ديالى/شينخوامع انسحاب نحو 90 بالمئة من القوات الامريكية في محافظة ديالى، عمدت تلك القوات إلى تسريح العشرات من المترجمين العراقيين العاملين معها، ما وضعهم امام تحديات الامن والبطالة ونظرة المجتمع السلبية تجاههم.
وقال خضير بدر، انه عمل مترجما مع احدى الوحدات الامريكية في المقدادية شمال شرقي بعقوبة، منذ أربع سنوات، الا أن الوحدة انسحبت، فوجد نفسه بين ليلة وضحاها بدون عمل بعدما كان عمله يدر عليه مالا وفيرا ساعده في الماضي على بناء وتكوين أسرته.وأضاف بدر، وهو يظهر توجسا وقلقا من تردي الأوضاع الأمنية بالوقت الراهن في عموم مناطق بعقوبة، انه يشعر بأنه امام تحد لابد أن يواجهه وهو تأمين حياته وحياة أسرته، مؤكدا أنه قرأ قبل أسبوعين منشورا تحريضيا لتنظيم ما يسمى بـ"دولة العراق الاسلامية"يهدد ويتوعد بالقصاص من المترجمين ويصفهم بالعملاء للمحتل.وأشار بدر إلى أنه لم يفكر قط أثناء عمله مع القوات الأمريكية انها سترحل يوما ما عن البلاد، معتقدا انها ستبقى على الأقل ربع قرن، مبينا انه يشعر بأن عليه أن يتلاءم مع الأوضاع الراهنة ويعمل على حماية أسرته بالانتقال إلى منطقة أخرى لايعرف أهلها طبيعة عمله في السابق مترجما مع القوات الامريكية حتى لايكون هدفا للجماعات المسلحة.وكان العشرات من المترجمين العراقيين لدى القوات الامريكية قتلوا وخطفوا وأصيبوا نتيجة هجمات شنتها الجماعات المسلحة المختلفة خلال السنوات الماضية في عموم مناطق محافظة ديالى.من جانبه قال تحسين زغير، الذي عمل مترجما مع القوات الامريكية لمدة خمسة أعوام، انه كان موظفا حكوميا في احدى الدوائر الخدمية حتى عام 2005 لكنه ترك الوظيفة والتحق للعمل في قاعدة امريكية بصفة مترجم بسبب الراتب الشهري الذي كان يعادل ثلاثة اضعاف راتبه الحكومي، لكنه لم يفكر في ما سوف يحل به في نهاية المطاف بعد رحيل القوات الامريكية عن البلاد وما هو مصيره بعد ذلك.وأضاف زغير، وهو يشعر بالندم لترك وظيفته الحكومية واصفا قراره بالخاطىء، انه عاطل عن العمل منذ اغلاق القاعدة الامريكية التي كان يعمل فيها، مبينا أن الراتب الذي كان يتسلمه من الأمريكيين ليس"مباركا"، ولم يستطع أن يدخر منه شيئا بسبب اسرافه مما جعله يعاني ضائقة مالية بالوقت الراهن.
شبح البطالة وهاجس الأمن ينتظران المترجمين فـي ديالى
نشر في: 4 سبتمبر, 2010: 08:12 م