يبدو ان فوز الاُسود "الجديد" على منتخب الاردن الاخير قد أعاد "لغة" التفاؤل للجميع ، ومنح الفرصة لمنتخبنا ليحجز له مكانا تحت "شمس" المونديال التي ستكون "حارقة" في منتصف عام 2014 وستكون رائعة فيما اذا نجح مدرب منتخبنا البرازيلي زيكو في إعادة جميع أوراقه استعداداً للنصف الثاني الأصعب من هذه التصفيات لاسيما بعد ان عاد منتخبنا ومعه منتخبات استراليا وعُمان والاردن جميعا الى "المربع" الأول بعد فوز منتخبنا "الجديد" الذي لا تختلف أعمار أغلب لاعبيه عن أعمار لاعبي منتخبنا الوطني الذين "شطب" زيكو وبجرة "قلـم" جميع اسمائهم من قائمة المنتخب على طريقة " الإجتثاث " سيئة الصيت ونسي ومعه الكثير من المتابعين الذين "هللوا" معي بفوز منتخبنا الذي أكد اغلب لاعبيه على حاجتهم للخبرة بفوز منتخبنا على الاردن بشق "الأنفس" وبعد ان تعملق الحارس نور صبري في وجه عدد من الكرات الاردنية التي كانت واحدة منها في حال دخولها تكفي لقتل جميع آمال منتخبنا في مواصلة مشوار التصفيات حتى النهاية .
وكشفت تلك المباراة عن حاجة منتحبنا للكثير الذي يجب على البرازيلي زيكو أن يبدأ العمل فيه لغلق المنافذ والثغرات التي كانت "عنوانا" كبيرا لخط دفاع المنتخب الذي وكما قلت قد حقق فوزا بشق الأنفس على المنتخب ألأردني الشقيق نفسه الذي سبق وتمكن لاعبونا "الشياب" و"المجتثون "من تمزيق شباكه بثلاث كرات "عراقية" الطعم واللون والرائحة ويتذكرها الجمهور الاردني الواسع الذي حضر لمتابعة تلك المباراة جيدا والتي منحت منتخبنا "الشايب" فرصة التربع على رأس المجموعة التي ضمتنا الى جانب الاردن والصين وسنغافورة.
المهم تمكن حمادي احمد من تسجيل هدف منتخبنا في مرمى عامر شفيع وبث ذلك الهدف الفرحة في قلوب جميع العراقيين وأعاد الأمل للكرة العراقية في التواجد على ضفاف الأمازون عام 2014 وفي الوقت نفسه منح زيكو هذا الهدف فرصة اخرى ليؤكد من خلالها على انه مدرب كرة قدم وليس "جوّال" بين البرازيل والمباريات التي يلعبها منتخبنا في الدوحة او في بلاد الدنيا الاخرى ولاسيما بعد ان نجح هذا المدرب في حصد نتائج "مغامرته" غير المحسوبة عندما قرر "قلـب" منتخبنا على "البطانة" وأجرى تغييرا كبيرا في صفوف المنتخب الذي يحتاج بعض التغيير ولكن ليس في هذه الصورة التي "سرَّح" مجموعة من ابرز لاعبي الكرة العراقية في هذه الفترة من تأريخها من دون ان يقول لهم كلمة "شكـر" واحدة على ما قدموه من انجازات للكرة العراقية وكانوا سبباً في كثير من المباريات التي حوصر زيكو فيها في خانة "اليــك" في بقائه مدربا للاُسود ومن تلك المباريات مباراتنا مع الاردن الاولى في التصفيات الآسيوية المؤهلة للدور الحاسم في هذه التصفيات التي جرت في عمّان وانتهت بفوز الاُسود بثلاثة اهداف كبيرة ولكن زيكو وكما يبدو قد شعر بأن اوراقه التدريبية قد بدأت تحترق الواحدة تلو الاخرى وخاصة بعد فشله في قيادة منتخبنا في مبارياته الاربع الاولى التي تعادل في اثنتين منها امام الاردن وعُمان وخسر الإثنتين الأخريين امام اليابان واستراليا وحتى يتمكن زيكو وبحس "محترف" من "خلط" جميع الاوراق مرة واحدة رمى بورقته الاخيرة في ملعب اللاعبين واجرى تغييرا هائلا في تشكيلة منتخبنا ومنح الفرصة لعدد من اللاعبين الذين لم يخيبوا ظن هذا المدرب بالرغم من تعرضهم للخسارة الاولى امام اليابان والثانية امام استراليا والخسارتان طبيعيتان وخاصة منتخبنا يلعب بلاعبين جدد يفتقرون الى خبرة اللاعبين الكبار في مثل تينك المواجهتين وفي المباراة الخامسة التي كانت الخسارة فيها لا سمح الله كانت ستضع حبل "المشنقة" في "رقبة" الكرة العراقية وستكون الخاسر الوحيد في الإجراء الذي قام به المدرب زيكو الذي وكما قلت سابقا بأنه مدرب "مقامر" واعتاد على الخسارة ولهذا لن تؤثر خسارة المنتخب امام الاردن عليه، لأن منتخبنا سبق له وخسر امام الاردن قبل عام ونيف وكذلك خسر امام اليابان واستراليا قبل اقل من شهر و"المبلل" لا يخشى المطر كما يقول المثل العراقي.لذلك اعتقد ان على زيكو ان يستمر في مغامرته هذه التي غطى الفوز على الاردن فيها على الكثير من "عيوب" هذا المدرب التي كانت عنوانا لطريقة عمله في الفترة الماضية ويبدأ مجدداً في رحلة "الألف ميل" لقيادة منتخبنا للحصول على البطاقة الثانية من البطاقتين المؤهلتين لنهائيات "السامبا" ويستغل كل دقيقة من دقائق الايام القادمة لبناء منتخب عراقي قوي فنياً وبدنياً وتكتيكياً لمواجهة منتخب اليابان في الدوحة في الربع الاول من العام المقبل وبعد ذلك يتوجه للقاء منتخبي عُمان واستراليا في مسقط وسيدني وهنا تسكن "العبرات" لأن هذين المنتخبين ما زال لديهما الأمل في انتزاع البطاقة الثانية لهذه المجموعة ،وتشكل هاتان المباراتان صعوبة على آمال منتخبنا ولهذا وكما اسلفت يجب على زيكو ان يستغل كل دقيقة من الزمن المتبقي لهذه التصفيات ويقوم ببناء منتخب عراقي قادر على المواجهة الصعبة خاصة وبين يديه مجموعة هائلة من لاعبي الخبرة والشباب إذا كانوا من الجيل "المجتث" او من الجيل الحالي للمنتخب وكذلك لديه في الوقت نفسه اكثر من فرصة للنجاح منها مباريات غرب القارة الآسيوية التي ستنطلق بعد ايام في الكويت ومباريات دورة الخليج العربي 21.