بغداد – 964

منذ أسابيع، يحتفل الإعلام التركي المقرب من حكومة رجب طيب أردوغان باعتراف بغداد بأن حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة في العراق، ويتحدث مسؤولون أتراك بحذر عن تفاصيل عملية برية واسعة ستنفذ داخل الأراضي العراقية.

وتفترض الخطة العسكرية، وفقاً لبيانات رسمية وتقارير صحفية تركية، إنشاء منطقة عازلة تحاصر نشاط البككة من السليمانية حتى سنجار، لكن ليس من الواضح كيف ستجري العمليات بالتنسيق مع بغداد وأربيل والحشد الشعبي.

وفي تصريح نادر، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة باللغة التركية لقناة "سي أن أن ترك"، إن أنقرة "أجرت تفاهماً مع السيد فالح الفياض، بشأن الوضع في سنجار، لأنه يقود مؤسسة رسمية تمولها الدولة العراقية".

وقالت مصادر، لشبكة 964، إن العملية العسكرية التركية "سترسم ملامح توازن إقليمي جديد في المنطقة"، يشمل أيضاً العلاقة بين أربيل والسليمانية.

مصادر لشبكة 964:

اعتراف العراق بحظر العمال الكردستاني حدث تاريخي وله أبعاد سياسية، وسيضع جميع القوى السياسية بما فيها الحشد الشعبي وقوى كردية، أمام توازن مختلف ومحددات إقليمية.

تركيا تحاول عقد تسوية سياسية مع الاتحاد الوطني الكردستاني لحل الخلافات الداخلية في إقليم كردستان، حتى لا تكون العملية العسكرية المرتقبة شديدة الوطأة على مناطق في السليمانية.

الحزب الديمقراطي الكردستاني سيراقب بحذر تطور الأحداث في سنجار، خصوصاً مع بدء العملية العسكرية، ودخول الحشد الشعبي فاعلاً في الاتفاق الأمني بين بغداد وأنقرة.

ياسين عزيز – محلل سياسي كردي، لشبكة 964:

هناك مؤشرات بأن تركيا استطاعت أن تفرض أجندة معينة على الجانب العراقي، بجعل حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة.

هناك تحول واضح في السياسة العراقية بشأن التعامل مع هذا الحزب الذي يتواجد منذ نحو 4 عقود على الأراضي العراقية.

العمليات العسكرية التركية مستمرة ولم تتوقف منذ سنوات لاسيما خلال العامين الاخيرين.

تركيا منشغلة الآن بقوة في التحضير لعملية أوسع تهدف الى ترسيخ تواجدها العسكري في العمق العراقي في حدود إقليم كردستان بين 40 إلى 50 كيلومترا.

الميزة التي تساعد تركيا في هذه العمليات هي جغرافيا انتشار قواتها داخل الحدود العراقية، لأن هذه المناطق ترتبط مباشرة بالأراضي التركية.

بخصوص سنجار، حيث يحظى عناصر حزب العمال بدعم داخلي رسمي من قبل الحشد الشعبي، فإن أي عملية عسكرية هناك يجب أن تحظى بموافقة الحشد الشعبي الى جانب موافقة الحكومة العراقية.

أشك في أن تتجاوب الأطراف العراقية مع مطالبات أنقرة بشن عملية واسعة في سنجار لأن هذه المنطقة لا تهم الجانب العراقي فقط سواء الحكومة وقواتها الرسمية والحشد الشعبي بل تهم إيران بشكل مباشر، بسبب أهميتها الستراتيجية، ونعلم أن هناك شداً وجذباً بين إيران وتركيا حول كثير من الملفات على الساحة العراقية.

الناصر دريد – محلل سياسي، لشبكة 964:

تركيا ترفض كشف كافة التفاصيل الخاصة بالعمليات ضد حزب العمال الكردستاني الموجود في شمالي العراق، حتى لا تسمح لعناصر الحزب بالتحرك.

تركيا حددت بعض النقاط الموجودة في كردستان من أجل تنفيذ عمليات ضد العمال الكردستاني، ووفقا لتصريحات حكومة أنقرة فإن العمليات ستكون بعمق 30 كيلو داخل الأراضي العراقية.

حسب المعلومات المتوفرة فان جميع عناصر حزب العمال الكردستاني يتواجدون في جبل قنديل فقط، فضلاً عن انسحاب أعداد منهم إلى سوريا وإيران.

هناك تساؤلات بشأن شمول محافظة السليمانية بهذه العمليات خصوصاً بعد البيان التركي الأخير بشأن الاتحاد الوطني الكردستاني وصلاته بمجموعات تزعم تركيا أنها حليفة للعمال الكردستاني، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع أزمة حقيقية على كافة الأصعدة.