة للتعاون مع تركيا أو للعمل كحاجز بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية لوقف المزيد من الاشتباكات.

وقالت وزارة الدفاع التركية في 10 آذار إنها أرسلت وفدا، يضم القائد الأعلى اللفتنانت جنرال متين توكيل، إلى الحدود العراقية لعقد اجتماع أمني مع المسؤولين المحليين. وقال مصدر تركي آخر إن حضور توكيل في الاجتماع " وحقيقة أنه تم تصويره مع العراقيين يظهر جدية تركيا بشأن العمليات المستقبلية وقبول العراق لذلك." وزار كل من ياشار جولر ووزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات الوطني إبراهيم كالين بغداد في 13 آذار لعقد اجتماع أمني رفيع المستوى مع نظرائهم العراقيين لمناقشة عمليات مكافحة الإرهاب. وليس هذا فقط: إن بناء السكك الحديدية ومصير الدعوى التي خسرتها أنقرة أمام بغداد في محكمة التحكيم الدولية بشأن الخلاف حول قيمة صادرات النفط العراقية على جدول الأعمال.

وتمارس تركيا ضغوطا على العراق لأخذ تهديد حزب العمال الكردستاني بجدية أكبر والبحث عن مجالات للتعاون. لكن الخبراء ليسوا متفائلين للغاية بشأن هذه المفاوضات. "يؤثر تشرذم القوى النافذة داخل العراق على عمليات صنع القرار، ويجب أيضا إضافة أن إيران تتدخل بشكل غير مباشر في تغيير الاتجاه. وقال مصدر دبلوماسي تركي مطلع على الأمر" إيران تتبع الآن سياسة ضد تركيا من أجل التأثير على بغداد فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني". وأضاف أنه يجب على بغداد القضاء على حزب العمال الكردستاني في شمال البلاد من أجل تحقيق الاستقرار الذي تسعى إليه في العلاقات مع حكومة إقليم كردستان، وكذلك مع تركيا.

*اعتمدت المادة على مواد وسائل الإعلام الروسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram