عن:كرستيان ساينز مونيتريشرف أبو عباس على احد مراكز الشرطة الذي أصبح منتسبوه هدفا متزايدا للإرهابيين حيث يقول إن حكم القانون قد تم إهماله، ففي إحدى مراكز الشرطة في وسط بغداد يقومون بالتحقيق حول آخر سرقة لشخص في إحدى المناطق المجاورة قام بسرقة الكهرباء من مركز الشرطة.
في المقياس الكبير للأشياء تبدو هذه جريمة صغيرة لكنها عرضية في مدينة حيث لا احد على ما يبدو ملتزما بالقانون. مع ذلك فان الفراغ الأمني وعمليات النهب التي أعقبت سقوط النظام عام 2003 قد تم استبدالها بجيش وقوات شرطة عراقية تعمل بشكل واسع لكن الخدمات الأساسية بائسة بينما تتأرجح البلاد بدون تشكيل حكومة بعد مرور ما يقرب من نصف عام على إجراء الانتخابات. العنف تراجع بشكل مثير عما كان عليه في عامي 2006 – 2007 لكن الإرهابيين مازالوا يستهدفون رجال الشرطة حيث يتزايد تحملهم لمسؤوليات الأمن في المدن مثل بغداد فقد قتل العشرات من ضباط الشرطة منذ بداية شهر آب الماضي من قبل رجال مسلحين يستخدمون الأسلحة الكاتمة للصوت والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية حيث تم الإعلان عن أن معظم تلك الهجمات قامت بها مجموعات مرتبطة بالقاعدة، يقول مسؤول الشرطة ابو عباس"ان تسعين بالمئة من عملنا هو تضحية حيث يتم استهدافنا دائما". في مدينة حيث الاغتيالات تسبب الموت للمسؤولين الحكوميين بالاضافة الى رجال الامن لذا تزدحم الشوارع بمواكب حتى المسؤولين الصغار الأقل مستوى الذين يسرعون بالمرور من خلال نقاط التفتيش دون أن يتوقفوا وحينما يتم القبض على المشتبه بهم يتم إطلاق سراح 75 % منهم حينما يتم جلبهم إلى قاض حيث هناك نقص في الأدلة بالإضافة إلى حالات الفساد كذلك فان سياسة الترهيب والتخويف مازالت تؤثر على نظام العدالة في العراق. يقول ابو عباس"إن قوتي لا تأتي من المسدس أو البندقية إنها تأتي من تطبيق القانون"هذه العبارة هي صدى للإحباط الذي يعانيه القادة الامنيون على الخطوط الأمامية، مضيفا"لا استطيع فرض قانون تم إهماله لسبع سنوات ذلك امر اكبر من حجمي"قائد الشرطة ابو عباس يرفض الإفصاح عن اسمه الكامل بسبب منع وزارة الداخلية الكلام مع أجهزة الاعلام دون موافقة مكتوبة ويشرف على مركز للشرطة في وسط بغداد حيث يحارب الضباط حلقات المخدرات والدعارة بالإضافة إلى التفجيرات والاغتيالات. الحي الذي لم يذكر اسمه لأسباب أمنية هو مسكن لـ4000 شخص الكثير منهم يعيشون في شقق متداعية حيث الكهرباء تأتي لمدة خمس أو ست ساعات في الأيام الجيدة أما في غيرها فهي تأتي لمدة ساعة واحدة في اليوم، يعتمد مركز الشرطة على مولد كبير للكهرباء يبعد عدة أزقة عنه. لقد تم طلاء مركز الشرطة بلون ازرق فاتح لتخفيف الحرارة ومحاط بالأسلاك الشائكة والجدران الكونكريتية العازلة والتي صممت لكي تعيق السيارات المفخخة حيث يقدم الجدار حماية صغيرة لإبعاد الهجمات. على الجانب الآخر من المدينة هناك طبقات متعددة من الحماية لوزارة الداخلية كونها واحدة من اكبر الأهداف بالنسبة للإرهابيين كان رجال الشرطة مزودين برشاشات روسية الصنع من نوع بي كي سي تمتد على طول الجدران العازلة التي صبغت باللون الوردي والأقحواني والأصفر، يقول ابو عباس"ان مراكز الشرطة بضمنها مركزنا تم وضعها بشكل غير صحيح لأنك لو ذهبت الى وزارة الداخلية فستجد الحيطان الخراسانية تحيط بالوزارة على بعد نصف ميل وهذا لا يمكن بالنسبة لمركز الشرطة التابع لنا فأمامه عمارة سكنية". كجزء من حالة التهيؤ الأمني الذي ابتدأ منذ الأول من أيلول الماضي مع نهاية المهمة القتالية الاميركية وضعت قوات الأمن العراقية في حالة إنذار قصوى وتم نصب المزيد من نقاط التفتيش وتم توجيه الشرطة للقيام بدوريات راجلة سيرا على الأقدام بدلا من العربة العادية التي تقوم بها الدورية وهي الخطوة التي لم يوافق عليها مدير الشرطة ابو عباس بسبب حيه الساخن قائلا"ما الفائدة التي سأجنيها من إرسال الرجال إلى الشارع حيث كل شخص يمكن ان يراهم ويشخصهم؟ بالنسبة لي أفضل إرسالهم بالملابس المدنية". في وزارة الداخلية يقول مدير شؤون الداخلية اللواء احمد أبو رغيف لقد خطت الشرطة العراقية خطوات واسعة خلال الأربع سنوات الماضية حيث كانت قبل ذلك مخترقة من أعضاء المليشيات وفرق الموت وفي نصر رئيسي تحقق خلال الأسبوع الماضي تحركنا على وفق معلومات استخبارية حصلنا عليها من خلال الاعترافات وأدت الى اكتشاف مخزن قرب الفلوجة تم بناؤه تحت حمام احد البيوت كان يحتوي على أحزمة ناسفة وقنابل تعمل بالدفع الصاروخي وأكداس من المتفجرات وفي نفس المنطقة تم العثور على سيارة ذات دفع رباعي محملة بطن من المتفجرات تقريبا جاهزة للتفجير، وتم اعتقال ما يسمى بالقائد العسكري لدولة العراق الإسلامية وهو تنظيم مرتبط بالقاعدة في عملية مرتبطة بتلك العملية". ترجمة: عمار كاظم محمد
فرض القانون يواجه صعوبات فـي العراق
نشر في: 5 سبتمبر, 2010: 10:02 م