اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: نحن وديمقراطية الغرب الليبرالي

قناطر: نحن وديمقراطية الغرب الليبرالي

نشر في: 23 مارس, 2024: 10:33 م

طالب عبد العزيز

العالم ينحدر اخلاقياً، ويوماً اثر آخر تتكشف عورةُ النظم(الديمقراطية)أو عورة الغرب الليبرالي(راعي الأخلاق والمُثل عند البعض) أو كما تسلمناه، نحن في الشرق العربي، عبر أداتي الكتاب والسينما، ولسنا في وارد الحديث عن التشريعات الاخيرة الخاصة بالمثلية والجندر والحقوق الاجتماعية المنحرفة،

كما لسنا في وارد تأكيد ذلك أو التحقق منه، إنما، بصدد سبر غور تأثير ذلك علينا، نحن الذين تفككت أسوارنا، وبتنا بلا موانع اجتماعية او دينية او ثقافية، نحن الذين خُدعنا به، والذين لا نملك اليوم إلا همومنا بالتخلص من أخلاقياته وديمقراطيته، التي سوّقت الينا بوصفها المثال والخلاصة.

ابتدع الغربُ الليبرالي الديمقراطية، بوصفها النظام الامثل في الحكم، وسادت دوله بموجبها، فصرنا، نحن في الشرق نلهث وراءها، ناقمين على مؤسساتنا كلها، لأنها لا تريده لنا، وابتدع عصبة الامم، والامم المتحدة والمنظمات الملحقة بها، وسوقها لنا بوصفها المرجع الوحيد للحريات، وتحقيق العدالة، وحقوق الانسان والشعوب، في تقرير المصير، فعصبنا برأسها آمالنا وطموحاتنا في التحرر والعيش الكريم، وبنى الجيوش العظيمة، وصنع الاسلحة الفتاكة، وابتكر التكنولوجيا، فتعلقت حياتُنا وديمومتُها بهذه وتلك، مما صنع، وتسلح، وابتكر، حتى اعتقدنا بانه لا يبخل علينا بمعلومة، ولا يتوانى عن حمايتنا بشيء، وأننا سنغدو يوما مثله.

اليوم، وبعد أحداث غزة وانكشاف لعبة الديمقراطية وحقوق الشعوب في تقرير المصير، وتعري انظمته أمام الشعوب الاوربية قبل غيرها، وخروج الملايين منهم لنصرة غزة والقضية الفلسطينية والحق العربي، نجد انفسنا أمام نقطة فارقة ومفصلية في مستقبلنا مع العالم كله، إذْ تقف شعوبنا في الشرق العربي الاسلامي متفرجةً، كأنها لم تحسم أمرها بعد، وأنَّ اسطورة الديمقراطية والحريات مازالت قائمة في رؤوسنا حتى اللحظة تلك. وفي مقارنة بين زحف شعوب أوربا لنصرة غزة وصمت الشارع العربي المسلم نشعر بأننا أفرغنا تماماً من شحناتنا في الانتماء الوطني والدينيي والثقافي والانساني والتصدي، وأنَّ قيوداً لا فكاك منها تكبلنا، ولن نقوى على الخلاص منها، ما أوتينا من قوة، ولوبحثنا في الاسباب لوجدنا العشرات منها ليس أقلها الاعتقاد بديمقراطية الغرب الليبرالي.

ترى، هل في ذلك حنين الى الديكتاتورية؟ وهل في ذلك جلد للذات؟ بعد الاحداث التي تلت نهاية نظام حكم صدام حسين وظهور القاعدة والمليشيات المسلحة وتعدد الاحزاب وكثرة زعماء الطوائف وما اعقب ذلك من قتل وسرقات وخيانات وتفتيت للحمة الوطن وتمزيق الهويات وو.. سمعت سرمد الطائي يقول: يبدو أننا بحاجة الى دكتاتورية حميدة! جملة حادة جداً. لكن، حين نتصفح تاريخنا العربي الاسلامي نقع على ما يشبه التوصيف هذا، وحين نستعرض الانظمة، غير الديمقراطية في بعض الدول اليوم نقف على بعض ضالتنا. الآن، وبعد أكثر من عشرين سنة على هبة أمريكا للعراق بأن يصبح دولة ديمقراطية، وبعد كل ما حصل وتاسس وتفاقم وانفجر واتى بخرابه على الجميع.. هل نقول بأنَّ ما كنا نحلم به وناضلنا من أجله وتطلعنا اليه كان يصبُّ في صالحنا، كشعب وأمة، أم أنَّ دكتاتورية حميدة خير من ديمقراطية غربية؟

لا أريد أن أمتدح الاسس والقواعد التي قامت عليها الانظمة في العراق والشرق، فهي معلومة بسوئها لدى الجميع، ولم أجد في ديمقراطية الغرب الليبرالي المثال والطموح ايضاً، لكنني، ربما وجدتُ في حكومة ابو جعفر المنصور وهرون الرشيد ونوري السعيد، وفي عبد الكريم قاسم، والحبيب ابو رقيبة وحافظ الاسد والملك الحسين وصدام حسين ربما، ومحمد بن راشد، ومحمد بن سلمان، والكزاندر بوتين واوردغان وآخرين في بقاع المعمورة ما هو افضل من كذبة ديمقراطية الغرب الليبرالي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram