يصدر قريا كتاب بعنون "العالم الغني، العالم الفقير..النضال من أجل الهروب من الفقر" لوزير المالية السابق علي علاوي . والكتاب دراسة شاملة عن " كيفية خوض البلدان الفقيرة في العالم صراع عبر العقود للهروب من واقع الفقر الذي يعيشوه" .علاوي مؤلف كتاب أزمة الحضارة الإسلامية، هو كاتب أكاديمي وصاحب آراء جازمة مع ذلك فانه منصف. يكتب علاوي ان هناك قلة خلال عام 1945 من انكروا بان القوى الامبريالية قد استغلت المستعمرات بلا رحمة وان حركة مناهضة الاستعمار لا يمكن ايقافها. ويقدم الكاتب سردا زمنيا لما حدث بعد ذلك. الهيمنة الأميركية والحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي والبروز المستمر للولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية. احداث مألوفة وشخصيات سياسية ظهرت، ولكن يؤكد الكاتب علاوي على جهود لمساعدة دول نامية ويستعرض فريقا واسعا من علماء اقتصاد، كثير منهم مجهولين بالنسبة لعامة القراء، التي أثرت أفكارهم المتباينة على نحو واسع على سياسة الحكومة. قد يصاب القراء بخيبة امل عند اكتشافهم بان حملات ثمينة عديدة في القرن العشرين بذلت لاجتثاث الفقر قد اثمرت عن نتائج عادية غير مبهرة. حيث ان انتصار السوق الحرة في حقبة الثمانينيات، المستمدة من سياسات رونالد ريغان ومارغريت تاتشر ، وانهيار الاتحاد السوفيتي في حقبة التسعينيات ، لم تؤد الى تحسين الأوضاع. ومع بداية القرن الحادي والعشرين ، احتار اقتصاديون حول استثناءات نادرة بضمنها " النمور الاسيوية " الأربعة – تايوان وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وسنغافورة – التي برزت للازدهار والرفاهية رغم تحذيرات خبراء ضد تدخل الحكومة في السوق الحرة. وكان تدخل حكوماتهم قد أثمر عن نجاحات ضخمة. عندها انفتحت الأبواب على مصراعيها وتراجع الفقر العالمي ، ولكن كان ذلك " محسوب بالأساس على التوسع المذهل للاقتصاد الصيني " . وما يزال خبراء حائرون في تفسير كيف أنتجت أمة ، محكومة بنظام الحزب الواحد مع غياب أي اهتمام لحقوق الانسان ، لهذه المعجزة . ويطرح علاوي نظريات ثاقبة ولكن غير مفضلة، ويتفادى مشاركة زملاء، كثير منهم في الثلاثين من العمر الان، توقعاتهم بانهيار الصين الوشيك.
علي علاوي يكتب عن الصراع للهروب من الفقر
نشر في: 26 مارس, 2024: 11:48 م