TOP

جريدة المدى > هلا رمضان > الهيل..نكهة وعطر في كل وقت ولكل طعام

الهيل..نكهة وعطر في كل وقت ولكل طعام

نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 07:45 م

احمد كاظممن هبات الطبيعة هذا التنوع المذهل في أصناف الأعشاب الطبيعية التي تتعدد ألوانها وعطورها وهيئاتها وكذلك فوائدها، حتى الضار منها مفيد من وجه لآخر، ولقد كتب الكثير قديماً وحديثا عن الأعشاب والتوابل والنباتات المفيدة للانسان، كل له مستواه وامكاناته الثقافية والتجريبية، ودار جدل بين العطارين واخصائيي طب التغذية،
 وهناك من المتمسكين بالطبيعة والذين مارسوا الطب جيلا بعد جيل منذ اكثـر من الفي سنة يعتمدون النباتات والاشجار المفيدة ويعتبرونها مصدرا لصناعة العقاقير والشفاء من الامراض، وحتى الطب الحديث بدأ يستعين بهذه الأعشاب والنباتات، فالصينيون واليابانيون والاميركيون عادوا الى زراعة الاعشاب الطبيعية، وهي الوحيدة وستبقى وحيدة من اجل الشفاء.يقول مهدي محمد وهوعطار وابن عطار وحفيد العطارين قال: نشأت في حي شعبي وتعلمت وحصلت على خبرات في مجال الشجيرات والنباتات والاعشاب الطبية، وانا الآن ومنذ 32 سنة بين قزحة والشمار والسنوت، وبلح الصحراء، وحب الملوك، والعطاس، والنعمان، والنرجس والعزيب، والخزامى (اللواند)، وفقوس الحمير، وكف مريم، ورجل الحمام، ورجل الاسد، ولو عددنا واحصينا الانواع لتعدت المئات من النباتات الطبية والعطرية، وانا واخواني نذرنا انفسنا لتطوير التداوي بالنباتات الطبية استعجالا في علاج المرضى من دون رعب او خوف من هذه الاعشاب، فلنشكر الخالق عز وجل على هذه الطيبات ولا نسرف فيها، فالله لا يحب المسرفين.ويتحدث مهدي عن شجرة من الفصيلة الزنجبيلية تنمو في سيلان ومدغشقر وسيام وجزر الهند الشرقية، وهي شجرة الهيل التي هي نبات عطري، ولها عدة اسماء: قاقلة، حبهان، وسماها ابن البيطار وابن رسول «هبل بوا» (خيربوا). الحبهان مأخوذ من الهيروغليفية (حمامو ــ حماما ــ حمم). وفي الانكليزية يسمى Cardamon، وشجرة الهيل من وحيدات الفلقة ويستفاد من حبتها (الهيل). ومن الهيل ما يزرع وينبت في افريقيا. اشهر اصنافه صنف صغير يمتاز بقوة رائحته، وصنف كبير بري اضعف رائحة وافضل الثمار المقفلة. ويقال انه من فصيلة القاقليات، وسموه ايضا قاقلة.والقاقلة هيل حبشي حجمه كالبصلة الصغيرة، ويوضع أيضا مع الشاي.كما وصف في الطب القديم بأنه يعين على الهضم، ويمنع غثيان المعدة، ويفتت الحصى في الكليتين مع ماء الرمان، ويفيد الهيل في الصرع، وفي افاقة المغمى عليه، ولكنه يجلب النوم اذا ما أُكثر منه، ويشفي الأورام.ويضيف :حديثا اكتشف انه يعالج الإمساك، وهو مسكن للمغص الكلوي والمعوي، وينبه القلب، وينشط الهضم، وضد الضعف الجنسي والطمث، ومضاد للغازات، ويحسن طعم الاغذية، ويعطر رائحة الفم إذا وضعت كل يوم حبة او حبتين. واثبتت الدراسات الأخيرة ان هناك أكثر من 15 الى 17 مُركبا في الهيل، وأكثر واقوى نبات عطري يكافح الجراثيم، وأي شيء دقيق يؤذي جسم الانسان الهيل يقضي عليه، خاصة الجراثيم التي تعيش بين الاسنان وحولها، والحبهان يحافظ على الأسنان من النخر ويمنع تسوسها، ويكافح حب الشباب على الوجه ويمنع التهابه، ويدخل الهيل في تركيب الأدوية والمراهم لأن زيته الطيار يحتوي على: سينول Cl0 H180 ــ Cinolبورنيول Cl0 H180 ــ Borneolكافور Cl0 H180 ــ Camphr.ومن فوائد الهيل استخدامه بإضافته إلى الشاي والقهوة، فهو كباقي الأعشاب وأفضلها، ينافس كل تابل بدونه، أضفه الى الشاي الاخضر خاصة يبعد عنك الضيق الصدري وذبحته، وتشعر ان دماغك في هدوء وسكون، وأفضل علاج لتخفيف نسبة الكوليسترول، ويهدئ منطقة الحوض، والطازج منه له تأثير قوي على القوة الجنسية واقوى من المطبوخ منه. وفي المانيا واسكتلندا والدول الاسكندنافية يفضلون الهيل مع الفطائر المتبلة، واما اهل العراق والخليج بصورة عامة فيضيفون الهيل مع المحلبية والحليب والشاي، ومع الأرز، ومع عجينة اللقيمات وصب الكشفة، وزيته يستعمل في صنع الكاري «Curry» والفطائر وبعض الحلويات والمخللات الخليجية والعربية لا تخلو منه، كما يضاف الى الماء قبل شربه، ولتحسين طعم الاغذية يغلى مع السمن القديم أما داود خليل صاحب الخبرة الطويلة التي اكتسبها من أجداده، والذي قدم للمطبخ العراقي التوابل وطحنها منذ 25 عاما ، قال: يعد حب الهيل من التوابل المشهورة والقديمة التي نمت طبيعيا في جنوب الهند، وانتشرت زراعته في سريلانكا - غواتيمالا - الصين - تنزانيا - اليابان، والهيل ينمو بريا في الغابات القريبة من جنوب الهند، أوراقه ملساء ويصل طول الشجرة حوالي 20 سم، وأزهارها صفراء، والثمرة هي كبسولة تنشأ في بيض سفلي ثلاثي الأضلاع، وغلافها أصفر يحتوي من الداخل على ثلاثة مساكن، فيها بذور سوداء صغيرة متماسكة.وقال خليل: هناك أنواع وبدائل اقل جودة، مثل هيل صيام وهيل بتال وهيل جادة وهيل الشاذ. والهيل الحقيقي هو «كارداموم اليناريا»، والهيل الهندي معروف بنوعين، هيل مالايار وهيل مايسور، اما النوع الثاني فهو اكثر عطراً لأنه يحتوي على لسينول وليمونين بنسبة عالية، وهو مضلع وله ثلاث زوايا، ولديه طعم اثقل، ويحتفظ بلونه الأخضر، واما نوع مالايار فمستدير متناسق القوام، له طعم ناعم لطيف، تحتوي بذوره على زيت متطاير يستخدم في العطور، يحتوي الزيت المتطاير على تيريبنييز وتيربينيول وسيت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

عيدالفطر المبارك في ربوع وادي الرافدين..بانوراما حافلة نسيجها الحب والتواصل والأفراح

احمد كاظممناسبة العيد في ضمائر العراقيين لحظة تاريخية فارقة، فبعد عناء شهر كامل من الصوم يأتي عيد الفطر كمكافأة عظيمة للصائمين، ولا يذكر العيد، الا وذكرت (العيدية) والحدائق ومدن الألعاب والدواليب والملابس الجديدة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram