TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: لا تمتحنوا صبرنا

كردستانيات: لا تمتحنوا صبرنا

نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 08:45 م

وديع غزوانهل حقاً اقترب الفرقاء السياسيون من وضع حد لحالة اللامعقول او المقبول ويتفقون، بعد طول انتظار وصبر،على تشكيل الحكومة؟ نتمنى ذلك رغم ان المعطيات تشير الى غير ذلك، رغم ان بعضها ان لم نقل اغلبها (أي المعطيات) يترشح من خلال تصريحات شخصيات تابعة لهذا الطرف او ذاك، ويبدو ان هاجس حجز مقعد نجومية في الفضائيات انتقلت عدواه الى النواب الجدد، فأخذوا يبحثون عن مكان لهم،
 يبرزون من خلاله قدراتهم الخطابية ليس الا .  وفي عالم السياسة، خاصة في محيطنا العربي، لا يمكن الركون الى التصريحات في التحليل للوصول الى استنتاجات لحالة معينة، او حتى الاقتراب منها، لانها تعتمد الإنشاء والتزويق اللفظي واللغوي البعيد عن الواقع.وتجاربنا زاخرة بمثل هكذا نماذج، التي ما انفكت تأثيراتها تنخر في طموح المواطن وتطلعاته، ويبدو ان سياسيينا وللأسف، ركبوا أيضاً هذه الموجة وصار بعضهم اما يقول أكثر مما يفعل، اولا يفعل نهائياً، في حين ان الآخر ينطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى: (يأمرون بالمعروف وينسون أنفسهم)، لذا ترى هذا البعض يتحدث عن الديمقراطية والدفاع عن مبادئها، لكنه في كل سلوكياته وتصرفاته حتى داخل كتلته يجسد نهجاً يفضي الى الدكتاتورية والتفرد باتخاذ القرار.لا نريد ان نشذ كثيراً عن موضوع سؤالنا فنذكر هؤلاء السياسيين  بحقيقة يبدو انها غابت عن أذهانهم، هي ان حلم وصبر المواطن منذ 2003 حتى الآن الذي فاق المعقول، وتضحياتهم لم تكن من اجل سواد عيونهم او نتيجة إيمان كبير بوعودهم، بل جاءت متوافقة مع ما رسموه من أمال وأحلام، وحرص وتفان صادق على ان يروا عراقاً جديداً يتمتع فيه أبناؤه جميعاً بعربهم وكردهم وتركمانهم  وغيرهم بحقوقهم.. عراقاً يفتحون عيونهم فيه وهم مطمئنون على مستقبل أبنائهم، عراق يعوضهم سنوات القهر والحرمان وما أكثرها.. هذا المواطن الصابر يحتج ويتظاهر ويندد ويفعل أي شيء للتعبير عن حالة رفضه الأخطاء والمساوئ التي ارتكبت من هذا الطرف او ذاك طوال السنوات السبع, لكنه غير مستعد لان يسامح من يعرض العملية السياسية للخطر بأي صورة او شكل وتحت أي ذريعة، لانها وبصريح العبارة تعني التآمر على مستقبله وأحلامه.ليس المهم عندنا كمواطنين من يكون رئيس الحكومة، بقدر اهتمامنا وتمنياتنا ان تكون الحكومة قادرة حقاً، على أداء مسؤولياتها التي تتطلبها المرحلة، ونحسب ان هذا لا يمكن ان يتحقق من دون اتفاق الأطراف السياسية على برنامج تتجاوز فيه إخفاقات الماضي، حكومة تستحق عناء الانتظار ويتم اختيار أعضائها ومستشاريها، على وفق الكفاءة وابتعاد الجميع عن أسلوب المحاصصات، الذي حولها الى إقطاعيات وضيعات .قد يظن البعض إنها مهمة مستحيلة، غير إنها ليست كذلك اذا ما تضافرت الجهود وصدقت النيات.. إنها مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة.. فلا تمتحنوا صبرنا أكثر يا سياسيينا!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram