TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ماذا تريد السيدة النائبة ؟!

العمود الثامن: ماذا تريد السيدة النائبة ؟!

نشر في: 26 مارس, 2024: 11:54 م

 علي حسين

مرة أخرى، تخرج علينا السيدة عالية نصيف بخبر من الوزن الثقيل ، فالنائبة التي لا تريد أن تفارق مواقع التواصل الاجتماعي ، وتسعى للحصول على لقب نجمة الشاشة ، قررت أن تدافع عن القضاء العراقي ، بعد أن قضت سنوات جلوسها على كرسي البرلمان وهي تدافع عن مصالح الشعب ،

 

حيث أخبرتنا الأنباء أن السيدة عالية نصيف تقدمت بدعوى قضائية ضد مشعان الجبوري، على خلفية اتهامه للمحكمة الاتحادية العليا بتهديده. النائبة اعتبرت تصريحات الجبوري، عن تلقيه التهديد "إساءة" للمحكمة والقضاء، وقالت في مذكرة الدعوى إن "الجبوري هدد رئيس المحكمة الاتحادية بعد صدور قرار إنهاء عضويته من البرلمان " .

جميل جداً أن يخرج علينا نائب ليدافع عن القانون والقضاء ، لكن الأجمل لو كانت المحكمة الاتحادية هي التي طالبت بالاقتصاص من مشعان الجبوري وفندت ما قاله وقدمته للقضاء بتهمة الإساءة لأعلى سلطة قضائية في البلاد ، لكن ما حصل ياسادة هو صمت المحكمة الاتحادية ، وهو صمت يذكرنا بإطلالة الفنان الراحل جعفر السعدي وهو يعلق على مثل هذه الأمور بجملته الشهيرة " عجيب أمور .. غريب قضية " .

أن تحتفظ المحكمة الاتحادية بصمتها ، بينما السيدة عالية نصيف ترفع سيف الدفاع عن القضاء فهذا ما لا يصدقه عاقل، إذا عرفنا أن السيدة النائبة كانت من قبل تكيل المديح لمشعان الجبوري عندما كان يكيل هو المديخ لائتلاف دولة القانون .

ماذا كان يضير المحكمة الاتحادية لو أنها لم اقامة دعوى قضائية ضد مشعان وكذبته ، عشنا للاسف مع المحكمة الاتحادية فصول مؤلمة ابتدات أنف عام 2010 عندما وضعت تفسيراً للكتلة الأكبر، كان الغرض منه سد الأبواب أمام أياد علاوي في تشكيل الحكومة، في ذلك الوقت حصل علاوي على 91 مقعداً بينما حصل المالكي على 89 مقعداً، فوجدنا المحكمة تصدر قراراً غريباً، ساهم في انهيار البلاد.. وأتمنى أن لا يتصور البعض أنني أدافع عن أياد علاوي، ولكن ما فعلته المحكمة الاتحادية في ذلك الوقت فتح الباب أمام القضاء ليتحول من مؤسسة مهمتها الحفاظ على القانون وتطبيقه إلى مؤسسة سياسية.

ما يحدث اليوم يثبت أن هناك من يريد ان يدخل البلاد في مرحلة صعبة لا يعرف أحد نتائجها. وكنت أتوقع أن المحكمة الاتحادية ستكون أكثر جدية وحرصاً وان تسعى لبث للناس الأمل بالاستقرار والطمأنينة.

أدرك جيداً أن التجاوز على سلطة القضاء مرفوض ومدان ونقف جميعاً ضده، لكن للأسف القضاء ومنذ سنوات أحب لعبة الاشتباك مع السياسة، ولهذا فالناس كانت وما زالت تريد من المحكمة الاتحادية أن تساهم في مساعدة البلاد على دخول المستقبل، وبناء دولة تقوم على أساس حق المواطنة لا حق الساسة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram