TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يوميات (المدى) في باريس..مترو باريس يحتضن (4.5) ملايين راكب يومياً بعطر المادلين

يوميات (المدى) في باريس..مترو باريس يحتضن (4.5) ملايين راكب يومياً بعطر المادلين

نشر في: 4 سبتمبر, 2010: 06:27 م

باريس/ يوسف المحمداويتكلفة النقل من منطقة الى أخرى في باريس باهظة الثمن، خاصة إذا ما اتخذت سيارة الأجرة (التاكسي) ذات العداد اليوروي المرهق للجيب سبيلاً للتنقل، لكن في المترو يجد أصحاب الدخل المحدود، سواء من الفرنسيين، أو المقيمين الأجانب فيه الحل، حيث ان تكلفة التنقل في المترو تبلغ (1.60) يورو ولأية منطقة تشاء بينما تجدها في التاكسي تتجاوز الـ(20) يورو أحياناً.
توجهنا أنا والزميل سيف الخياط نحو ذلك الشبح الذي لم أره إلا من خلال الأفلام السينمائية، ولم أسمع عنه إلا من خلال تصريحات أمانة العاصمة بشأن مترو بغداد المزمع إنشاؤه بعد وصول التصاميم الخاصة به من قبل الشركة الاستثمارية الفرنسية. (380) محطة و(14) خطاًالطريق الى المترو يمر من خلال بوابات تجدها في أغلب ساحات باريس، خاصة القريبة من المعالم المهمة في العاصمة الفرنسية، والبوابة عبارة عن سلم يقودك الى كابينة قطع التذاكر، وتلك الكابينات التي تشبه الكشك بتصميمها تدار من قبل موظفين وموظفات وأحياناً لا تحظى بوجود تلك الكابينات، وتجد بديلاً عنها جهازاً الكترونياً تدفع المبلغ له ويعطيك التذكرة، مشابهاً في عمله كابينة التلفون الذي تدفع له المبلغ ليفتح الخط، وإذا كان المبلغ الذي دفعته أكثر من الثمن المقرر للتذكرة سيعيد لك المتبقي.من كراس توضيحي حصل عليه أخي كاظم من إحدى الموظفات العاملات في المترو وقام بترجمته، ان مترو باريس الذي افتتح عام 1900 ميلادية يتكون من (380) محطة يعمل عليها (14) خطاً على مساحة (211)كم، وجميع تلك المحطات هي تحت الأرض، وما يدلك عليها هي بوابات الدخول التي ذكرناها والتي تعلق في كل واحدة منها قطعة كبيرة كتب عليها (مترو) أو (رير) ويقصد بـ(رير) المترو الذي يذهب الى الريف الباريسي، علماً أن خطوط الـ(رير) غير داخلة ضمن الأرقام التي ذكرناها عن خطوط مترو باريس.أثناء قطعي للتذكرة لم ألاحظ قيام زميلي سيف بقطع التذكرة، لكنه استخدم كارتاً خاصاً ثبتت عليه صورته أدخلها بالجهاز ليحصل على التذكرة، وعرفت من حديثه أن هذا الكارت هو اشتراك شهري ويكون أرخص وأنسب للمقيم في المدينة وله فترة نفاد، ومن الممكن تجديد العمل فيه مرة أخرى، تذكرت حينها الاشتراك الشهري لمصلحة نقل الركاب الشهرية التي كان الموظف وطلبة الجامعات يواظبون على اقتنائها.. نعم تذكرتها وأنا أعرف تماماً أن تلك الحمراء لم يبق منها غير مصطبات حفرها الخراب بأظفاره، أما مظلاتها الحمر فقد انهارت تضامناً مع انهيار الاتحاد السوفييتي.rnتشكيل الحكومة قيد الانجازتوجهنا بعد كابينة القطع الى الباب الدائري الذي تنفذ من خلاله الى إنفاق المترو، يستقبلك جهاز مسطح في بدايته شق بقياس نفسه التذكرة، وكذلك في نهايته ترمي التذكرة في الشق الاول وتقوم باستلامها من الشق الثاني فيفتح لك باب الدخول ثم يغلق برمشة عين، وإذا ما تباطأت ولم تنفذ العملية بالسرعة التي حددها الجهاز فما عليك إلا أن تعود للكابينة لقطع تذكرة أخرى لأنه من غير الممكن استخدام التذكرة مرتين بعد أن دخل رقمها ضمن حاسبة الدخول، والسبب في ذلك كما عرفت هو لتفادي مرور شخصين ببطاقة واحدة في الوقت نفسه.(1.60) يورو من شانها أن تضر باقتصاد فرنسا وكم من المليارات في بلدي تهدر على مشاريع وهمية يدعي المسؤولون عنها انها قيد الانجاز، حتى أصبح مصطلح قيد الانجاز واجهة حضارية لدوائر ومؤسسات الفساد، والمصيبة ان هذا المصطلح انتشرت عدواه الى عملية تشكيل الحكومة، فهي لا تزال تراوح تحت يافطته.rnالخلل في تفكيريأدخلت تذكرتي بعد أن فعلها قبلي سيف وهرولت مسرعاً كما أوصاني ودخلنا النفق ونزلنا من سلم ودخلنا الى ممر واتجهنا يميناً ثم يساراً، وأنت تسير بالنفق تجد على جدرانه الإشارات الدالة على المحطة، أرقام الخطوط فيها، وترى الدعايات الإعلانية لأفلام سينمائية، لوحات ملونة لفنانين كبار، لافتات لعروض مسرحية وحفلات غنائية، تذكرت حينها لافتاتنا السود لضحايا العصابات والتفجيرات ونادراً ما تجد لافتة لوفاة طبيعية الا ما ندر، حتى أصبح الأمر طبيعياً حين يتصلون بك عن مأتم تجيبهم فوراً "في أي انفجار قتل"، ولا أدري ماذا تشمل مقارنتي إزاء ما قاله شكسبير "ليس هناك جميل أو قبيح، إنما تفكير الإنسان هو الذي يصور الجمال والقبح".. نعم يا وليام قد يكون الخلل في تفكيري خاصة عندما يكون الواقع الذي تعيشه مخبولاً.rnمترو من ذهب وآخر من خشبدخلنا عالم المترو، جلسنا على مساطب الانتظار دقائق.. نعم دقائق وجاء ذلك الذي كأنه قارب تدفع به الرياح والأمواج على بر سكته باتجاه شواطئ مريديه، قمت على الفور، أجلسني سيف قائلاً: ليس الخط الذي نريد، فخطوط المترو مرقمة من (1) الى (14) وكل مترو له لون معين وخط معين مثبت داخل لوحات موجودة ومؤشرة على جدران محطات الانتظار، وكذلك داخل المقطورة التي تستقلها حتى لا تجهل غاية وصولك.وجاء قاربنا الأصفر الذي سيقلنا الى الحي العربي، شكله وتصميمه الرائع من الخارج يحيلك الى لوحة حديد سريالية الألوان بالنسبة لي في الأقل، وأنا أحاول أن أطرد عن ذهني مشهد (الستوتة) الهندية المنشأ والتي هي عبارة عن دراجة كهربائية حورت لتكون ناقلة للركاب، خاصة في الأماكن المقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية، لنقل وتسهيل حركة الزائرين او صورة لعربات الحمل الخشبية وهي تن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram