TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > لصوص عاديون يقودون "غارات" الزوارق في شط العرب

لصوص عاديون يقودون "غارات" الزوارق في شط العرب

نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 08:59 م

 بغداد/ علي عبد السادةقبل اسبوعين من حادثة السطو على سفن تجارية من الخط الملاحي بشط العرب كان مدير شركة الموانئ العراقية يتحدث في مؤتمر صحافي عن وجود حوادث ابتزاز تتعرض لها طواقم البواخر الأجنبية التي تسلك قناة شط العرب المؤدية إلى المعقل وأبو فلوس.
الكابتن صلاح خضير كان يشير، في حينها، الى"أشخاص يطلقون على أنفسهم صفة صيادين يتعمدون نصب الشباك في أماكن مرور البواخر وعند مرورها وتمزق شباكهم يطالبون طواقمها بتعويضات مالية وفي حال عدم حصولهم عليها يتصرفون بعدائية".لكن الامور تطورت لاحقا الى عمليات سطو تعرضت لها سفن تجارية اجنبية.في الثامن من اب الماضي شن لصوص مجهولون غارات مفاجئة من زورق بلاستيكي مجهز بمحرك خارجي على عدد من السفن في مدخل خور عبد الله من جهة البحر.الغارات شنت ليلا في أوقات متفرقة واستهدفت كلاً من السفينة السورية"سانا ستار"التي تعرضت لهجوم مسلح في الساعة الواحدة من فجر الأحد المصادف الثامن من آب الماضي، وبعدها بساعة واحدة قامت بالهجوم على سفينة الحاويات"أرمينيا"التي كانت تحمل علم جمهورية انتغوا.بعدها بنحو ساعة قام الزورق نفسه بالإغارة على السفينة الكورية"كريستال ويف"بمعنى ان زورق اللصوص قام بالغارات الخاطفة على السفن الثلاث تباعا, واستغرقت كل غارة اقل من ستين دقيقة, استولى خلالها القراصنة على مدخرات الطواقم الأجنبية من الأموال والحلي والحواسيب والهواتف النقالة, كما استحوذوا على الأجهزة الملاحية والمعدات البحرية الخفيفة الوزن العائدة لكل سفينة.بعدها غادر اللصوص مسرح الحادث قبيل بزوغ الشمس, من دون أن تتعقبهم رادارات السفن الأمريكية المجهزة بأحدث التقنيات الملاحية الذكية.عمليات السطو وقعت جميعها عند مدخل خور عبد الله من جهة البحر في منطقة تعرف باسم (المخطاف) لأن البواخر التجارية تتوقف فيها حتى يحين دورها ويسمح لها بدخول قناة خور عبد الله للرسو في ميناء أم قصر أو خور الزبير لتفريغ حمولاتها.rnقرصنة.. سطوبعد يوم واحد من العمليات، ظهرت وسائل الاعلام وهي تتحدث عن جماعات للقرصنة في شط العرب، وبدا ان الامر في طريقه الى ان يتحول الى نسخة عراقية من قراصنة الصومال. لكن الجهات الرسمية بدت منزعجة من توصيفات من هذا النوع."ما جرى في خط شط العرب لا يمكن عده بالقرصنة، الامر لا يتعدى كونه عملية سطو مسلح". يقول مدير الاعلام في شركة الموانئ، انمار الصافي، ويرى، في تصريح خص به المدى امس الاحد، ان احداث السرقة قام بها"لصوص"عاديون. وان احداث السطو تمت في وقت ساد فيه الشعور بالامان في تلك المناطق.القوة النهرية في البصرة قالت انها ألقت القبض صباح الثلاثاء الحادي والثلاثين من اب على عصابة للقرصنة والتسليب تمارس اعمالها في مناطق التبادل التجاري في مياه شط العرب.العميد حكيم جاسم قال في تصريحات صحافية أن عدد افراد العصابة 20 عنصراً وهم يمتهنون القرصنة والتسليب في مياه شط العرب.المجموعة التي القي القبض عليها، تستهدف باعمالها الزوراق والمراكب التي تنقل البضائع من ميناء المحمرة الى ميناء ابو فلوس حيث تجري عمليات تبادل تجاري واسعة بين العراق وايران.وتعتبرعمليات التبادل التجاري هذه احد شرايين التجارة الرئيسة في جنوب العراق حيث تعتمد الكثير من المحافظات الجنوبية والوسطى على البضائع القادمة عبر هذا المنفذ البحري وعبر منفذ الشلامجة البري على الحدود مع ايران. وتعد المواد الغذائية احدى اكثر البضائع تبادلا عبر هذين المنفذين مع ايران.في الثامن عشر من اب الماضي وصف مسؤولون في شركة الموانئ العراقية تعرض سفن تجارية لهجمات مسلحة في المياه العراقية بهدف السرقة، بأنها حوادث سلب محدودة ولا ترتقي لأعمال القرصنة التي يمكن أن تهدد الملاحة في المنطقة، مشيرين الى سرعة تحرك قوات خفر السواحل وتمكنها من ضبط الزورق المستخدم في الهجمات.rnقلق لدى طواقم الملاحةوقد اثارت حوادث الهجوم قلق طواقم سفن وشركات بحرية من احتمال استهدافها من قبل القراصنة في مياه الخليج التي لها اهمية كبرى في ضمان تدفق كميات كافية من النفط على السوق العالمية، فضلا عن تأثير ذلك على عمليات الاستيراد والتصدير الى العراق.السفن المستهدفة أطلقت إشارات ونداءات استغاثة بعدة وسائل منها عبر استخدام مشاعل برتقالية اللون شاهدها كل أهالي الفاو، لكن لم تتحرك السفن الامريكية.لكن قائد الشرطة النهرية اكد ان زوارق آمرية خفر السواحل العراقية المتواجدة على ضفاف شط العرب، في مخفر الدويب مقابل عبادان, والتي تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن موقع الحادث, هي التي ألقت القبض على زورق القراصنة بعد أن حاصرته في منطقة السيبة”.وتساءل الحمامي"هل أن عملية القرصنة كانت من اجل تخويف السفن المتوجهة إلى موانئنا وشل نشاطاتنا الملاحية التجارية, أم كانت مجرد حادث لصوصي عابر؟.. وهل كان الحادث مخططا له مسبقا لجس نبض قطعات سفن قوات التحالف شمال الخليج العربي, أم انه اختبار ميداني لمعرفة ردود أفعالها, وتحديد مدى استجابتها للغارات الهجومية المباغتة؟”، لافتا الى اهمية الاجابة على هذه الاسئلة.rnا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram