متابعة المدى
أزدحم الموسم الرمضاني الجديد باعمال درامية كثيرة، وبصرف النظر عن المستوى الفني لهذه الأعمال إلا أنها تميزت بتقديم وجوه شابة سيكون لها في قادم الأيام حضورا فاعلا في الدراما المحلية، وهو الذي ميز دراما هذا الموسم.
ولم يكن ظهور هذه الوجوه من الممثلين لتكملة عدد ما، بل أن البعض منهم رسخ حضورا متميزا فيها. فالفنان الشاب مرتضى حنيص هو أحد هؤلاء الممثلين والذي شارك بعملين مهمين هما شخصية مقداد الجغيفيفي مسلسل (الساتر الغربي)، وشخصية قتيبة في مسلسل (روح) بادارة المخرج المقتدر حسن حسني.
فرغم حصوله مرتضى حنيص على بكالوريوس مسرح من جامعة بغداد، إلا انه أحبّ السينما، وخاض غمارها ممثلاً في أفلام روائية، قصيرة وطويلة، أبرزها: "حنين" و"إلى بغداد"، وأفلام قصيرة عدّة، وأعمال تلفزيونية. هذا لم يأخذه من المسرح، إذ أدّى أدواراً في مسرحيات مختلفة، منها: "هاملت"، و"نص 1/2"، و"حدث في الكرادة"، و"فلانكوت"، وغيرها.
ولكن حانت الفرصة ليقدم ادوارا مهمة في التافزيون، عن ذلك يقول حنيص: أعتزّ به كثيراً، لأنّ الشخصية التي أؤدّيها مختلفة تماماً عن الشخصيات التي قدّمتها سابقاً. شخصية سلبية ومُركّبة، أتعبتني نفسياً، إذ كنتُ أضطرب فعلياً بعد أداء كلّ مشهد، إلى حدّ أنّي بدأت أشعر بالاشمئزاز من نفسي. لازمني هذا الشعور أياماً طويلة بعد انتهاء التصوير. هذا جعلني أعوّل عليه، خاصة أنّه يجمعني بالممثلة القديرة آلاء حسين، التي تفيض طاقة إيجابية، وتجعل شريكها في المشهد يحلّق في أداءٍ عالٍ. أيضاً المخرج الشاب المبدع أمجد زنكنة.
"الخوات" يُناقش العنف والتفكّك الأسري واضطهاد المرأة. مكتوبٌ بطريقة مُحترفة جداً، والمخرج موفّقُ في ترجمة النص ومعالجته بصرياً. محترفٌ في تحديد زوايا اللقطات وأحجامها، مع ما يتناسب والحدث في المشهد.
وقد أثبت الفنان مرتضى حنيص حضوراً لافتاً للانتباه في التمثيل، بفضل أعمالٍ تلفزيونية وسينمائية. وعن أنصرافه إلى التمثيل قال:
منذ صغري، أطمح لأن أكون ممثلاً. أعتقد أنّ هذا تولّد عندي لتأثّري الشديد بوالدي، الفنان حسن حنيص، الذي كان ممثلاً. بدأ هذا الشعور يكبر فيّ، إلى أن أتت اللحظة التي تقدّمت فيها إلى كلية الفنون. بعد الاختبار، قُبلْتُ. هذا أجمل ما حصل في حياتي.
وعن السبب جعل الممثل العراقي الشاب في أن يأخذ فرصته في النجومية العربية، رغم وجود مواهب كثيرة، أشار:
تواضع تجاربنا الدرامية وضعفها، أحياناً. سأكون صريحاً: في السابق، لم ترتقِ أعمالنا إلى مستوى الدراما العربية. لذلك، لا سوق للدراما العراقية، وهذا يُسبِّب عدم نجومية الممثل العراقي عربياً.
سبب ذلك أنّنا لا نواكب التطوّر الحاصل في النواحي كلّها. علينا التفكير في حلول لإنقاذ الدراما والارتقاء بها، وفق أسس علمية حديثة، وتغيير شكلها الحالي، وجعلها تواكب ما يُقدّمه الآخرون، وتتفوّق عليهم، ليتسنّى تسويقها. حينها، ستكون هناك فرصة للممثل العراقي كي يُصبح نجماً عربياً.
أشعر أننا، كممثلين، أهلٌ لذلك، لأنّ لنا مواهب جبّارة وكبيرة. الممثل العراقي ماهرٌ جداً، لكنّ الظروف التي تمرّ بها الدراما جعلته حبيس المحلية.