متابعة المدى
يستعد الاستاذ الدكتور إحسان فتحي- المعمار العراقي المعروف، والأكاديمي، والخبير في شؤون الحفاظ المعماري، الى اصدار كتاب انسيكلوبيدي عن الفنانين التشكيليين العراقيين. والفنان المعمار احسان فتحي عٌرف باهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي، على نهج المعمار الراحل المعروف رفعة الجارجي.
يقول المعمار د.فتحي عن عمله هذا: "منذ الثمانينيات وانا مولع جدا بتصوير وتوثيق منجزات الشخصيات الفنية والمعمارية والثقافية العراقية لانني اعتقد باهمية هذا العمل، وبسبب ضعف التوثيق المتوفر في العراق بشكل عام، وحتى ان وجد، فانه عادة ليس بالمستوى المطلوب. ونشرت قائمة باسماء وصور بعض الفنانين العراقيين الذين صورتهم خلال السنين الماضية، علما بانني اعددت، ومنذ 20 سنة، توثيقا مفصلا لاكثر من 700 ملف لاهم الفنانين التشكيليين (حي ومتوفى) يحتوي على اهم اعمالهم الفنية حسب التسلسل التاريخي، وصورهم الشخصية، وتواقيعهم، وما نشر وكتب عنهم..الخ. ووصل هذا الملف حتى الان الى 80 ألف صورة ووثيقة. وسأحاول قريبا نشر هذه المعلومات على شكل كتاب انسيكلوبيدي عن الفنانين العراقيين".
ويعتبر هذا الجهد من المعمار فتحي، جزءا من جهوه في حفظ الذاكرة العراقية من خلال الاهتمام بالوثيقة والصورة لكل جوانب الحياة في العراق، ولاسيما الجوانب الفكرية والفنية. وكان المعمار د.إحسان فتحي قدر أصدر في وقت سابق كتابا عن الفوتوغراف بعنوان (عراقي) وهو إنه كتاب كتاب مميز. وتميزه ليس فقط ينبع من طبيعة موضوعه ومحتواه، وإنما بقطعه غير العادي وتصميمه، وبعدد صفحاته 512 صفحة، والتي جلها ملونة. وبطباعته النظيفة والأنيقة معاً. وضم الكتاب الذي أضاف مؤلفه إلى عنوانه الرئيس، عنواناً جانبياً “سيرة ذاتية فوتوغرافية..وأكثر”؛ يحتوي على نصوص كتابية، مع مجموعة صور مختارة من مناطق العراق كافة. يتعاطي النص مع “محطات” هامة مستقاة من سيرة حياة كاتبها. وهي محطات تتماثل مع مصائر سير حياة كثر من مجايليه من مهنييّ العراق ومثقفيه: ذكريات الطفولة والمراهقة في أمكنة معينة، ثم السفر إلى الخارج للدراسة، والرجوع إلى الوطن، بمهنة جديدة، و..عيون جديدة, وبعدها التوظيف، ثم السفر مرة أخرى للخارج لإكمال الدراسة العليا، والرجوع ثانيةً إلى البلد الأم، وممارسة الاختصاص في المؤسسات الرسمية وخارجها.
ويسرد د.فتحي في كتابه هذا فصلاً يشير به، إلى حبه واهتمامه في نشر الثقافة المعمارية بعامة وتجلياتها الحفاظية بشكل خاص، والذي اُعتبر هو، أحد مختصيها البارعين، بل وعدّ مؤسساً لموضوعها في أروقة الدرس الأكاديمي وخارجه. ومن الجدير بالذكر، أن أ.د.إحسان فتحي عمل عميدا كلية العمارة والتصميم في جامعة عمان في الاردن الأهلية وكان هو أول عميد لكلية الآداب والفنون، وله بحوث وكتب منشورة عديدة، بالإضافة إلى عمله كخبير بمنظمة اليونسكو في مجال الحفاظ على التراث الثقافي في العام العربي.