علاء المفرجي
نعى السينمائيون البوسنيون الشاعر وكاتب السيناريو البوسني عبد الله سيدران، الذي يقف وراء أعمال المخرج اليوغسلافي أمير كوستريتشا من خلال كتابة سيناريوهات أفلامه، ومن ضمنها فيلمه الأول (هل تتذكر دوللي بيل؟) وفيلمه الاخر (حينما ذهب والدي للعمل) الذي رشح لجائزة الاوسكار، وحصل في نفس العام على سعفة كان الذهبية، والدب الفضي في فينيسيا، إضافة لكتابة سيناريو فيلم المخرج أديمير كينوفيتش (كودوز).
ولد الكاتب عبد الله سيدران الي يعتبر من أكثر الكتاب تأثيرًا في كل من البوسنة والهرسك ويوغوسلافيا السابقة، في عام 1943 في سراييفو خلال الحرب العالمية الثانية، واشتهر سيدران بتأليف كتاب الشعر (تابوت سراييفو) عام 1993، ومن اعماله أيضا:، قبر لماذا تغرق البندقية والعديد من الكتب الشعر. وخلال مسيرته الطويلة، حصل سيدران على العديد من الجوائز عن أعماله في الأدب والتلفزيون. حصل على "جائزة الحرية" من مركز القلم في فرنسا عن مجموعته الشعرية المؤثرة "تابوت سراييفو" التي نُشرت خلال حرب 1992-1995 في البوسنة والهرسك. وكان لسيناريوهات سيدران مساهمة كبيرة في السينما في يوغوسلافيا السابقة، وتم الاحتفاء به بسبب سيناريوهاته المتميزة لأفلام حازت على استحسان النقاد في جميع العالم. وشغل سدران أدوارًا مختلفة، بما في ذلك العمل كمحرر لمجلات الشباب. حتى عام 1992، شغل أيضًا منصب كبير المسرحيين في تلفزيون البوسنة والهرسك، لكنه قضى معظم حياته المهنية ككاتب محترف.
ومع ازدياد شهرة سدران، تُرجمت أعماله الشعرية إلى الفرنسية والإيطالية والألمانية والسلوفينية والسويدية والعربية والتشيكية والبولندية والألبانية والإنجليزية. وأكسبته الطبعة الإيطالية من قصائده عن حصار سراييفو جائزة بريميو ليتاراريو المرموقة لعام 1996 مما عزز مكانته كشخصية أدبية رئيسية.
وبالرغم من الشراكة والشهرة بين سيدران وكوستريتشا فقد انتهت صداقة بينهما بحدة بسبب الحرب في البوسنة والهرسك، عندما اتخذ المخرج موقفًا قوميًا صربيًا بينما عارض الشاعر محاولات إنشاء "صربيا الكبرى".
وفي اخر لقاء صحفي معه تحدث فيها عن الثقافة والحياة بشكل عام في سراييفو والبوسنة والهرسك وفي يوغوسلافيا السابقة، وعن الحنين الى يوغسلافيا قال: " أعتقد أن يوغوسلافيا لم تنهار بسبب استقلال جمهورياتها، بل أصبحت مستقلة بسبب انهيار يوغوسلافيا. ومشكلة الحنين اليوغوني معقدة. أولاً، هناك الكثير من علم النفس في الأمر لأننا لا نعرف حقًا ما الذي نشعر بالحنين إليه. هل لأننا كنا أصغر سناً وأجمل، أم بسبب ما كان وهماً أو حقيقة الحرية بكل معنى الكلمة. في اللغة السياسية، من الواضح أنها كانت دولة رفاهية، وتم ضمان الحد الأدنى من حقوق الإنسان، مثل التعليم والرعاية الصحية، وهذه الآن، بالنسبة لذلك، فاشية، ليست نيوليبرالية ولا أي شيء. لذا، وبهذا المعنى، كانت يوغوسلافيا وستظل أفضل وأفضل، فرسًا ميتة، لكنها تتحسن يومًا بعد يوم". كما يقول. ويطرح على نفسه السؤال "لماذا"، ويضيف سيدران: أن واقعنا يزداد سوءا. بهذه الطريقة، من المفهوم والمبرر أن أشعر بالحنين إلى الجنوب، حيث لدي الكثير من الخبرة، مع تلك المعاطف الجلدية التي صنعت من أجلها أفلامًا ونصوصًا سينمائية، وأبلغت عنها، وتعرفت عليها بسهولة.. . ذهبت إلى يايسي في 29 نوفمبر، وهناك ألفان أو ثلاثة آلاف شخص، وإذا صفتهم أمامي، كنت سأنتقل من واحد إلى الآخر وأقول: لقد انهار كل شيء في يوغوسلافيا، وبقيت الخدمات على حالها. واليوم، في الدولة المتفككة، عندما يكون لدينا دول جديدة مستقلة، تتعاون هذه الخدمات بشكل أفضل مما كانت عليه عندما كانت تحت سقف دولة واحدة. "