إياد الصالحيأمس السبت انتهت الحلقة الأخيرة من مسلسل ( الدوري المملّ) الذي انطلق في الثلاثين من كانون الأول الماضي وسط مخاض عسير، في وقت كان الاتحاد العراقي لكرة القدم منحلاً بقرار من اللجنة الاولمبية الوطنية في 20 تشرين الثاني 2009
وتدبرت شؤونه هيئة مؤقتة اجتهدت قدر المستطاع، بالرغم من الأخطاء الكثيرة التي رافقت عملها بسبب تداعيات تسمية الاتحاد المذكور 43 فريقاً للمشاركة في المسابقة قبل ان تُخفّض الهيئة المؤقتة العدد الى 36 ،ويبدأ دوران الكرة في ملاعب (مُلغّمة) بالمشكلات والأزمات لتقف أخيراً في منعطف (الشغب) قبل ست مباريات من ختام البطولة.بصراحة ، اتفق غالبية النقاد المنصفين والجمهور الرياضي الواعي انه لم تشهد مباريات الدوري المنتهي نسخة موسمية كالتي كان الدوري العراقي يتفاخر بها حتى قبل سنين عدة، اذ لم تعد هناك كرة تستحق الهرولة وراءها في ملاعب عانت البؤس وفرق غمرتها الظروف المادية التعيسة بالإفلاس واتحاد مسؤول عن الدوري فصّل نظامه وفق حسابات انتخابية دفع الجميع ثمنها بسبب مشاركة أندية لم يرق مستوى لاعبيها الى حماسة لاعبي الفرق الشعبية في الدورات الرمضانية الجارية حالياً!لا يخفى على الجميع ان الشكاوى التي تصاعدت من الأندية ومدربي الفرق خصوصاً أنّ نظام الدوري الفائت أوجد عوامل سلبية داخل منظومة المنافسة بحيث دفعت بعض الفرق الكبيرة ثمن مواجهة فرق صغيرة في ملاعب لا تصلح لممارسة اللعبة، فضلاً عن محاصرتها بجمهور لا يعي خطورة سلوكياته المسيئة لروح كرة القدم التي يُراد لها دائما أن تكون خالية من أدران الشغب التي انسحبت عدواها على المدربين أنفسهم، ما دفعهم للتعصب ضد الحكام وتعليق أسباب الخسارة على شماعتهم ، لا بل وصل الاحتقان درجة محاولة الاعتداء على زملاء لهم مثلما نقلت الأخبار قيام المدرب أيوب أوديشو بالاحتكاك السلبي والملاسنة مع زميله الأكبر يحيى علوان عقب لقاء أربيل والطلبة الذي جرى في ملعب فرانسوا حريري بصورة لا تمت بصلة للروح الأخوية قبل الرياضية التي تطبّع عليها أوديشو وعلوان أيام العصر الذهبي .إن دوري الكرة الذي فضّ منافساته امس السبت معلناً بطل الموسم بكل جدارة سواء أكان الطلبة أم دهوك، وكان قد زفّ الجمعة الماضية فريق الزوراء ليحتل المركز الثالث بعد فوزه المستحق على أربيل ( 2-1)، أكدت وقائعه ضرورة تقليص الفرق في الموسم المقبل بما يتيح للجنة المسابقات إقامة بطولة وفق الدوري الشامل لعشرين فريقا لا أكثر تواجه بعضها البعض ضمن مدة زمنية تحقق استفادة كبيرة لقاعدة الكرة العراقية تقنّن مصاريف الأندية وتعكس واقعاً جيداً عن نوعية الأندية المنضوية تحت لواء الدوري الممتاز كأداء ومستوى وإدارة محترفة ومُلمّة بشؤون المسابقة.كما إن شجون الحكام تفترض ألاّ تمرّ هكذا بلا اكتراث مثل بقية المواسم الماضية، إذ إن الأخطاء التي سجلها دوري النخبة "على وجه الخصوص" تسترعي جلسات مستفيضة من لجنة الحكام لتقييم أسبابها وتحديد العوامل المؤدية لخروج الصفارة العراقية عن الاتزان وحتى عن الحياد أحياناً، لأننا نريد دورياً متكاملاً من جميع الأوجه في الموسم المقبل يكون فيه الحكم اللاعب الرئيسي الذي يُسهم في إخراج مبارياته الى برّ الأمان وليس إغراقها في بحر من الشكوك والاتهامات والاعتداءات والمشاحنات المرفوضة.ولابد من دراسة الخطوط العريضة لإقامة دوري المحترفين كما أعلن عنه رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد في حديث سابق لـ( المدى الرياضي) وذلك بالتشاور والتنسيق مع اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية الراعية لجميع الاتحادات المركزية، ومنها يتم رفع المقترحات والتوصيات الى مجلس الوزراء الجديد لتنفيذ متطلبات انطلاق أول دوري للمحترفين في العراق يكون فاتحة خير للعبة لتقف على خط الشروع الحقيقي لبدء التجربة الفعلية هذه التي سبقتنا إليها دول مجاورة ( وكان آخرها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ) لا تمتلك الثراء البشري في المواهب والإمكانات العالية للثقافة الرياضية والخبرة والموارد الاقتصادية كالتي يكتنزها بلدنا، ومع ذلك تقف هذه البلدان في مستوى جيد في لجان التقييم الآسيوية لوضع معايير وتصنيف الدول التابعة للاتحاد القاري.نأمل ان تكون النيات واضحة لمبادرات رحبة في سوح كرة القدم العراقية التي تعوّل كثيراً على بطولاتها الداخلية في مختلف الفئات العمرية لتعزيز صفوف منتخباتنا الوطنية باللاعبين المهرة ممّن يشرّفون العراق في بطولات العرب وآسيا والعالم، وذلك ليس بالأمر المستحيل إذا تخلص القائمون على شؤون الكرة والمساندون لهم من المؤسسات الرياضية الأخرى من عقدة المصالح والحسابات الشخصية التي لا غالب فيها ولا مغلوب !Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة :لنشرع بموسم الاحتراف
نشر في: 4 سبتمبر, 2010: 05:05 م