اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بمناسبة رحيله.. دواد سلوم باحث أكاديمي رصين اخطأته الحظوظ

بمناسبة رحيله.. دواد سلوم باحث أكاديمي رصين اخطأته الحظوظ

نشر في: 4 سبتمبر, 2010: 05:10 م

شكيب كاظمظهر يوم الجمعة الثالث عشر من شهر آب 2010، نُعِيّ الاستاذ الدكتور داود سلوم الاستاذ الجامعي والاديب الكاتب، الذي كانت له صولات وجولات في عالم الكتابة والبحث الادبي وصنعة دواوين الشعر، اذ عُرِف عن الباحثين العراقيين اهتمام واسع في البحث والتنقيب والتنقير في المخطوطات والمظان القديمة، بغية جمع اشعار
من لم تسعفه ظروف الحياة وحظه العاثر من ان يخلف لنا ديوانا يرجع اليه الباحثون لذا شهد العقدان السابع والثامن من القرن العشرين اهتماما بصنعة دواوين لهؤلاء الشعراء ممن بقيت اشعارهم في بطون الكتب ومازال في الذاكرة جهد عبد الصاحب الدجيلي في جمع اشعار الشاعر المُقاوِّم: دعبل بن علي بن رزين الخزاعي ودعبل تقرأ بالتثليث، صاحب المقولة المشهورة: لي خمسون عاما احمل خشبتي على كتفي ادور بها على من يصلبني فما اجد الذي صدر عام 1962 عن مطبعة الاداب بالنجف. اقول: اهتم الاستاذ الدكتور داود سلوم بهذا الشأن فقدم للمكتبة العربية ثلاثة دواوين، لثلاثة من شعراء العصر الاموي من اصحاب المواقف السياسية والفكرية اي اصحاب رأي وهم: الكميت بن زيد الاسدي، نشره في مدينة النجف الاشرف عامي 1969 و1970 بثلاثة اجزاء وأعادت طبعه دار عالم الكتب في بيروت عام 1997 وصدر باربعة اجزاء فضلا على ديوان الشاعر يزيد بن مفرغ الحميري، نشر في بغداد عام 1968، وديوان الشاعر الاسود نصيب بن رباح صدرت طبعته الاولى في بغداد عام 1968 كذلك، ولقد آذاه اشد الاذى سطو احد الباحثين السوريين وهو الدكتور محمد نبيل طريفي، مستغلا سنوات الحصار الظالم الذي فرضه الاستكبار العالمي على الناس في العراق، وعيش العراقيين في عزلة عن العالم الخارجي اذ لا سفر ولا فضائيات ولا هاتف، ولا انترنت ولا بريد الكتروني فهذه عدت من المحرمات فاستغل هذا الباحث ظروف العراق هذه ليسطو على جهد الدكتور داود سلوم العلمي.لقد تعرفت على كتابات الباحث الدكتور داود سلوم منذ بداية السبعينيات الماضيات وكنت اجد في بعضها شكوى من تصاريف الزمان، وشكوى من تلك الدراسات والمقالات التي تنام في ادراح محرري الصحف والمجلات، ومازالت في الذاكرة مقالته التي نشرها العدد الأول من مجلة (الثقافة) التي اصدرها استاذي الدكتور صلاح خالص بداية عام 1971، ولعل ذلك راجع الى علمية الأستاذ سلوم والى نأيه بنفسه عن ان يكون مسوقا لفكر سياسي ما، وطبلا اجوف للسياسيين، الذين كانوا ومازالوا يضيقون ذرعا بالعقل الرصين والقلم الشريف، الذي لا يقبل لنفسه ان يكون مزورا لوقائع الحياة والتأريخ.كما امتاز الدكتور داود سلوم بقلم باشط، غير مجامل لذا دخل في مساجلات ومناوشات ومباكسات على لغة الاديب المصري وديع فلسطين، فهذه مقالته التي نشرها في جريدة (الثورة) عام 1984، والتي وصف فيها الشعر الحر بالشعوبية، وكونه فاقدا هويته العربية وبانه سليل الثقافة الاوربية والغربية، ثم رأيه بشعر الدكتورة سعاد الصباح – وهي دكتورة بالاقتصاد وليست بالادب!!- وكون شعرها اكثر اهمية من كل الشعر العربي على مدى قرون من الزمن!! وثالثة وصفه لابي نواس بطاعون الثقافة العربية وتشكيكه في نسبه، مع ان ابا نواس عربي النسب صريحه وهذا ما تؤكده مصادر الادب ومراجعه.كذلك نعيه لشعر الغزل العربي المعاصر وخاصة في العراق، ولم ينس ان يُعرِّج على الدكتورة سعاد الصباح ليستشهد بنماذج من شعرها الغزلي على انه يمثل الغزل الروحي العفيف بعيدا عن ضرورات الجسد، ولكن ما درى ان النموذج الذي ذكره كان يفيض اشتهاء وجنسا!! ومازلت احتفظ بين اوراقي بالعديد من مقالاته وها هي مقالته المعنونة (خرافة الشعر العذري) المنشورة على الصفحة الادبية لجريدة (العراق) في 13/ حزيران/ 1986، وفيها يناقش اراء المستشرق الفرنسي المعروف لويس ماسنيون المتوفى في خريف عام 1962، والذي زار العراق اواخر العهد العثماني بحثا عن قبر المتصوف ابي منصور الحسين بن الحلاج، يناقش آراء ماسنيون عن العلاقة بين الشعر العذري والافلاطونية التي تدعو الى العفة، على عكس اراء ابيقور الفيلسوف الذي كان يدعو الى الشهوات واللذائذ ولقد دخل جراء هذه الاراء في مناقشات ومجادلات مع: الدكتور حاتم الصكر وزاهر الجيزاني والدكتور بدر خان السندي وشكيب كاظم وغيرهم كثير، ومناقشات الدكتور داود سلوم تذكرني بمساجلات الدكتور طه حسين والدكاترة زكي مبارك، الذي يرفض وصفه بالدكتور كونه حاصلا على ثلاث شهادات دكتوراه الاولى من الجامعة المصرية عام 1924 والثانية من السوربون بباريس عام 1931 والثالثة من جامعة فؤاد الاول (القاهرة فيما بعد) عام 1937 وكاتب مصري ثالث صاحب قلم كأنه مدية هو ابو طالب زيان، كتب كثيرا من مساجلاته ومباكساته في مجلة (الاديب) اللبنانية.في اواخر الثمانينيات ابتكر الباحث داوم سلوم لونا جميلا من الوان الكتابة النقدية، اذ كان يُخضُع نصا شعريا لقراءة نقدية، فيقدم قراءة اولى للنص الشعري، فيما تقوم الباحثة الناقدة ساجدة الحيالي بقراءة نقدية ثانية لهذا النص الشعري، ولقد نشر كثيرا من هذا اللون النقدي الذي اراه جديدا على الساحة الثقافية العراقية، ومازلت احتفظ بالعديد من قراءاته هذه، التي اسماها: قراءة النص مرتين، وبين يدي قراءة لنص شعري جميل لعروة بن اذينة ومطلعه:ان التي زَعَمت فؤادك ملها &nda

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram