صوت جهوري رخيم..نابع من حنجرة صبي يبلغ من العمر تسع سنوات يجوب إحدى مناطق مدينة الناصرية بعد منتصف الليل لأداء طقوس رمضانية..حيث فوجئ أبناء مدينة أورالأولى بالصبي وهو يصرخ بصوت خافت وعفوي سحور..سحور اصحى ياصائم (المسحراتي) يطلق عليه في اللهجة العراقية أبو طبيلة تراث رمضاني كان أول من استخدمته الدولة العثمانية وامتدت حتى أصبح من الطقوس التي عكف البعض على ادائها في كل عام من هذا الشهر الفضيل
مصطفى فائز الطفل أبو طبيلة اصغر مسحراتي في الناصرية أو بالكاد في العراق تأثر بهذه الطقوس وراح يقتني طبلته الصغير وعصى اشتراها من احد أقاربه من منطقة سفوان وقال انا احب إن اكون ابو طبيلة لأصرخ بصوتي ياصائم سحور حيث اتمنى ان تكون حنجرتي صوتها عالياً كما هذا العراقي الرياضي الذي لم اعرف اسمه يصرخ من على مدرجات الملعب، ساعدته في الحديث وقلت له تقصد (قدوري) نعم عمو قدوري لان صوتي لايسمعه احد وخصوصا في ظل زحمة التكييف وصوت المبردات وغيرها، أبناء حي اور فوجئوا بالصبي وهو يجوب المنطقة وقالوا بارك الله بك والله يكثر من أمثالك . وفي الساعة الواحدة من ليلة البارحة من رمضان إصر مصطفى ان يرتدي الدشداشة والكوفية وربط الحزام ووضع الطبلة على بطنه ومسك العصى بيده الا ان والدته ام مصطفى خافت عليه وعزمت أمرها وراحت تنتظره وتتابع تحركاته خوفا من الظلام ونباح الكلاب السائبة..وهذا ماشاهدته فعلا وانا التقط الصور له ليلا وطالبت والدته المستشفى البيطري والبلدية ان تقوم بحملة موسعة لقتل الكلاب السائبة والحفاظ على ارواح الاطفال او المارة ليلا وخصوصا وهناك زيارات ليلية بين العوائل العراقية واسترسلت والدة مصطفى ان طقوس ابو طبيلة بدات بالانقراض خلال الفترة الماضية وذلك لوجود الجوامع والحسينيات التي ساهمت من خلال مكبرات الصوت على تنبيه الصائم ان استيقظ للسحور فضلا عن اجهزة الموبايل التي ساعدت هي الاخرى بصحوة النائم من خلال المنبه او الاتصال بين الاصدقاء او الاقارب او الاهل بعضهم البعض.مصطفى استكمل حديثه وقال سأستمر في كل شهر رمضان ان أمارس طقوس ابو طبيلة لاني اتمنى من الله ان يجعل لي مخرجا ويرزقني انا وعائلتي من حيث لا احتسب وهذا عمل خير يضيف لي حسنات عند الله سبحانه وتعالى ومن عمل مثقال ذرة خير يرى.. موضحاً.. انا أردت في العام الماضي ان أقوم بالمسحراتي لكن لم تهيا لي الظروف وصراحة خفت بسبب ظروف (ماكلك بيها).وعن ممارسة طقوس ابو طبيلة..اجاب انا أشاهد المسلسلات الرمضانية وكنت متعلقا بابو طبيلة وطلبت من والدي شراء المستلزمات الخاصة به وفعلا ذهبنا الى منطقة سفوان في البصرة واشتريت الطبلة والدشداشة والكوفية .وأريد أن اقول لك شيئاً اني احد طلبة الحوزة في حسينية ام البنين في منطقة اور وانهل الدروس الدينية من رجل دين يوميا الساعة التاسعة صباحا..واحضر مآتم وعزاء الامام الحسين عليه السلام..وادعو اخوتي الصغار إلى الصلاة والصوم اذ تكلف شرعا مع احترام الوالدين واحترام الكبير والجيران.وفي النهاية دعا الله سبحانه وتعالى ان يمن على العراق وشعبه بالخير والصحة وان يحفظ العراق وأمة الاسلام من كل مكروه..وان تتسامح القلوب في هذا الشهر وان تتصافح القلوب قبل الايدي بين كل الناس والمسلمينعن: موقع سوق الشيوخ نتrn
أصغر (مسحراتي) في مدينة الناصرية
نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 07:50 م