بغداد/ علي الحمداني
تُقبل أغلب النساء العراقيات على شراء العباءات والجلابيات في شهر رمضان، كجزء من الطقس الرمضاني، بالإضافة إلى أنها ملائمة لروحانيات الشهر الفضيل، كما أن ارتداءها مريح ومحتشم.
وتتنوع موديلات العباءات والجلابيات بألوانها وأقمشتها ما بين الحرير والشيفون والقطن والتطريزات والإكسسورات المناسبة لأجواء رمضان، كما أنها أصبحت مناسبة لغير المحجبة أيضاً، لحضور العزائم في إفطار رمضان وجلسات السحور أيضاً.
"فضفاضة ومحتشمة "
وفي هذا السياق، تقول المواطنة أم عليا من محافظة بابل (40 عاماً)، إن "الأزياء الرمضانية تعتبر من الطقوس المعتاد عليها في العراق والمجتمعات الشرقية في الشهر الكريم، وتتميز بكونها ملابس فضفاضة ومحتشمة".
وتضيف خلال حديثها لـ(المدى)، أن "النساء يستعدن قبل حلول شهر رمضان بشراء أو عمل عباءة تناسب الأجواء الروحانية للشهر الفضيل".
وتؤكد، أن "عمل العباءة يدوياً له نكهة خاصة، إذ تكون القطعة مميزة عن المتداول في الأسواق، لكن عدد مصممات الأزياء اللواتي يتقن التفاصيل الرمضانية قليل، خاصة في المحافظات، ما يضطر أغلب النساء إلى شراء العباءات الجاهزة"، وتضيف مبتسمة: "أما أنا فصديقتي مصممة أزياء تنقذني بزي رمضاني في كل موسم".
لمسات عصرية
وتحرص مصممات الأزياء على تقديم مجموعات خاصة تحمل مظاهر رمضان مع لمسات عصرية يتبرعن فيها خلال كل موسم رمضاني، في إطار سعيهن المتزايد لاستقطاب زبائن أكثر، كما هو الحال مع مصممة الأزياء رنا سمعان نوح من نينوى والمقيمة في السليمانية.
من جانبها، تقول نوح التي بدأت في عالم الأزياء منذ عام 1995 لـ(المدى)، إن "تصميم الزيّ الرمضاني يختلف حسب ذوق كل زبونة، فهناك من تُفضل التصاميم العراقية وأخرى ترغب بالزيّ الخليجي، لكن في العادة أصمم أزياء مستوحاة من الحضارات السومرية والآشورية والبابلية، وتختلف الألوان حسب عمر وذوق الزبونة".
وتوضح، أن "الأعمار التي تُقبل على شراء الأزياء الرمضانية تتراوح ما بين 20 - 60 عاماً، أما الأسعار فإن التصميم أغلى من الجاهز، خصوصاً إذا لم تكن له قطعة ثانية، لكن لا يمكن تحديد الأسعار كونها تعتمد على التصميم ونوع القماش والتطريز اليدوي".
يُشار إلى أن نوح كانت لها مشاركات في عروض أزياء محلية وعالمية، وارتدت أزياءها شخصيات مشهورة داخل وخارج العراق، وتلقت دعوات من عروض أزياء عالمية.
"استثمار شهر رمضان"
من جهته، يقول الباحث في الشأن الاقتصادي، أحمد عيد، إن "المرأة بطبيعة الحال مجتهدة في أعمالها الخاصة بها، أو اهتماماتها العملية في مختلف المجالات، ويمكن أن تستثمر المرأة العاملة شهر رمضان في تطوير أو تحقيق المكاسب الاقتصادية من جوانب متعددة".
ويضيف عيد لـ(المدى)، أن "الواقع المعيشي العراقي بات صعباً للغاية في ظل ارتفاع مستوى التضخم وتزايد مستويات الأسعار، بالإضافة إلى انخفاض القدرة الشرائية التي جاءت انعكاسا للظروف المالية والنقدية القائمة بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار قياساً بالرواتب المتدنية".
ويؤكد، أن "هناك مجالات عدة يمكن أن تستثمرها المرأة العاملة خلال شهر رمضان الفضيل، كأن تكون من خلال إبداعها في أطباق الطعام والحلويات التي تشهد إقبالاً واسعاً خلال هذا الشهر، أو استثمار وقت الفراغ في الإبداع والابتكار لجوانب أخرى كالتصميم المنزلي والعمل عن بعد أو حتى الخياطة والحياكة، فضلاً عن مستلزمات ومتطلبات استقبال العيد عند نهاية شهر رمضان، كالتجميل وحلويات ومعجنات العيد وغيرها".